٭ كان يوم أمس السبت أخضر ويوماً للسودان في افتتاح الملتقى الاستثماري السوداني السعودي، ويستحق أن أفرد له اليوم وربما غداً هذه المساحة المخصصة للرياضية، واصدقكم القول أن عيناي دمعتا لأكثر من مرة وأنا أسمع أطيب الكلم عن بلادي ومواطن بلادي ومناخ بلادي وتربة بلادي ومياه بلادي ورغبة بلادي وقرار قيادة بلادي في ضرورة فلاحة أرضه بلادي حتى تحل مشكلة بلادي وبقية بلاد الناس في الغذاء الذي هو أبرز مشكلات العالم. ٭ اللقاء تم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وبإشراف مباشر من أحد علماء الزراعة في الوطن العربي الدكتور فهد بن عبد الرحمن بلغنيم وزير الزراعة والمياه السعودي، ووزير الاستثمار في بلادي الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي وصفه رجل الأعمال السعودي الكبير صاحب الاستثمارات الأكبر في السودان الشيخ صالح كامل، بأن البشير كلف مصطفى عثمان بالاستثمار ونحن والسودان نعرف من هو مصطفى عثمان. ٭ الحضور كان كبيراً ومؤثراً، ورأيت معظم رجال الأعمال في البلدين وكل منهم يحمل ملفاً مليئاً بالرغبة والأماني العريضة في تنمية بلادنا، يحدوهم أمل كبير في كسب الدنيا والآخرة، لأن الاستثمار في الزراعة توجيه رباني ونبوي حتى إذا قامت الساعة، وتوجيه نبوي بأن الجار للجار الذي كاد الله أن يورثه، ونحن في السودان نسعد ونتشرف أن نفتح أرضنا وقلوبنا لجيراننا السعوديين وهم يعملون لتنمية جارهم السودان وفي ذلك فائدة للجميع. ٭ كان الحوار شفافاً وصريحاً، وتحدث أكثر من رجل أعمال سعودي عما لاقاه في سنوات مضت من عوائق وصعوبات وبروقراطية، وليت القانون الجديد لاستثمار كان متداولاً بصورة أكبر لأن فيه كما سمعنا الحل لكل المشكلات والصعوبات البيروقراطية.. ونتمنى أن يكون ما سمعناه صحيحاً .. لأنه لا يجوز بعد مبادرة خادم الحرمين ومبادرة الرئيس البشير وكل الظروف الداعية لحل مشكلة السودان والعالم الغذائية، أن تكون هنالك صعوبات وبروقراطية فساد ومحسوبية. ٭ أحيي ولاة الولايات الذين حضروا حاملين ملفاتهم للاستثمار، الفريق الركن الهادي عبد الله، عبد الرحمن الخضر، معتصم ميرغني زاكي الدين، الضو القضارف، يوسف، أحمد عباس، يوسف آدم. وأتمنى أن يلحق الباقون بالمركب، فما هو مطروح من مبادرات ومال جاهز للاستثمار كثير وكثير جداً. ولا عذر لمن تخلف عن هذا المحفل الكبير، وحتى لو كانت للوالي ظروف خاصة فهنالك نوابه ووزراؤه والجيش الجرار من الدستوريين في الولايات والمحليات. نقطة.. نقطة ٭ أحد رجال الأعمال ممن قوبلت كلماته بالتصفيق الحار، كان صادقاً وهو يوضح لزملائه السعوديين أن يعرفوا طبيعة وعاطفة المواطن السوداني. ويتحملون ترابطه الأسري، فقد يغيب عن العمل لوفاة أحد أقربائه، ولكنه يعود متحمساً للعمل والإنتاج لو وجد مواساة من المستثمر. ٭ أحد رجال الأعمال أكد أنهم يستثمرون ويستوردون من اقاصي الدنيا العلف والدجاج وأحيانا الخضورات والفواكه، وليس بينا وبين السودان إلا هذا البحر .. وهنالك الأرض وكل مناخات الدنيا والمياه العذبة والإنسان الطيب الذي يحبنا ونحبه. ٭ وجدت الفرصة لممارسة عملي التلفزيوني بعد أن كدت أنساه، وأجريت حواراً على الهواء لفضائية الخرطوم التي نقلت الحدث مع بقية القنوات مع الدكتور عبد الرحمن الخضر الذي أكد نجاح الملتقى، وأبدى ارتياحه لما سمعه من المستثمرين حول التسهيلات وجدوها في الولاية. ٭ هذا هو الاستثمار الذي يحتاجه السودان.. والفرق والبون شاسع بينه وبين استثمار محمد حاتم سليمان في قناة النيلين الرياضية مع شراكة قيل أنها كويتية، وللحق لم نر كويتيين، ولم نر عربة نقل ولا معدات هائلة تسهم في جمال الصورة والبث.. والحال قبلهم وبعدهم يا هو نفس الحال ونفس التقطيعات والصورة المهزوزة، ووجدناهم مستثمرين بنظام «من دقنو وفتلو».. أي يصرفون على القناة من موارد الإعلانات، وفي النهاية يقتسمون مع الوطن الأرباح إن كانت هناك أرباح.