عندما ندخل الى وظيفة معينة فى تخصصنا هل يعنى ذلك ان نعْلَق فيها الى الأبد طالما لم نسرّح منها ولما يستغنَ عنا، وهل التغيير شيء ايجابي حميد ام لا هل علينا ان نمارس تخصصاتنا او ما تيسر لنا من اعمال الى الابد... بغض النظر عن الرضا عن النفس او استخدام طاقاتنا الابداعية فيها بل مجرد روتين مملّ نصبح ونمسي فيه دون اشباع حقيقي وعند نهاية الشهر نلملم الأجر الذي هو بدوره قد مل منا.. من منا يضمن البقاء فى وظيفة طالما هو موظف لصاحب عمل وحتى صاحب العمل لا يضمن استمرارية ونجاح العمل الذي يقوم به .. نعلم ان الأرزاق من الله تعالى يوفر لنا الاسباب وعلينا الاجتهاد وعليه الى اي مدى نحن مستعدون لمواجهة التذبذب الوظيفي او الانقطاع القهري أو الإرادي أو المؤسسي بقوانين الخدمة المدنية.. ما الذي يجبرنا على معاقرة عمل نشعر يوميًا اننا مرغمون عليه؟ولأجل التغيير ان عزمنا؛ هل أدركنا نقاط القوة فينا ودعمناها؟ هل أدركنا حاجة العمل اليوم ودربنا انفسنا ومهارتنا عليها؟ هل تعلمنا مهارات جديدة؟ هل اكتشفنا في ماذا يمكن أن نبرع اذا تركنا عملنا الحالى وعملنا عليه جادين؟ لماذا نستسهل المهام لكسب الرزق بعد توقفنا عن العمل ونمارس مهام لا ترقى الى ما كنا فيه بدلاً ان نعمل بجدية فى مجال يختلف ويترقى بطاقاتنا ولايتدنى بدلاً من أن نمارس أعمالاً تزيدنا احباطًا فوق احباطنا ومع تقدمنا فى العمر نحقق مالم نحققه من قبل لنا ولمجتمعنا. ونبدأ حياة عملية منتجة حتى بعد المعاش وفى البدء نقدر نعمة الله علينا بالصحة والقوة والقدرة.. وبالحياة! ولننظر حولنا في بلاد وعت الحياة وتدربت لعيشها خير تدريب؛ ونرى ماذا يفعل الشيوخ وكيف يعيشون حياتهم فما بالكم بالشباب وطاقاتهم .. كيف ندخل ثقافة تطوير الذات الى أطفالنا؛ أن نفتّح قابليتهم لكل مهارة ممكنة معرفية تقنية أو ذهنية أو يدوية، أن نستكشف استعدادهم وميولهم ونمكنهم منه وممن يليه فى الاولويات لديهم واذا لم نستطع ان نقدم لهم وطنًا ينعم بالرفاهية نترك لهم قوة بداخلهم تعينهم وتقويهم لمواجهة الايام ونخلق بداخلهم روح العمل والانتاج والتطوير فيقومون هم بما عجزنا نحن ان نقدمه ويكون غدنا خيرًا من يومنا..