تشهد شبه الجزيرة الكورية حالياً أجواء متوترة، مع تبادل تهديدات بين كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة. وهذا الوضع يبدو أزمة مصطنعة، لكنه قد يخرج عن السيطرة وينفجر حرباً حقيقية، كما يحذر الكاتب والصحفي الأمريكي المولد إريك مارغوليس الذي يكتب أساساً حول قضايا الشرق الأوسط، والإسلام، وجنوب آسيا. وفي مقال نشره في موقع «لوروكويل»، كتب يقول: من الممكن أن تنزلق الولاياتالمتحدة والكوريتان من دون تفكير نحو حرب حقيقية، ما لم تتوقف كل من بيونغ يانغ وواشنطن عن استفزاز إحداهما الأخرى، وفي ذات المنحى حال اندلاع حرب شاملة تكون شبه عالمية في تلك المنطقة فما هو الأساس الذي ينطلق عليه الأمريكان، ولماذا تقابل أمريكا تهديدات كوريا الشمالية بهذا البرود، «الإنتباهة» أجرت بحثاً عن القواعد الأمريكية في آسيا وحصرتها ووجدت أن القواعد الأمريكية بالدول المختلفة بقارة آسيا تسمى ب« قيادة الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي» وتختصر ب(USPACOM) تغطي الصين والهند وأستراليا ودول جنوب شرق آسيا «هونولولو، هاواي» وآخر دراسة صدرت يوليو الماضي عن مركز «غلوبال ريسيرش» الكندي للأبحاث العسكرية فإن شبكة القواعد العسكرية الأمريكية العريضة من قواعد أرضية وبحرية وجوية أو حتى قواعد تجسسية ومخابراتية تقدر بحوالي سبعمائة قاعدة تكلف الولاياتالمتحدة سنوياً مئات المليارات من الدولارات، أما في آسيا فتمتلك أمريكا في المحيط الهادي نحو «22» غواصة نووية؛ و«285» سفينة حربية وثلاثة طرادات مزودة بصواريخ سطح جو، ومقاتلات سطح رئيسيّة؛ إضافة لأربع مدمرات مزودة بصواريخ سطح جو؛ وفرقاطتان مزودتان بصواريخ سطح جو؛ وأربع سفُن إسناد وسفن متنوِّعة وذلك فقط في المحيط الهادي بجانب ذلك يضم «6» آلاف عسكري من مشاة البحرية وقيادة قوات هذا الأسطول، أما عن استضافة الدول الآسيوية للقوات الأمريكية، ففي سنغافورة نجد «50» عسكرياً من مشاة البحرية بجانب مرافق لوجستية و«39» طياراً من القوات الجويّة الأمريكية في مفرزة إسناد. أما في اليابان «91» قاعدة والقاعدة الرئيسة هي قاعدة يوكوتو الجوية القريبة من العاصمة طوكيو ونجد عدد القوات الأمريكية يصل «35» ألف فرد، في: قيادة فيلق، وقاعدة، ووحدات إسناد بجانب قوات جويّة يصل قوامها «14700» فرد، ويضاف إلى ذلك قيادة قوات جوية «القوة الجويّة الخامسة»، ومقاتلات، تتكوَّن من سربَين، يضمان «36» طائرة من نوع (F-16)، وجناح آخر يتكوَّن من ثلاثة أسراب، تضم «48» طائرة من نوعَي (F-15C)، و(F-16D)، وسرب ثالث، يضم «15» طائرة من نوع (KC-135)، وسرب، بحث وإنقاذ، يضم ثماني طائرات من نوع (HH-60) ، وسرب، يضم طائرتين من نوع (E-3 AWACS)، وجناح لأسطول النقل الجويّ، يضم عشر طائرات من نوع (C-130E)؛ وأربع طائرات من نوع (C-21)، وأربع طائرات من نوع (C-9)، وفرق قوات خاصة تبلغ قرابة «10» آلاف جندي، أما القواعد فالرئيسة في منطقة يوكوسوكا (Yokosuka)، وهي قيادة الأسطول السابع، ويتبعها: حاملة طائرات، وتسع مقاتلات سطح ، وقاعدة ساسيبو (Sasebo)، ويتبعها: أربع سفن برمائيّة، وسرية للإجراءات المضادة للألغام، ومشاة البحرية«18850» فرداً، في جزء من قوت حملات بحرية (MEF)، وأقل من فرقة مشاة بحرية. أما في