عجبوني الليلة جوا «النمور» ما اتأخروا. بالأمس كان حمودة ورفاقه عند الموعد لمسح أحزان السودان بالخروج المذل للقمة «الغمة». تأهل أهلي شندي كما توقعنا لأنه فريق يلعب بقوة وشراسة وغيرة على شعاره الذي يرتديه. نحمد الله كثيراً على تأهل النمور «متصدر الممتاز» لأول مرة، ليحفظ ماء وجه السودان بعد خروج ثلاثة أندية من بطولتي إفريقيا، إلى جانب خروج صقور الجديان. منذ صعود أهلي شندي للممتاز ظل لاعبوه يقدمون أجمل المباريات والعروض محلياً وإفريقيا، وفي هذا العام يتصدر الممتاز حتى الآن وهو الفريق السوداني الوحيد الذي يحمل اسم السودان الآن إفريقيًا. نجح الجزائري نور الدين زكري وفشل الفرنسي غارزيتو والتونسي الكوكي في الصعود بفريقيهما للدور المقبل. لم نتخوف على النمور من الهضاب الإثيوبية لأننا كنا نعلم أن أولاد «دار جعل» يقدرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم. وكنا نثق في أن حمودة ورفاقه سيضعون السودان في حدقات عيونهم وهم ينازلون منافسًا شرسًا. وبالأمس حقق أهلي شندي ما فشلت فيه القمة والخرطوم الوطني. ونتوقع أن يذهب النمور بعيداً في هذه البطولة، خاصة وأنهم وصلوا لدوري المجموعات في الموسم السابق. وبعون الله في هذا الموسم يصل أبناء شندي للمباراة النهائية وهم قادرون على ذلك. خرجت فرقنا السودانية من الأدوار الأولى للبطولة الإفريقية لأن مدربيها لم يقرأوا خصومهم جيداً ولم يحترموا الفرق التي تباروا أمامها وخرجوا صفر اليدين. واحترم نور الدين ديدبيت فهزمه في دار جعل وحافظ على هدفه في أديس أبابا. زكري وجد رجال «أشاوس» مقاتلين يلعبون «بحرارة قلب» فتأهل بهم إلى دور 16 الأول في الكونفدرالية. وهذه الصفات افتقدتها القمة وكذلك أبناء الخرطوم إفريقيًا فخرجوا جميعهم. الآن النمور هي الممثل الرسمي «بحقه» للسودان في المحافل الإفريقية. أهلي السودان مسح الأحزان. كل الأحزان بدءًا من خروج الخرطوم ثم الهلال وأحزان رحيل قطب النادي ووالد لاعبه مهيد خالد إدريس وأخيرًا خروج المريخ. كم أنت رائع يا أهلي.. استطعت زرع الفرح في قلوبنا بعد أن سكنها الحزن. وليس بغريب عليك هذا الفرح فمن قبل أخرست «الألسن» أمام سيمبا التنزاني وحققت المستحيل. وبالأمس قلبت الطاولة على «القمة» بتصدرك للممتاز في سابقة هي الأولى من نوعها ونرجو أن يستمر تصدرك للممتاز حتى نشعر بمتعته. والآن تحمل راية السودان عالية في المحافل الإفريقية بعد أن سقطت من جميع ممثليه. وأعتقد أن النمور قادرون على المواصلة في تصدرهم للممتاز، فلهم من الإمكانيات ما يؤهلهم لذلك. لاعبون على اعلى مستوى ومحترفون محترمون ودعم مالي ومعنوي من أهل دار جعل وفوق كل هذه فريق له الطموح للبقاء في القمة. جميع فرسان أهلي السودان أمس كانوا أبطالاً. تكاتفوا ولعبوا بفدائية فاقتلعوا التأهل من متصدر الدوري الإثيوبي عن جدارة. نفس هذا الفريق هزم الهلال في معسكره الإعدادي مرتين. وغالبية عناصره تلعب مع الفريق الإثيوبي. يعني «بالواضح كدا» النمور جابت «تار» السودان وناديه. نرجو أن يحافظ النمور على هذا المستوى محلياً وإفريقيًا حتى نشهد ربيعًا كرويًا في السودان بعد «العك» الأخير. مليون مبروك للسودان ومليون مبروك لنمور شندي التأهل.