إسحق أحمد فضل الله يكتب: (وفاة المغالطات)    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ فهمي هويدي ل (حتى تكتمل الصورة) 2-2:
نشر في الانتباهة يوم 08 - 04 - 2013

انتقل برنامج (حتى تكتمل الصورة) في حلقته الأخيرة التي بثتها فضائية النيل الازرق يوم (الخميس)، الى العاصمة المصرية القاهرة، والتقى الأستاذ فهمي هويدي الصحفي المصري والكاتب والمحلل السياسي المعروف.
وفي المقابلة حاول البرنامج استقصاء المشهد السياسي المصري والعربي والتداعيات والسيناريوهات المحتملة، دون اغفال لإفراد حيز مقدر للعلاقات (السودانية - المصرية) والتي تصف تقلباتها العبارة اللاذعة «السودان ومصر .. مرة حبايب ومرة حلايب».
هناك من يقول ان الوضع الراهن سيمضي الى تصاعد، وبعض الصحف لا تخفي مخاوفها من حالة حرب اهلية وشيكة، فالى اي مدى يمكن ان يكون هذا السيناريو والتصور واقعي؟
هنالك مدرسة في التحليل السياسي تنبني فيها الاراء على ما يتمناه المرء، وليس ما يحصل على الارض. وكلمة حرب اهلية «مش قليلة» بمعنى ان تستلزم وجود سلاح، وقوى اهلية منقسمة لا تقبل الاحتكام الى الحوار، وجغرافيا مقسمة الى مناطق قبلية وعشائرية وهذه العوامل لا اظنها متوفرة في مصر فضلا عن ثمة ثقل تاريخ لمصر ازعم انه لن يسمح للامور بان تنزلق الى تلك الدرجة.
الا تشعر بالقلق ازاء الاوضاع الامنية في سيناء؟
نعم هنالك مشكلة في سيناء ولكنها لا ترقى لتوصيف الحرب الاهلية.
الا تخشى ان يتطور الوضع في سيناء من حالة ارتباك امني إلى وقوع تداعيات امنية خطيرة العواقب وتؤدي الى ما اسميته في احدى مقالاتك «سيناريوهات سقوط الانظمة»؟
موضوع سيناء معقد، وانت تتحدث عن منطقة ليس لك سيطرة كافية عليها.
مقاطعة: من ناحية عسكرية؟
نعم. والسيادة الوطنية غير موجودة. صحيح سيناء جزء من مصر ولكن لا تخضع تماما للسيادة المصرية بسبب اتفاقات السلام التي قسمتها الى المناطق (أ، ب، ج) وكل منطقة لها مواصفاتها بما في ذلك وجود القوات فيها من عدمه، وبالتالي حالة التردد التي تحدثت عنها حالت دون ان تاخذ مصر خطوة حاسمة في تعديل اعداد القوات الموجودة في سيناء والمنصوص عليه في اتفاقية السلام لحدوث ظرف طارئ ناتج عن تغيير تاريخي سببه مضي (30) سنة على الاتفاقية ما يستوجب تغيير في المواقف وهذا لم يحدث.
لسيناء وضع خاص فهي على الحدود المصرية، لكنها ليست تحت السيادة المصرية، واظن ان اعداد القوات المصرية فيها غير كبيرة وهنالك مشاكل في سيناء وتحتاج الى تضافر جهود القبائل والجيش والشرطة واشياء من هذا القبيل.
سيناء وضع خاص لا نستطيع ان نعممه على الوضع المصري برمته ونعتبره مقدمة لحرب اهلية.
تحدثت عن تدخل خارجي، فما حجم ذلك التدخل واين تقف سقوفاته؟ عند اسقاط النظام أم عند اشاعة الفوضى؟
في الادبيات السياسية تعد اشاعة الفوضى خطوة لاسقاط النظام، بمعنى ان عدم سيطرة للدولة على مساحات محددة من الاراضي يدفعها لأن تفقد قدرتها على الدفاع العام فيسقط النظام.
هناك فرق بين «المشاغبات» على النظام وهذه حاصلة حتى الان، واسقاط النظام. وهنالك من يسعى للاسقاط ولكن ادواته ليست متوفرة بشكل كاف وبالتالي المشاغبة ظلت في حدود اثارة الضجيج.
اظن ان الاخطر من التدخل الخارجي هو اداء السلطة السياسية، فهناك طرف يسعى لاسقاط النظام وهناك اداء يضعف النظام ويجعله جديراً بالسقوط.
وإلى أي من السيناريوهات تمضي عجلة المستقبل؟
الرئيس مرسي أرتكب عدة اخطاء منها غياب المكاشفة وضعف التواصل مع المجتمع واتخاذ قرارات والتراجع عنها «مواعيد فتح واغلاق المحال وزياردة الاسعار والتراجع عنها».
