ارتفعت نسبة العنوسة في السودان ووصلت الى (20%) حسب ما أشارت اليه دراسة حديثة نشرت أمس على موقع (الالوكة الاجتماعي) الذي اشار الى ان السودان يشترك مع الصومال في هذه النسبة التي ظلت تتزاوج وتتناسل مع الأرقام كلما ما مرت سنة على عمرها, وقبل سنوات حصر تقرير عدد النساء في الفئة العمرية للزواج من (15 الى 49) شمالي البلاد بسبع ملايين وخمسمائة وثلاثة عشر الف امرأة مقابل ثلاثة ملايين وستمائة وخمسين رجلا, ولم يتخطى التقرير عدد النساء المتزوجات اللائي وصل عددهن الى ست ملايين وثلاثمائة وخمسين الف وثمانمائة وتسع وتسعين امرأة, ولم تتمدد ظاهرة العنوسة على سطح المجتمع السوداني فحسب وإنما ضرب زلزالها المرعب أجزاء واسعة من المجتمعات العربية حيث بلغت نسبة العنوسة في الامارات الى 68% حيث يوجد في كل بيت اماراتي فتاة عانس وعلى الرغم من ذلك تتصدر العراق القائمة بنسبة (85%) فيما كشف مركز الدراسات الاجتماعية في مصر عن وجود تسع ملايين فتاة فاتهن قطار الزواج.. وتضافرت جملة من الاسباب لرفع نسبة الظاهرة في المجتمع السوداني حيث تؤكد الباحث الاجتماعية صفاء شيخ الدين : ان راتفاع نسبة العنوسه ناتج لعدة لزيادة عدد النساء وهو امر اشار اليه ديننا الحنيف بالاضافة الي ارتفاع سقف طموح المراة في اختيار شريك الحياه الي جانب القياسات الاخري التي تعتمد علي الماديات (المال) وهو عنصر اصبح مؤثر خاصة وان الرجل اصبح يلعب هذا الدور باحترافية عالية بدليل ان كثير من الرجال يلجاون بالزواج الي المراة العاملة او الموظفة , ومن الاسباب ايضا غلاء المهور عن طريق المحاكاه (جابوا لفلانه سياره في الشيله) , كما ان هذه الاوضاع دفعت بالرجل للبحث عن بدائل مثل زواج (المطلقات) لانه اقل تكلفة بالاضافة الي ان المراة العامله المطلقة تبذل كل جهدها ومالها من اجل انجاح تجربتها الثانية .. وعن وسائل علاج الظاهرة تقول الدكتوره : يجب تقليل تكاليف الزواج ودحر العادات والتقاليد الضاره بعملية الزواج والاهم كل ذلك هو ضرورة تحسين الوضع الاقتصادي ومحاربة الفقر والعطالة وغيرها من الجوانب الاقتصادية التي تلقي بظلالها علي الحياة وتؤثر علي الفرد والمجتمع .. أما الطالبة (سعدية) جامعة القرءان الكريم تؤكد أن هناك ظروفا وعوامل ساعدت على ارتفاع هذه الظاهرة على رأسها الثقافة الوافدة عبر الفضائيات والمواعين الإعلامية الاخرى التي قامت بنقل عادات وتقاليد لشعوب ودول اخرى الى السودان مما رفع نسبة التقليد والبحث عن زوج أو زوجة (رومانسية) لتحقيق طموح شخصي ذاتي بعيدا عن الواقع السوداني.. فيما وجهت الطالبة فاطمة الزهراء (قانون النيلين) انتقادات لاذعة الى العادات والتقاليد والأعراف التي تتبع أو تفرض لإقامة الزواج وقالت: إن هذه الخطوات هي التي تبعد الزواج وترفع تكاليفه وتزيد من العنوسة, وشككت الزهراء في قدرة الأسر والعائلات في التخلي عن هذه العادات مثل الشيلة وسد المال والخطوبة وما أدراك ما الخطوبة.. فيما عزا عوض عبد الله (موظف) ارتفاع ظاهرة العنوسة الى الظروف الاقتصادية حيث يواجه الغالبية من الشباب في سن الزواج ظروفاً اقتصادية صعبة ومستوى دخل منخفض (ضعيف) لا يساعد الشاب على تحقيق أحلامه في الزواج ويظل الشاب يلاحق المال وتحسين الأوضاع حتى يدخل مرحلة العنوسة وهذا يلقي بظلال سوداء في عالم المرأة.. والإحصائيات لا تشير الى أن العنوسة تنحصر في عالم المرأة فقط وإنما تشمل الرجل أيضاً في كلمة العزوبية التي أعلنت وجودها في المجتمع السوداني من خلال تزايدها وتصاعدها المتوالي. إن كان السودان غض الطرف عن دراسة الظاهرة بالطريقة العلمية والمنهجية للوصول الى العدد والاسباب, فإن الباحثين في العالم العربي أجروا دراسة عن ظاهرة العنوسة لاسيما دول الخليج فتأكدوا أن للفتاة دور في استفحال هذه الظاهرة، وذلك لأن العديد من الشبان يحجمون عن الفتاة المتعلمة خوفاً من تعاليها نتيجة عدم التكافؤ.. إضافة الى المهور العالية والعادات والتقاليد الاجتماعية البالية وعجرفة أولياء الأمور ومبالغة الفتيات في مواصفات فتى الأحلام. علي الطاهر