يحلو لمريديه وعشاق شعره مناداته ب«رئيس جمهورية الحب» ذلكم الصديق المرهف الشاعر الغنائى المطبوع اسحاق الحلنقى حدثنى باسلوبه القصصى الاقرب الى حلاوة شعره انه إبان فترة اغتربة بدولة الامارات وبالتحديد مدينة العين كان ابناء شيخها زائد آل نهيان يحرصون على حضوره فى مجالسهم ليستمعوا لشعره وفنه ونثره .. قال لى انه شطح ذات مرة واخبرهم ان والده كان يروض الأسد فى كفه وانه ينحدر من اسرة شجاعة وورث الشجاعة من اهله، دعاه ابناء الشيخ زائد لمجلس آخر وكان بجواره احد مساعديهم «خوى الشيوخ» حضر الحلنقى بزيه السودانى الانيق لاحظ ان ثمت شيئًا يتحرك فى «حجر» الرجل الذى يجلس بجواره سأله الحلنقى بفضول قال له الرجل هذا حمام نحضره غدًا لصقور الصيد صدق الحلنقى القصة واستمر فى سمره ومجلسه فجأة افرغ الرجل ما بجعبته فى وجه الحلنقى وكان عبارة عن «ورل»، انتفض الحلنقى من مجلسه من هول المفاجأة وغادر المجلس جريًا على الاقدام ولم يلتفت لعمامته التى وقعت منه .. زاره الشيوخ فى منزله اليوم التالى وهم يرددون «ايش تقول يا اسحاق والدك يروض الاسد فى كفه» تذكرت هذه القصة عندما دعانى الاخ الصديق امير التلب ان اكون ضيف شرف فى حفل تكريم منتدى الاحبة للشاعر الحلنقى وكنت قد حضرت من سفرى لتوي، قبلت الدعوة، حضر الكل لتكريم الشاعر الفذ، قالوا كلامًا جميلاً فى حقه بجمال قصائده، تغنى فى ليلة عرسه التكريمى «على ابراهيم اللحو، سيف الجامعة، القلع عبد الحفيظ، ياسر المرضى، وشاب له مستقبل من ابناء كسلا «عصمت بكرى»، قال بشفافية الفنان الحلنقى ابى ولكن امنا واحدة كناية عن مدينة كسلا». حزمت حقائبى وكان مقدرًا لى ان اقضى عيد الاضحى بالجزر البركانية لظروف العمل، فور وصولى مطار هيثرو اتصلت بصاحب بقالة «بقالة دمشق» بلندن لحجز خروف العيد فالذبح بالمنزل مخالفة يعاقب عليها القانون يتحول الخروف «لكوم لحم» يوضع فى صندوق ويكنب عليه اسم المشتري وعلمت من صاحب المحل انه قام بتجهيز «382» صندوقًا فى هذا العيد ... اتى العيد وذهب وكان «ملاح الكمونية» هو التذكار الوحيد به حضرت الى ارض الوطن رابع ايام العيد وجدت به بقايا لحم وشربوت وعبارة «كل سنة وانت طيب»، «وكل عام وانت بخير»، احسست بأن للعيد معنى بين الأهل والأصحاب، تطلعت الى شاشة قناة النيل الازرق آخر الليل وهى تحتفى بالشاعر الفذ عمر الطيب الدوش تمتمت مع الشاعر القدال الذى شارك فى الحلقة «كبرت كراعى من الفرح نص فى الارض ونص فى النعال وشكرت هذا الوطن الذى انجب الحلنقى والدوش والقدال.