إذن هنالك حالة ارتباك في القرار السياسي؟
نعم هنالك حالة ارتباك في القرار السياسي، حالة اضعفت من سلطان مرسي وهيبته ايضا، اذ جرأّت عليه كثيرين ومن يتابع الاعلام يجد درجة عالية من الجرأة مقارنة برئيس اي دولة في الكرة الارضية.
في نفس الوقت كثيرا ما تصرفت المعارضة بلا مسؤولية، فهي لم تقل ماذا تريد تحديدا ولكنها قالت ما لا تريده. وهي تقول الان باسقاط الدكتور محمد مرسي واقول ثم ماذا؟
في وقت من الاوقات رفعت المعارضة شعار يسقط حكم العسكر في مصر، والان هناك من يتحدث عن عودة العسكر، وهذا جزء من الارتباك فالرئيس مرتبك والمعارضة هي الاخرى مرتبكة، ربما لاننا جميعا حديثي عهد بالاداء السياسي، وحديثو عهد بالممارسة الديمقراطية فقبل (40) سنة كان الرئيس الملهم واحدا، والدولة مصممة تصميما واحدا وتقول كلاماً واحداً يسري على الجميع، وفجاة دخل الجميع لمضمار السياسة فحصلت اختلالات كثيرة، وان كان من تحفظات على اداء الرئيس مرسي الا انني اكاد ازعم ان بدائله اسوا منه، وبكل اسف لم يتح لنا معرفة الموازين الحقيقية للقوى السياسية.
الانتخابات تحكم ذلك؟
الانتخابات تحكم، ولكن هناك من يقاوم الانتخابات وكثير من القوى السياسية حاليا، وفي ظل ذلك الفراغ صنعها التلفزيون ولم يصنعها الاداء على الارض وبعض الشخصيات لم تتحول الى شخصيات عامة بفعل اداء تؤديه ولكن لكثرة ظهورها في البرامج التلفزيونية.
الانتخابات هي المختبر الذي يبين الاوزان الحقيقية لمختلف القوى ولهذا تجدني اتحفظ –احيانا- على مصطلح القوى السياسية، فالقوة محتاجة لعضلات فمن يثبت هذه العضلات؟ العضلات لا يكفى اثباتها بالاداء الاعلامي، ولكن في التصويت ولذا كثيرين يعترضوا على موضوع الانتخابات باعتبارها تكشف اوراقا كثيرة.
هنالك حالياً احاديث عن الجيش او الفوضى، فهل تراها محاولة لجلب العسكر من جديد؟
لا (كررها ثلاثا). تلك الاحاديث جزء من الهرج السائد في الساحة، الجيش المصري غير منخرط في السياسة، وهو جيش وطني محترف، ومن ناحية اخرى فان البلاد حاربت كثيرا لتخرج الجيش من السياسة لأن هذا وضع ضد الواقع وضد العالم، ومطالبة كهذه تعني افلاس القوى السياسية واشهار لعجزها عن ادارة الامور وبالتالي تستند على دعوى جلب الجيش.
والجيش المصري يعاد بناءه من جديد وفي عهد السادات خضع لمقولته بان اكتوبر اخر الحروب، بينما في عهد مبارك اشتغل الجيش في مشروعات لا علاقة لها بالعسكرية، وعليه نعيش في يومنا هذا مرحلة بناء الجيش، ومرحلة استعادة عافيته وشبابه، وهذه مهمة وطنية كبرى لا ينغي الانصراف عنها الى شان اخر.
القت الحالة السائدة الأن في مصر بظلال سالبة على الإقتصاد فمثلاً اسعار الدولار في مصر وعدم استقرار في الامداد الكهربائي وغير ذلك وعليه لم يعد الموضوع خلافا سياسيا بل تعطيل لحياة الناس .
اولا هذه القضايا ليست مدرجة في جداول المعارضة، ولا احد يتحدث عن ماذا ياكل الناس، وما هي الخدمات الموجودة «صحة وتعليم» والاحتياجات المعيشية والعلاوات، المعارضة غير مشغولة بهذا المواضيع ومعركتها ضد الرئيس مرسي وذلك جزء من الخلل الموجود في الاداء السياسي.
كيف ستنفتح قنوات الحوار بين الحكومة والمعارضة في ظل مخاوف من «أخوّنة الدولة» وغيرها ؟
اخونة الدولة اسطورة،. الدولة فيها (6) مليون وظيفة، والاخوان حين قدموا الى السلطة انتشروا في بعض المواقع ولانهم لم يكونوا ذوي خبرة سابقة نتيجة الاقصاء في العهود السابقة لم تحدث اخونة للدولة وانما «دولنة للاخوان» والبيروقراطية هي التي تولت.
