لكل شخص أمنيات لها سقف غير معلوم وفق رغباته إذا لم تصطدم بجدار الواقع.. فتغير بوصلة الأمنيات الى ما دون رغبته على سبيل «الرضا بالمقسوم» .. فحواء في عشرينات عمرها تتطلع إلى فارس أحلام ذي مواصفات خاصة تحشدها بكل ما هو جميل.. إلا أنها تتناقص كلما أوغل الزمان وتقدم بها العمر حتى لو كان هذا الفارس على جواد به أخرى لا تتردد في أن يأخذها معه لأنها ترى «راجل مرا» أفضل من أن يطاردها لقب «عانس» ونظرات لا تخلو من الشفقة.. فهل تقبل ربة المنزل أن تشاركها العرش أخرى؟ وكيف يستطيع آدم أن يقسم قلبه إلى اثنين دون إختلال في القسمة؟ وهل «راجل المرا» أفضل من لقب عانس..؟ «الرأي العام» إلتقت في إستطلاع مع عدد من الشخصيات.. فتحدثت هند فتحي الطالبة أنها تفضل لقب عانس على الزواج من «راجل مرا» لأنها لا تستطيع العيش بطريقة المناصفة وقالت زواجي من شاب أعذب هو أمنيتي وعامل السن لا يغير مسار الأمنيات عندي. أما معزة احمد قمر الموظفة فلها رأي إختلف عن رأي هند فهي لا ترفض فكرة الإرتباط برجل متزوج ولكن جاء قبولها مقروناً بشرط وهو أن يملك من المال ما هو يسير وكأنها ترى في ذلك حافزاً للإقبال على مثل هذه الزيجة. ولكن لربات المنازل رأياً آخر فمجرد ظهور منافس آخر على العرش تستخدم حواء كل أسلحتها لحماية مملكتها من الغزو الناعم كما تفعل مها «ربة منزل» بتقديرها للزوج وبتوفير كل وسائل الراحة وتعتقد ان كل شيء وضعته في مكانه لذا ترفض بشدة أن يأتي زوجها يوم ما «بضرة» مقتنعة بأن تلك «الضرة» لن تكون أفضل منها. هذا هو رأي حواء فكيف يفكر آدم الذي يملك زمام الامر والفصل فيه.. نزار علي «رجل أعمال» يقول.. أؤيد فكرة الزواج الثاني وعلى المرأة السودانية ان تتفهمه وتتقبله كواقع يساعد في حل كثير من قضايا المجتمع. أما عمارة عثمان عمارة فهو متزوج ولا يحس بحاجته لزوجة ثانية لان زوجته ملأت كل فراغات الحياة التي يمكن أن تتسرب منها فكرة الزواج مرة ثانية. تختلف الرغبات أو تتشابه.. لكن تظل فكرة الزواج الثاني للرجل والزواج من «راجل مرا» لحواء تحسمه الظروف التي يعيشها الطرفان. الأستاذة ثريا إبراهيم باحثة إجتماعية تقول: إن كثيراً من الأسر لديها العنصرية التي سببت العنوسة والسبب الآخر في بعض الفتيات المتطلعات لمستوى مادي «عالي» وحسب اعتقاد ثريا ترى أن إرتباط الفتاة برجل أصغر منها سناً أفضل من الزواج «براجل مرا» لأن الأخير يتسبب في تشتيت الأسرة المستقرة خاصة إن كان الزواج الثاني حلاً لمشكلة وقد يضع الزوج نفسه في ضغوطات نفسية وإجتماعية تؤثر على صحته وعمله، ولتفادي الوقوع لما سبق لابد من توافر متطلبات إجتماعية وإقتصادية وأن يكون الزواج بعلم الزوجة ورضاها.