يذكر الناس جيدًا حجم المعاناة والتعب والإرهاق والانتظار لساعات طوال بإحدى ضفتي النيل في انتظار بنطون شندي ليعبر بهم من والي المتمة وقد وجد ذلك حظه من إبداعات الشعراء والمغنين ليوثق عبره لتاريخ تحكيه الأجيال بيد أن هذا الواقع تغير تمامًا وساعات الانتظار لم تعد سوى بضع دقائق وعربة الاتوس تعلو فوق جسر البشير حتى تطل معالم محلية المتمة ونطوف مع مديرها التنفيذي الأستاذ كمال الدين المرضي بقوله: تقع محلية المتمة في الجزء الجنوبي الغربي لولاية نهر النيل الحدود الجنوبية للشلال السادس على شريط نهر النيل حتى محلية الدامر ومن الشمال الولاية الشمالية وشمال كردفان ومن الشرق نهر النيل في مساحة مساحة قدرب (11.723) كيلومتر ويبلغ عدد السكان حسب آخر إحصائية (151889) نسمة وتنبع أهمية محلية المتمة لكونها تحتضن عددًا من المشروعات وتعتبر الزراعة هي الحرفة الرئيسة لسكان المحلية وبها عدد من المشروعات كمشروع السيال في مساحة تقدر (2129) فدانًا ومشروع الكمير طيبةفي مساحة أكثر من (5) آلاف فدان ومشروع كلي الضواب في مساحة (9) آلاف فدان ومشروع المتمة وهو عبارة عن أراضي تجميع حيازات في مساحة (1000) فدان إلى جانب مشروع النقع الزراعي في مساحة أكثر من (500) ألف فدان، وأكد كمال أن المحلية موعودة بنهضة استثمارية كبرى خاصة في وادي النقع الذي يتميز بأراضيه الخصبة غير أن كثيرين التقتهم (الإنتباهة) أكدوا أن هناك مشكلات ظلت تواجه هذه المشروعات كان آخرها مشروع الثورة كبوتا بريفي ود حامد، وأكد عدد منهم رفضهم قيام مشروع زراعي للشركات العربية (GLB وقطعوا بأن الجهات المحلية لم تستشيرهم من قبل واعتبروا أن هذا المشروع استثماري خاص ولا علاقة له بالمصلحة العامة وأن الأراضي ورثوها عن الأجداد في وقت شكل والي نهر النيل لجنة تسوية لكل الجهات التي تم بها العمل، وقال معتمد المتمة إنه تم تعويض كل شخص تم الاستيلاء على أرضه مبينًا أن الخطوة القادمة تشمل قرى الثورة كبوتا هذا إلى جانب قضية مشروع وادي النقع الزراعي في المنطقة الخلوية لمحلية المتمة في مساحة (448) ألف فدان نصيب الملاك منها (87) ألف فدان زادتها الولاية لتصبح (100) ألف فدان تسجل بأسماء ورثة أصحاب (لحيازات)) تنتظر فلاحتها بواسطة مستثمرين سعوديين ويمنيين يسقون لصاحب الحيازة في الموسم الأول مجاناً ويعطي قانون الاستثمار بولاية نهر النيل أصحاب الحقوق أو الحجارة (25%) من الإنتاج ويأخذ المستثمر نصيبه من الري في المواسم التي بعده ويخير مالك الأرض بين بيع نصيبه أو تسويقه له بواسطة المستثمر طبقاً لتأكيدات معتمد المتمة السابق، أما في الجانب الصحي فإن هناك طفرة في البنيات التحية للمرافق الصحية ويقول الأستاذ أبو الحسن الحاج توجد ثلاث مستشفيات بالقطاعات الثلاثة لمحلية المتمة مستشفى المتمة التعليمي ومستشفى النوراب التعليمي ومستشفى ود حامد التعليمي مع وجود المراكز الصحية بجل قرى المحلية وكذلك تم إنشاء مستشفى الشهيد أحمد البشير الحسن بقرية كلي بالقطاع الشمالي لمحلية المتمة ومستشفى المتمة التخصصي ومستشفى الشهيد الزبير محمد صالح بالجكيكة، وأشار إلى أن هناك خللاً في الصحة الوقائية ولا توجد معدات والعمال عازفون عن العمل. وكل صهاريج إدارية ود حامد ومحلية المتمة تتم فيها المعالجة القديمة مما جعل المياه غير نقية وتكثر إصابات البلهارسيا بين أطفال المدارس وحتى الكبار وتغيب التوعية بمخاطر السباحة في ترعة المشروع الممتدة من السيال وحتى الكردة. وبعد بلهارسيا المجاري البولية ظهرت بلهارسيا المستقيم التي تتسبب في الدوالي. وفي ظل غياب رشح المياه يحضر اختصاصي الباطنية بمستشفى محلية المتمة ليوم واحد في الأسبوع ومثله اختصاصي الأطفال والنساء والتوليد. ويشتكي المواطنون من نواقص بالمستشفى والتدهور المريع الذي أصاب بنيات خدمات المياه، الأمر الذي أثر على مستوى تقديم خدمات وإمدادات المياه من مصادرها القديمة إلى قراها وأحيائها المختلفة. وحذر البعض من عدم صلاحية المياه عبر الشبكات القديمة المصنعة من مادة الاسبتس المحظورة عالمياً، إذ تفشت أمراض ذات صلة بالمشكلة، مع بدء جهود حكومة الولاية في حل المشكلة بتنفيذ شبكات جديدة آمنة صحياً ويرى خبراء مختصون في مجال المياه وجوب تأهيل مصادر المياه بالمحلية ومراجعتها، فيما أكد دكتور السعيد عثمان الشيخ معتمد محلية المتمة دعم المحلية للهيئة الشعبية لتنمية وتطوير المتمة لمواصلة خدماتها في مجال المياه والصحة والتعليم ومن جانبه تعهد فخر الدين عثمان مدير المكتب التنفيذي للهيئة بمواصلة جهودهم لدعم المشروعات التنموية وتوفير البنيات التحتية مضيفاً أن محلية المتمة موعودة بعدد من المشروعات التنموية والخدمية مبيناً أن خطط الهيئة للعام (2013م) تجيء متوافقه مع خطط المحلية وذلك لتعزيز الشراكة الذكية بين الهيئة وحكومة المحلية.