المعاشيون فئة مهمة من فئات المجتمع السودانى وقطاع رائد وهذه الفئة اعطت وما بخلت وأفنت ثمرة شبابها من أجل الوطن ومن أجل الارتقاء بهذا المجتمع في مختلف المواقع قدموا خلالها عصارة جهودهم وسكبوا العرق واقتضت سنة الحياة أن يتقاعدوا مخلفين وراءهم سجلاً عامرًا بالخبرات والتجارب العملية يسير على هديها دولاب العمل الآن ولكن مايتقاضاه المعاشى من أموال اتجاه خدمته يظل عائقًا امام سده لحاجته فيصبح ما يتقاضونه سترة حال واحلام مؤجلة «البيت الكبير» ناقش الموضوع مع بعضهم وخرج بحصيلة وافرة.... بجلد وصبر لا الرغيف ولا الادام هكذا ابتدر سراج الدين «معاشي» بأن معاشه يشترى به مواد تموينية فقط تكفى لمدة عشرة ايام والباقى نتموا بموية من الزير إضافة الى هموم أبنائى الطلاب وأمراض تعودنا عليها وتمسكنا بالصبر ندرك أن الرزق بيد الله له الأمر من قبل ومن بعد ونعالج مشكلاتنا بذا الجلد والصبر الى أن يقضي الله امرًَا كان مفعولاً. لا يسمن ولا يغني من جوع وأوضح المعاشي محمد مصطفى «الملف الاجتماعي» أن الصندوق أضاف المائة جنيه منحة الرئيس إلى جملة المعاش، وهذا يخالف القواعد التي تنص على عدم إضافة المنحة إلى المرتبات ولا إلى فوائد ما بعد الخدمة ولا إلى الإجازات ولا الترقيات، وأضاف: يجب أن تصرف بكشف منفصل تمامًا عن كشوفات المرتبات ولا يحق لصندوق المعاشات استخدامها لرفع الحد الأدنى للمعاشات، وأكد وجود فئات من المعاشيين تعدت الحد الأدنى وأخرى لم تتعده باعتبارهم المظلومين والأشد ضررًا مشيرًا الا ان معاشهم لا يقيهم من تقلبات الدهر واصفًا المعاش بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع وقال مستدركًا بقوله إن الارزاق بيد الله. أستحي من معاشي متقاعد بالمعاش منذ العام 93م قال: أصبت بخيبة امل كبرى لفئة المعاشيين الذين تقاعدوا في التسعينيات والذين كانوا قد افنوا زهرات شبابهم في خدمة الدولة داخل وخارج البلاد بكل تعاون وإخلاص وتجرد وصاروا الآن بكل اسف عالة على من كانوا يعولونهم ويستحي الواحد منهم ان يفصح عن مقدار المعاش الذي يتقاضاه الآن مقارنة بمن هم الآن في مثل درجاتهم التي كانوا يشغلونها بغض النظر عن غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة المختلفة وأصبح اولئك المعاشيون من الغارمين، نعم من الغارمين الذين هم ممن تجب لهم الزكاة حسب مصارفها الشرعية علمًا بأنه كانت تستقطع منهم اقساط المعاشات من مرتباتهم حسب درجاتهم. عملت باليومية يقول الاستاذ مصعب الذى تقاعد بالمعاش فى العام 2009م وهو يعول أسرة تتألف من أربع بنات وولدين معظمهم بالمراحل التعليمية المختلفة إذ أنه لم يهنأ بالحصول على ما يُفترض أن يوفره له الصندوق الخيري لدعم المعلم المعاشي الذي درجت الجهات ذات الصلة على استقطاع جزء من مرتبه الشهري بغية أن يعود عليه بعد التقاعد حيث كان يجب أن يحصل على «12» ألف جنيه دعماً لمسيرة حياته وتحصل على ألف جنيه فقط لا غير. فى ظل الضائقة الاقتصادية الماثلة مما حدا به للعمل باليومية لتوفير طلبات أبنائه مؤكدًا عدم تلبية مبلغ المعاش لكل طلبات الاسرة متمنيًا أن ينصلح الحال فى المستقبل الذى اعول عليه ليستفيد منه ابنائى بعد وفاتى. وقال مصدر من اتحاد المعاشيين «ن . م.» قال إن الدولة خلال العامين الماضيين قدمت ثلاث خدمات أساسية وتحسينات لم يشهدها تاريخ المعاشيين منذ نشأة تنظيمه حيث تم تثبيت «100» جنيه شهرياً للمعاشي مع العلم أن الحد الأدنى للمعاشي في السابق قدره «120» جنيهًا بمعنى أن المنحة رفعت الكم الاقتصادي للمعاشي بما يقارب «93%» وتم بعد ذلك رفع الحد الأدنى للمعاشي إلى «125» جنيهًا، وقال: في هذا العام صدرت منحة رئاسة الجمهورية ب «100» جنيه إذن أن الزيادة خلال ثلاثة أعوام بلغت «330» جنيهًا مؤكدًا أنها ضعف الحد الأدنى للمعاشي الموروث وإنها خطوة إيجابية من الدولة مراعاة للأزمة الاقتصادية، وقال إن أوضاع المعاشيين ما زالت تحتاج إلى معالجات لتوفير الضروريات.