«ن» فتاة خلوقة مؤدبة متعلمة، من عائلة محترمة، مقبولة الشكل، وضعت لنفسها معايير لشريك حياتها منذ ان كانت في العشرين من العمر، واليوم بعد بلوغها نهاية الثلاثينيات وبداية الاربعينيات هل تختل تلك المعايير ام تظل كما هي... «البيت الكبير» ناقش القضية مع عدد من المختصيين والمكتوين بنار القضية فماذا قالوا.. ضل راجل يري عبد العال محمود «موظف» ان طموحات وآمال الفتاة تختلف وفقًا للمرحلة العمرية، فاحلام وطموحات فتاة في العشرين تختلف عن الثلاثين الذي تكون فيه اكثر وعيًا ونضجًا في اختيارها لشريك حياتها، فكلما تقدمت في المرحلة العمرية قلت شروطها حتي تصل الى مرحلة التازل عن بعض الأساسيات وتحتمي «بضل راجل ولا ضل حيطة» ويجزم بأن معايير الكثير من الفتيات اختلفت كثيرًا بعد سن الاربعين وفي الثلاثينيات وعزا ذلك لان المجتمع ينظر للمرأة كانها سلعة تقل صلاحيتها كلما ظلت اطول فترة على الرف، فهي قد تتنازل كثيرًا بوصولها الى نهاية الثلاثينيات وتغير نظرتها وتصل الى التفكير في الزواج برجل يستر الحال. أفضِّل لقب عانس وبرغم وصول «ن» لسن متأخرة الا انها ما زالت مصرة على التمسك بمعاييرها لاختيار شريك حياتها الذي رسمت ملامحه منذ ريعان الشباب ومبررها في ذلك انها نالت حظها من التعليم ووضع مادي وغيرها من المعايير لذلك من المستحيل ان تقبل بشخص اقل في المستوى المادي او التعليمي مثلاً، وتؤكد انها تفضل حمل لقب عانس على التنازل عن معاييرها، والملاحظ ان الكثير من الفتيات قد تصاب بحالة من الإحباط وتدخل في عزلة نفسية واجتماعية مما يرمي بهن في براثن الدجالين والطامعين في وضعهن المادي، وهذا نتيجة للافكار السالبة التي يحاصرها بها المجتمع، فالتأخر في الزواج لا يدعو إلى الإحباط أبدًا ويجب ألّا تقنط كل فتاة من رحمة الله. قمة النضوج فيما ترى خديجة احمد «موظفة» ان الفتاة الواثقة من نفسها وامكانياتها لا تتغيّر معاييرها حتى وصولها سن الاربعين، فالامر لا يفرق عندها كثيرًا فبرغم نظرة البعض لسن الأربعين بانها نهاية الأنوثة الشبابية لكنها تعتبرها قمة النضوج النفسي والجسدي، واذا صادف وتنازلت فان ذلك قد يشعرها بالضعف وقد تقبل بأي شخص وهنا يصبح زواجًا «اضطراريًا» لأن المجتمع لا يرحم من يفوتها قطار الزواج، وهم يلاحقونها بنظرات الشفقة والعطف كلما تقدمت بالعمر. وتوافقها في الرأي هند علي، تقول: في رأيي انه عندما تتقدم الفتاة في العمر لا تختل معايير الزواج ولكن تتغير مفاهيمها في الحياة، ففي صباها تحلم بزوج بمواصفات معينة، لكن تتناقص هذه المواصفات كلما تقدمت في العمر، فهناك فتيات اخترن «الزواج» اختياراً «هروبيّاً» من ضغط مادي أو اجتماعي أو نفسي عاطفي. الرجل الصبور وتؤكد الاستاذة ضوة النور «موظفة» انه برغم كثرة المتقدمين لطلب الزواج منها مستمر حتى الآن الا انها ترى ان مواصفات زوجها لم تتوفر في من تقدموا لها فهي تبحث عن الرجل الصبور ولن تتنازل عن هذا الرأي حتى لو فاتها قطار الزواج، وفي رأيها ان ارتفاع نسبة الطلاق تعود إلى عدم وجود الرجل الصبور المتفهم لنفسية المرأة وطبيعتها. اكتئاب وقلق استاذ محمد احمد المتخصص في علم الاجتماع تناول القضية من زاويته، قال: بالطبع لكل مرحلة عمرية متطلباتها وآمالها التي تتناسب معها، فالفتاة في العشرين لها احلامها وطموحاتها وحاجاتها، تبحث عن حياة تؤسس من خلالها عائلة وتحلم بزوج يملك سيارة وبيت في ارقى الأحياء وغيرها من احلام الشباب، وفي عمر الاربعين ايضًا لها حاجات واحلام ولكنها تختلف هنا لأن الإدراك والوعي مختلف، فهنا تصبح اكثر نضجًا ووعيًا، وعدم زواجها حتى هذا العمر قد يصيبها بالقلق والاكتئاب وعليها في هذه المرحلة تذكر الله وان الأمر في النهاية قسمة ونصيب وان تحصِّن نفسها بذكر الله.