اظن ان نقطة البداية مبادرة من الرئيس يستعيد بها القوى السياسية ولكن للاسف الرئيس اجرى حوارا ظن البعض انه من قبيل «طق الحنك»، وإن أوفى الرئيس بما وعد به وتصرف في الحوار بمسؤولية كافية ليس هو فقط وانما المعارضة ايضا وهنا اقول لا تستطيع ان تبدا الحوار والمعارضة تقول بان الرئيس يتحمل مسؤولية كل ما حصل من مشكلات.
والناس على شفا الهاوية نحن بحاجة الى ان تدرك الحكومة والمعارضة ضرورة اخذ خطوة الى الوراء.
ما الذي تقصده –تحديداً- بالهاوية؟
تطاول أمد الفوضى بصورة تعقد الموقف، فاستمرار الفوضى وتعطل عجلة الامن يؤدي الى تعطيل الاقتصاد والاستثمار والسياحة وتراجع مصر في قوائم الائتمان. هناك مسائل ينبغي وقفها وأنت مشكورا تحدثت عن الدولار الذي زاد سعره زيادة كبيرة في الشهور الاخيرة، وهذه مسالة تحتاج الى وضوح وهذه مسؤولية الرئيس الاولى كونه يلتزم الصمت فيما ينبغي عليه ان يتكلم وان يكون صريحا وواضحا.
مما يبدو ان هنالك حالة شرخ في الدولة فالرئيس يعطي اوامره للاجهزة ولا يقابل ذلك بالطاعة الكافية، يقولون بان موروثات ما قبل الثورة قابعة وموجودة وتجليها واضح في الاجهزة الامنية؟
أظن ذلك موجود الى حد ما.
فكيف للرئيس ان يؤدي مهامه؟
هذه مشكلة عليه ان يتعامل معها، لا اعرف كيف، «ونحنا مش ح نحل له مشاكله» لكن ذكرت بعض هذه الاجهزة غير متعاونة كما ينبغي، مثلا ذكرت وجود فوضى في البلد، يوجد «بلطجية» اليوم في الصحف الداخلية تشتكي من اطلاق سراح «البلطجية» ممن يلقى القبض عليهم، ليعودوا مرة اخرى الى سيرتهم الاولى وبالتالي هنالك اشكال من وراء البلطجية؟ ولماذا تطلقهم النيابة؟ وما هو الدور السياسي للقضاء؟ نحن نعرف القضاء في اي نظام مستبد يصبح ذراعا لذلك النظام ليكسب النظام شرعيته ويسوّق لممارساته القمعية، والقضاء بشكل ما مسيس، مبارك بكل ما فعله في البلد لا ادلة قوية ضده والادلة كلها طمست وبالتالي هنالك اشياء كثيرة لا بد ان نتاكد من التعاون فيها، ونحن لا نريد قضاء منحازا ولكن نريد قضاء نزيها وليس مسيسا.
البعض ينظر للحالات المصرية والليبية والسورية واليمنية باختلاف الدرجات ويققولون بثمار الربيع العربي تعرفونه، سؤالي هل هذه ثمار حالة الربيع العربي ام تراها الآم مخاض طبيعية؟
الكلام عن الثمار يبدو مبكرا جدا.
نتحدث عن ادنى هذه الثمرات للقطاف واعني ثمرة الاستقرار؟
(مواصلاً حديثه): من ناحية اخرى ما لم يظهر من الربيع العربي اكثر بكثير مما ظهر منه، بمعنى الشجاعة والادراك والجراة، والدفاع عن الحقوق. وفي مصر هذه الفوضى لا تسعدنا، كل واحد يطالب بحقه ولا احد مستعد ان يمتثل او يستكين، ولكن نريد ان نهذب هذه الاشياء، نهذب جراة الناس في مقابلة السلطة.
هنالك تحول كبير في الشخصية العربية ولا ينبغي ان نقلل من شانه، ونرى الفوضى فقط فيما نغض الطرف عن شجاعة الناس وقدراتهم وجراتهم ودفاعهم عن المظالم واليوم كل شخص لديه مشكلة «يقطع الطريق» في مصر، وهذا لا يسرنا ولكنه يرسل رسالة بان الناس لم يعودوا على استعداد للقبول بظلم من اي نوع.
لو نظرنا للحالة السورية كحالة خاصة، نجدها بلغت قمة التعقيد والدور العربي يمضي في ذات اتجاه تعقيد القضية اكثر من حلها، وهنالك دعوات للحوار، فكيف ترى المخرج؟
سوريا حالة خاصة ومحيرة جداً، فقد تبين ان استمرار النظام مشكلة وسقوطه مشكلة. فلا يمكن بعد مقتل اكثر من (60) الف من السوريين والدمار الذي حاق بالبلاد ان يستمر النظام، ولكن المخاطر المترتبة على ذهاب النظام في ظل الناس التي تعبث باياديها في سوريا ينذر بمخاوف ليس فقط على مستقبل سوريا التي ارجو ان يكون الكلام عن تقسيمها عابرا، سيما وان للوضع فيها تداعيات ستمتد لاحقاً للبنان فالعراق فالاردن فايران وتركيا.