دولة كوريا الجنوبيّة فللولايات المتحدة نحو «16» قاعدة تحتها «258» ألف جندي، وفرقتا مشاة آليتان، بهما لواءان، يضمان كتيبتي مشاة آليتان، وكتيبتي اقتحام جوي، وكتيبتي دبابات، وكتيبتي مدفعية ذاتية الحركة، وكتيبتي نظم قذف صواريخ متعددة ، وكتيبة دفاع جوي، لواء طيران، لواء مهندسين، لواء فرسان جوي، يضم كتيبتي طائرات عمودية مضادة للدبابات، وكتيبة صواريخ أرض جو من نوع (Patriot)، من قوات الجيش، أما عن المعدات الأمريكية فهي «116» دبابة قتال رئيسة، و«126» عربة قتال مشاة مدرعة، و«111» ناقلة جند مدرعة، و«45» قطعة مدفعية قاذفات صواريخ متعددة هاون، والقوات الجويّة تصل لنحو «8900» فرد، وتشمل جناحي مقاتلات، و«84» طائرة قتال، بجانب ثلاثة أسراب، بها «60» طائرة من نوع (F-16)، و سرب به «12» طائرة من نوع A-10، و12 طائرة من نوع OA-10 ، سرب عمليات خاصة وتضم القوات الجويّة 2100 فرد، أما البحرية فتتكون من 2300 فرد وتشمل سرية مشاة من الأسطول الثالث، تضم أربع سفن تحمل معدات لحملة لواء مشاة أسطول، ومحطة بحريّة جويّة، ومرافق قيادة وإسناد. أما في أستراليا فالقوات الأمريكية تتكون من قوات الجوية تضم 59 فرداً، وقوات بحريّة تعمل في مرفق اتصالات، في شمال غربي كيب Cape، ومحطة إنذار مبكِّر بالأقمار الصناعية إشارات استخبارات، في باين كيب Pine Cape، ومحطة إنذار مبكِّر بالأقمار الصناعية، في نورونغار Nurrungar، لكن في 2012 قامت واشنطن بإرسال 2500 جندي من مشاة البحرية الأمريكية إلى قاعدة داروين، شمال أستراليا ضمن تهديدات الدرع الصاروخي. أما في جزيرة دييغو غارسيا فالقوات البحريّة الأمريكية تضم 370 فرداً، بجانب خمس سفن لتحديد المواقع البحرية سلفاً، تحمل معدات حملة للواء من مشاة البحرية ،ومحطة بحريّة جويّة، ومرافق إسناد، أما القوات الجوية فتبلغ نحو 700 فرد. وفي أندونيسيا هنالك طائرات ومروحيات وسفن حربية أمريكية وخمسة عشر ألفاً من الجنود الأمريكيين بشواطئ وسواحل إقليم اتشيه، وفي دولة تايلاند فالقوات الأمريكية البحرية لها 39 فرداً، والقوات الجوية 30 فرداً. والفلبين هناك أكثر من 3000 عنصر من المارينز الأمريكي كانوا تحت 24 قاعدة رسمية كان من المقرر تقليصها إلى 4 قواعد بسبب المعارضة الداخلية. أما الدول التى تتعاون مع القوات الأمريكية بدون ذكر قواعدها فهي «كمبوديا أزباكستان قيرغيستان كازاخستان جورجيا تايوان - ماليزيا فيتنام». أما الدول الآسيوية التى فيها قوات خاصة أمريكية وتنفي فهي «الهند وباكستان». ومع احتلال أفغانستان أقامت واشنطن عشرات القواعد والمنشآت العسكرية في هذه البلاد، وأهمها قاعدة باغرام وقندهار وخوست ومزار شريف. أخيرا فأن اللحظة الراهنة يمكن أن تكون وقتاً مناسباً لواشنطن لكي تخفف العقوبات عن كوريا الشمالية بدلاً من الاستمرار في تشديدها، خاصة وأن القوات الأمريكية الموجودة بتلك الدول لو أنها أصبحت هدفاً لكوريا الشمالية فأن الحرب العالمية ستندلع لا محالة، خاصة وأن الأهداف الحقيقية ل «بيونغ يانغ» هي الحصول على معاهدة عدم اعتداء مع الولاياتالمتحدة وإقامة علاقات مباشرة وطبيعية معها، لهذا فإن الدبلوماسيين، وليسوا الجنرالات ، هم الذين يجب أن يديروا هذه الأزمة، وهي أزمة مصطنعة إلى حد كبير ما لم يتم احتواؤها.
