قضية أجور العمال أصبحت من القضايا التي يدور حولها جدل كثيف دون أن يتم حسمها بالسرعة المطلوبة وفقًا لحالة العمال الذين ينتظرون ذلك بفارغ الصبر لما يواجهونه من صعاب تبعًا للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وارتفاع الأسعار رغم أن انفراج الأزمة بدأ يلوح على الأفق باستمرار تدفق البترول، لذلك أصبحت قضايا الأجور وتطبيق الهكيل الجديد من القضايا التي تحتاج إلى الحسم الفوري بدلاً من تحديد المواعيد وتأجيل الاجتماعات، وعلى خلفية توجيه من المجلس الأعلى للأجور بتطبيق الهيكل الجديد للعاملين بالدولة خلال المدة المقبلة حسب حديث رئيس المجلس الأعلى للأجور بروفسير سوار الذهب أحمد عيسى، أن المشروع في مراحله الأخيرة مؤكدًا أن النائب الأول لرئيس الجمهورية أبدى بعض الملاحظات الإيجابية على ما جاء في التقرير النهائى للجنة الأجور توطئة لتنفيذه . من جانبه تحدث الخبير الاقتصادي بروفسير عصام الدين عبد الوهاب بوب ل«الإنتباهة» حول هذه القضية الشائكة وقال إن هنالك أزمة معيشية وقعت على أصحاب الأجور الثابتة ومنهم الموظفون في الدولة ونظراؤهم في القطاع الخاص، وأصبح من المحتم أن يحدث تعديل في هيكلة الأجور ورفع الحد الأدنى منها لكي تتناسب مع مستويات المعيشة وما تقابله من تحدٍ كبير يلقي بكاهله على الراتب المغلوب على أمره، وقال إن ذلك أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية وغيرها وفقًا لما أشيع من إعلان الزيادة على الأجور، وقد حدثت زيادات هائلة في أسعار السلع خلال الشهور الماضية وأصبح تنفيذها أسرع من هيكل الأجور الذي اقترحه سوار الذهب والذي تحدث فيه غندور وأوضح أن زيادة الأجور لا بد أن تقترن بتقليل معدلات التضخم وبدون ذلك لن نرى أثراً لرفع الأجور ولا وضع أي هياكل جديدة في الرواتب لأن كل ما يتلقاه الموظف يلتهمه السوق بأضعاف وأصبحت المسألة دورة مفرغة، أما رئيس اتحاد عمال جنوب دارفور تاج السر مصطفى فقد أكد ل«الإنتباهة» أن الذي يجري حول تطبيق هياكل أجور العمال خاصة في مسألة تحديد المواعيد من حين لآخر لم يحل هذه القضية ولذلك طالب تاج السر بالإسراع بتنفيذ قرار رئيس الجمهورية القاضي بتطبيق زيادة الأجور على العاملين في الهيكل الجديد، وقال تاج السر إن العمال ينتظرون تنفيذ قرار الرئيس في كل البلاد وأن مسألة تحديد الموعد من المجلس الأعلى للأجور دون التنفيذ بالتطبيق أمر غير مقبول في حق العمال، وقال إن اللجنة المكلفة من قبل الرئيس بأمر زيادة الحد الأدنى للأجور قد أطالت مدتها المقررة لرفع تقريرها لرئاسة الجمهورية مضيفاً أنه قد أبلغ عماله في الولاية بأن تطبيق الهيكل الجديد للأجور سيتم تطبيقه خلال هذا الشهر الجاري وحذر من مغبة عدم حسم أمر الأجور بالسرعة المطلوبة لأنه يؤدي إلى نتائج كارثية بولايته إذ يمكن أن يُقدم العمال بجنوب دارفور على ما يرونه مناسبًا دفاعًا عن حقوق العمال وأضاف أن الصبر وصل إلى مرحلة النفاد خاصة في ظل ارتفاع أسعار السلع يومًا بعد يوم، وقال السر إن على الاتحاد العام لنقابات عمال السودان أن يسعى لحسم هذه القضية، وإذا لم يستطع حسمها فعليه أن يلجأ للمجلس الأعلى للاتحاد واللجنة المركزية لإنفاذ القرار المناسب بصورة نهائية، كما تحدث رئيس اتحاد عمال ولاية غرب دار فور محمد شمس الدين الذي قال إن قضية تطبيق هيكل الأجور للعمال أصبح حلمًا في ظل الوعود المتكررة من الجهات المعنية علمًا بأن هذه محسومة بتوجيهات القرار الصادر من قبل رئيس الجمهورية بتنفيذ وتطبيق هيكل الأجور للعاملين في كل البلاد إلا أن هذه أصبحت تأخذ منحىً آخر مشيرًا إلى ما يجري بأنه تماطل وبطء في إجراءات التنفيذ داعيًا إلى ضرورة الإسراع في تطبيق قرار الرئيس بإنزال هيكل الأجور على أرض الواقع حتى لا يعود العمال إلى المربع الأول بالإضرابات والاعتصامات لاسترداد الحقوق بالدولة.