دكتور صابر عبد الرحيم بيرم من أبناء الولاية الشمالية، تخرج في الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدرجة بكالريوس هندسة نظم، ثم حصل على درجة الماجستير في الحاسب الآلي ونظم المعلومات من إيطاليا، ونأل أخيراً درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف في إدارة أعمال نظم المعلومات DBA In Information Managements Systems من جامعة هيل بالولاياتالمتحدةالأمريكية، كما له العديد من الأبحاث والمشاركات في عمليات الربط وتبادل البيانات بين الأنظمة في بيئات مختلفة... وحصل الدكتور على العديد من الأوسمة والدروع والشهادات العالمية المتخصصة... وهو مهندس معتمد من مايكروسوفت MCSE، وحاصل على زمالة خبراء تقنيات المعلومات المعتمدين CIT، وبورد المديرين المحترفين المعتمدين CPM، وبورد مستشاري الجودة المعتمدين CQC وبالرغم من تطوره العلمي الا انه واحد من أذرع العمل الطوعي بالرياض..التقته «نافذة مهاجر» إثر خبر نيله درجة الدكتوراة في ادارة اعمال نظم المعلومات، لمعرفة مدى تطور السودان تقنياً في المجال المحاسبي والإعلامي بجانب قضايا المغتربين.. فكان هذا الحوار. ٭ كيف تنظر لمساهمات الكوادر المؤهلة في خدمة قضايا الوطن؟ المساهمة إيجابية ومهمة، ويجب العمل على تنشيطها وإحيائها وتنميتها بين الكوادر السودانية بالداخل والخارج للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم، كما يجب تحفيزهم وتنظيمهم من خلال روابط أو جمعيات أو مؤسسات طوعية تخصصية لتقنين وتنظيم مساهماتهم بشكل فاعل واحترافي وفق التخصص وتبادل الخبرات والأفكار بين عضوية هذا الكيان وتنميتها وتوظيفها لخدمة المجتمع، وهذا يتطلب منا جميعاً نشر العمل الطوعي في المجتمع وإبراز أهميته، حيث يلعب دوراً كبيراً في نهضة الكثير من المجتمعات، وهو واجب إنساني يساهم من خلاله أفراد المجتمع بالمشاركة في اتخاذ القرارات التي تمس حياة المجتمع، ويعتبر عاملاً مكملاً وداعماً للعمل الحكومي، حيث أنه يعمق التكامل بين الناس ويشجعهم على التعاون وتنمية روح الجماعة، كما يحقق التكافل والتراحم والتوازن في المجتمع الواحد، حيث يأخذ أشكالاً متعددة ابتداءً من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية، إلى التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة وجهود الإغاثة وتخفيف آثار الفقر والحروب والفيضانات والكوارث، بالرغم من ظهور المتغيرات الحديثة في الساحة، وجاءت أهمية نشر العمل الطوعي المنظم بين الكوادر الوطنية المؤهلة للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم في خدمة قضايا الوطن بطريقة منهجية من خلال مؤسسات المجتمع المدني، مع ضرورة العمل على تدريبهم وتأهيلهم لسد فجوة خروج المنظمات الأجنبية والاعتماد على الذات والاستفادة من تلك الخبرات في تنمية وخدمة قضايا الوطن. ٭ ما هي أشكال هذه المساهمات للوطن؟ شهدنا في الفترات الماضية مساهمات مقدرة لعدد من القوافل الطبية الطوعية من الأطباء العاملين بالخارج ورفقائهم بدول المهجر بالتنسيق مع جهاز المغتربين، وزيارة هذه القوافل عدداً من الولايات وإجراء العديد من العمليات الجراحية وتقديم العلاج والدواء لأهلها، وتقديم جانب تثقيفي بتدريب عدد من الأطباء الاختصاصيين الجراحين وطلاب الطب والعلوم الصحية، وكذلك شاهدنا مساهمات الهيئة الطوعية لدعم الوطن بتوريد عدد من المعدات الطبية والأدوية لدعم القوات المسلحة، كما سينظم مركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان والإدارة العامة للهجرة والمنظمات والجاليات بجهاز المغتربين في مطلع يونيو المقبل، ورشة عمل بعنوان «الكفاءات الطبية بالخارج ودورها في ترقية الخدمات الطبية»، وتهدف الورشة إلى تقويم دور الكفاءات الطبية بالخارج وإسهامها في ترقية الأداء الطبي بالداخل، للاستفادة من الخبرات والكفاءات الطبية بالخارج في تطوير الخدمات الطبية وتجويد أداء المهاجرين العاملين في وزارة الصحة على ضوء التجارب التي قادها جهاز المغتربين التي نتج عنها الكثير من الخدمات الطبية، ومن جانب آخر سينظم جهاز المغتربين برنامج شراكة خدمية بينه وبين الخبراء السودانيين العاملين بالخارج وعدد من المؤسسات المختلفة بالدولة والقطاع الأهلي، للاستفادة من خبرات السودانيين العاملين بالخارج من ذوي الخبرات والكفاءات في المجالات المختلفة لنقل تجاربهم وخبراتهم للجهات ذات العلاقة داخل السودان لخدمة قضايا التنمية وتوطين التقانات بالبلاد، خلال فترات زمنية قصيرة ومتوسطة المدى، ومن خلال برامج مستدامة ونافعة وسيطلق عليها SPaKTEN «برنامج الشراكة السودانية لنقل المعرفة والتقانة عبر السودانيين بالخارج»، وهذا المشروع مطلوب الترويج له بين السودانيين العاملين بالخارج للانضمام لهذا النفير الوطني لخدمة الوطن، وعلى الأقل خلال فترة وجودهم في إجازاتهم بالسودان. ٭ إلى اي مدى استطاعت جامعة المغتربين ان تلبي احتياجات المغتربين ورغبة أبنائهم؟ حرصت الجامعة منذ نشأتها على تقديم برامج تعليمية حديثة ومتقدمة وفق أحدث التقنيات والوسائل والمناهج والأساليب في التعليم العالي، مستفيدة من خبرة عدد كبير من أبناء السودانيين أعضاء هيئات التدريس العاملين في حقل التعليم العالي بجامعات العالم المختلفة، لتحقيق الغايات المرجوة من تأهيل الخريج المتميز بتخصصات تخدم المجتمع. ٭ الجمعيات والروابط بالرياض كيف تنظر لها في ظل القوانين الأخيرة؟ الجمعيات والروابط السودانية بالمهجر جمعيات اجتماعية وليس لها أي نشاط سياسي، وهذا معروف للجميع، ومنعت وزارة الخارجية كل الجاليات المقيمة في المملكة من إنشاء أية جمعية خاصة بها مهما كانت الدواعي، وخطاب وزارة الخارجية السعودية الذي وجهته لجميع البعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية المعتمدة لديها تناول عدم نظامية إقامة أية جمعيات أو خلافها للجاليات سواء بمقر البعثة أو خارجها وإغلاق القائم منها فوراً. كما أوضحت الخارجية في خطاب وجهته إلى وزارة الداخلية بضرورة التأكيد على كل الجاليات الموجودة في المملكة عدم إقامة أية جمعية سواء أكانت خاصة أو غير ذلك. ووجهت الداخلية على هذا الإجراء كل الجاليات في الداخل من خلال مذكرة تعميمية بهذا الخصوص لجميع البعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية بالالتزام بهذا الإجراء، وبالتالي القرار واضح وصريح، وعلى المقيمين بالمملكة احترام أنظمة وقرارات البلد المضيف، وهذا واجب لا شك فيه حفاظاً على العلاقات الطيبة والمتميزة التي تربط الجالية السودانية بالمملكة وبالشعب السعودي الكريم وحكومته الرشيدة. ويمكن للجاليات بالتنسيق مع الجهات الرسمية ذات الصلة بالبلد المضيف إقامة جمعيات صداقة شعبية بين البلدين لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين في مجال الاستثمار والأنشطة الثقافية والعلمية. ٭ ما هي الدوافع التي دفعتكم لإنشاء جامعة لأبناء المغتربين؟ مما لا شك فيه أن طلب العلم في مرحلة التعليم العالي غاية سامية، وهدف لا غنى عنه للطلاب الطامحين إلى النجاح في عالم العلوم والتقنية والمال والأعمال بما يتسم به العالم اليوم من تنافس واتساع. ونعيش جميعاً في دول الاغتراب مشكلة تعليم أبنائنا ومستقبلهم الأكاديمي، ولا يخلو بيت في الغربة من هذا الهاجس، وما يزيد الهم مشكلة معادلة الشهادات العربية والأجنبية وما يقابلها من ارتفاع رسوم ومصاريف القبول الخاص بالجامعات الحكومية السودانية، بالإضافة لارتفاع تكاليف الدراسة والحياة في كثير من دول المهجر، بالإضافة للمخاطر الأخلاقية والاجتماعية التي قد يتعرض لها الطلاب الذين يدرسون في بلاد أجنبية، فضلاً عن الأعباء المادية للآباء بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة والمعيشة بتلك الدول، وصولاً للخوف من ضعف الانتماء للوطن في حال إقامة الطالب لفترة طويلة بعيداً عن وطنه، ولعل عدم قبول أي طالب من حملة الشهادات العربية في كليات الطب والهندسة الحكومية خلال السنوات التي سبقت ثورة الإنقاذ ينهض دليلاً على المعاناة التي كان يعيشها الطلاب الممتحنون للشهادة الثانوية من خارج السودان، وبذلك برزت فكرة إنشاء جامعة لحل المشكلة ودفع عجلة التنمية في مجالاتها المختلفة، والعمل على الاستفادة من الكفاءات السودانية بالخارج، وتطوير علاقات مثمرة مع المؤسسات الأكاديمية التي يعملون بها وغيرها، كما دعمت الجامعة البحث العلمي بتجهيز المختبرات المتقدمة تقنياً ليستفيد منها طلاب الدراسات العليا في الجامعات المختلفة وغيرهم من الباحثين، وخدمة المجتمع عن طريق برامج التعليم المستمر والدورات التدريبية وتقديم الاستشارات العلمية وغيرها. وبهذه الرؤية وبتلك الانطلاقة القوية حققت الجامعة تطلعات المغتربين أكاديمياً في تقديم تعليم متميز لأبنائهم وزيادة فرص قبولهم بالتعليم الجامعي بالسودان والالتحاق بالكليات التي يرغبونها، مع تخفيض الرسوم الدراسية، وكذلك ساهمت الجامعة في حل مشكلة إسكان الطالبات بتوفير داخليات بتأثيث فاخر وخدمات فندقية وبأسعار منافسة أيضاً. ٭ كلمة أخيرة؟ أولا أتقدم بالشكر والتقدير لصحيفة «الإنتباهة» على هذه الاستضافة وهذا الحوار المتميز، لتسليط الضوء على المواضيع الحيوية المهمة التي تخص تنمية الوطن والنهوض به، خاصة وضع تقنية المعلومات والأنظمة المالية والإدارية بالسودان، ودور وأهمية تفعيل العمل الطوعي بين الشباب.