أترانا امام (سايكس – بيكو) جديدة؟
النظام السوري باداءه الشرس وضرواته وقسوته مع الناس اوصل الامور الى حالة يستحيل معها ان يستمر، ويضعنا في مخاطر جمة حال سقط. والتحدي الحقيقي كيف يمكن الحفاظ على سوريا الدولة كما هي دون اقتطاع وتقسيم والتخلص من شخص بشار الاسد.
حاليا يتم توظيف الشعور الديني في سوريا ربما في اعادة للسيناريو الافغاني ومثلا هنالك حالة شحن للمجاهدين والمقاتلين صوب سوريا
هنالك مبالغة فيما ذكرته، والحقيقة ان الجيش الحر لا علاقة له بذلك الموضوع.
هنالك ما يسمى ب «جبهة النصرة»؟
هذا نشاط يظهر في التلفزيون ولكن من يمولهم ومن يساعدهم؟
من؟
اطراف عربية واجنبية.
وما المصلحة في ذلك؟
لا توجد مصلحة، هناك حسابات خاصة، واظن الحديث عن وجود (200) تنظيم على الارض السورية، امر مستبعد وان كان يقال. هنالك مجموعات صغيرة تسلحت وتجلب سلاحا مرة يقال من تركيا ومرة من السلفيين ومرة من الخليج ومرة يقال قطر والله اعلم بالمصدر، ولكن في الاخر هؤلاء طرف في الموضوع، ولكن الجيش السوري الحر في اعتقادي لا يزال بعيدا عن هذه النزعات التي ترفع شعارات دينية، ونراها في شاشات التلفزيون او في الشعارات التي نراها بين حين واخر.
اليس هنالك سيناريو لتعبئة المجاهدين وتجبييشهم وسحبهم الى سوريا وتوظيف طاقاتهم مع اغفال للقضايا الرئيسية؟
اخاف ان يكون الاعلام يلعب دورا كبير في «النفخ» واعطاء احجام اكبر، وفي النهاية ستكون هنالك مشاغبات واشتباكات ولكن الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني هما القوى الرئيسية التي ارجو ان تنجح.
البعض يصف ما يجري في المنطقة العربية بأنه ربيع الاسلاميين؟
مقاطعة: هذا غير صحيح.
وما هو الصحيح؟
هو ربيع الوطنيين في الدول العربية وتجربة الاسلاميين في الحكم تقول بانهم ليسوا وحدهم من خرجوا مشوهين في ظل النظام السابق، وكل القوى السياسية خرجت مشوهة ولم تنجح تماماً، لكن الكلام عن فشلها يحتاج الى وقت اطول.
هل عمد البعض لوضع الاسلاميين في ذلك التحدي بحيث يثبت فشلهم بسرعة خاصة بعد فشل لافتات القومية والعروبية؟
هم لم يكونوا مخدرين ودخلوا للحكم بارداتهم.
الم يستعجلوا؟
قد يكونوا استعجلوا.
الم يكن من الاوفق ان يتريثوا؟
طبعاً، ومن البداية تمنيت الا يدخلوا الى ساحة الحكم اصلا، ثم لما دخلوا قلت لهم لا تحملوا العبء وحدكم وشاركوا غيركم في حمل المسوؤلية، فمصر اكبر من الجماعة ومن الاخوان.
ولما صموا آذانهم عن سماع نصيحتكم؟
لا نصائح ملزمة.
لماذا والواقع فصيح؟
غيري قال هذا الكلام، ولكن هنالك الحسابات السياسية. ففي البرلمان على سبيل المثال يدعى الى تكوين اللجان فيرفض القوى السياسية دخولها وبالتالي يملا الفراغ بالاخوان ومن ثم يقال لهم: هكذا احتكرتم واشياء من هذا القبيل، وبالتالي لا نستطيع ان نعمم ذلك ولكن اذكر بصراحة انها تجربة غير ناجحة تماما واضرت بالاخوان اكثر مما نفعتهم ونحن لا نريد فقط نجاح الاخوان وانما نجاح البلاد.
هل قنوات الحوار مفتوحة بينك والرئيس مرسي وجماعة الاخوان؟
هنالك فرق بين قنوات اتصال وحوار.
دعنا نقول قنوات الاتصال؟
الاتصال موجود.
وبالضرورة تصله اراءك؟
انا شخص ضعيف وغيري لربما هو اثقل وزناً واقوى مني وبالتالي اكثر تاثيراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.