كانت صحوة النهاية.. لم تكن أبداً بداية.. فكيف يبدأ من قطع الطريق الطويل حتى دميت قدماه.. وحمل أثقال السنين على كاهله؟؟ كيف يبدأ وقد أنهكه الصعود وأذله الهبوط وأصبحت حلقة الأيام حوله بلا بداية ولا نهاية؟؟ كيف يوهم نفسه بالميلاد من عاشر الأيام؛ وأولدها عمراً يكلله المشيب بتاجه الثلجي؟؟ وكيف يستعير الخريف رداء ربيع سالف... وينكر ما صدح من أزاهيره وما سربل دربه من أوراق مصفرة؟؟ إنها لا تعدو لحظة وهم يتخايل فيها السراب فتتجسد الغربة حقيقة وتمتزج ألوان الشفق بأحلام الشروق ويختلط الفسق بإنبلاج الفجر... لكن اللحظة يجب أن تبقى لحظة... مجرد انفراجة نحيلة في جدار الزمن تلتئم سريعاً فلا تصبح فجوة.. فالفجوة لا يملؤها الوهم بل يغرغها الهباء... والغربة يا إخوتي وآبائي فعل في الزمن... ولو فرضت في غير أوانها لتبعثرت سدي وأصبحت شظايا.. والغربة موسم كمواسم الحصاد... يأتي مع الصيف.. مع العنفوان فإذا اعتصرناه في زمن الريح والأمطار جنينا منه الهشيم وذرات الرمال.. فلنقف إخوتي وآبائي من لحظة غفوتنا.. ولنفتح من وسنها بحلاوة الحلم الخاطف.. ولنوسد أمانينا صدر اللحظة ونطو عليها أنفاس الرواح.. فقد اتخمت جوانحنا بالذكرى.. فقط أردنا ألا نطيل الوقوف عند أبواب السراب... فالغربة ذكرى والذكريات في مدينة تنسى يومها قبل أن تبدأ.. لعنة لا تغسلها الدماء... فلنرحل ونترك باقة زهر للحالمين من بعدنا... ولنكتب في دفترها كلمة تذرف دمعاً نغمس فيه أقلامنا هنا أحبتنا... وتركنا بصمة... وعلى لحاء شجرة الغربة الأثيرة رسمنا رمزًا... لعل من يتبع خطواتنا ينتبه إليه .. فيكمله.. فصفارات الرحيل تنادي والقارب ينتظر وحين نبتعد عن المرفاء.. ننظر نظرة أخيرة ونلمح منديلاً يلوح لنا ونعرف ساعتها أننا (اقتنعنا).. عصام الدين الحاج الطاهر العبيد هدير الهجير محمد عبد الله حرسم هم يستخدمون نظرية: (دع الشجرة يقطعها أحد أبنائها) ماذا نستخدم نحن؟ لأننا لا نتقدم.. ننتظر نمارس بهلع وشغف أحيانًا حرفة الانتظار حتى في ممارساتنا اليومية العادية أن مهنة الانتظار تهب خاصية الفرجة.. والفرجة ممارسة لا تصنع الأحداث!! إنما التوغل والانغماس والركض داخل الفعل هي الخاصية التي تمنحك بهجة المشاركة والانتماء. ونغني معًا.. دع الاكتاف للاحمال للحلم النهار ونتمدد في وجه الريح وثقب الباب ولا نرقب بل نتقدم لنقتحم الأشياء والنهر وأناقة الضوء الجميل أن تكون ممدًا في مساحة الوعي هو أن لا تنهار وأن لا تدع الأشياء تكسرك.. مواقف وطنية غادرنا الأسبوع المنصرم إلى المغرب الأستاذ سيف الدين عيسى مختار موشحًا بدعواتنا ممثلاً للأربعائية في حفل تأبين البروف عبد الله الطيب معه بعض مجهودات منتدى الأربعائية الثقافي بجدة والأستاذ سيف الدين أحد تلاميذ البروف وطلابه في المغرب ولقد عاصره فترة ليست قصيرة وكتب عنه وفيه ونقل عنه كثيرًا مما كتب.. الأربعائية إذ تشيد بجهد الأستاذ سيف الدين عيسى مختار تعتبره إضافة حقيقية وسفره أيضًا نعتبره موقفًا وطنيًا لأن اقتراح تكريم البروف هناك في المغترب كان منه وقد أضاء لنا في الأربعائية الماضية الأستاذ سيف عن رحلته وبرنامج الاحتفالات بتأبين البروف عبد الله الطيب. نحو أفق بعيد أحمد شرفي في اجتماع الجمعية العمومية لرابطة أبناء دنقلا الكبرى بجدة والذي انعقد بجمعية مشو العريقة مساء الجمعة (30/4/2010) لمناقشة خطاب الدورة شد انتباهي الريس عوض قرشوم رئيس الجالية السودانية بمنطقة مكةالمكرمة وهو يراقب الموقف مزهوًا ومنتشيًا بالحضور الكثيف والحوار البناء وكله آذان صاغية للخبير وهو يستعرض خطاب الدورة المميز والحافل بالإنجازات والإبداعات وذهب تفكيري إلى أن الرجل ينظر بمنظار آخر لما وراء الخبر ويتطلع عبره للمستقبل ولا غرو فهو من تسلم الراية من مؤسس الدبلوماسية الشعبية الشيخ ساتي صالح وهو يتلو الآية الكريمة ( )//// ويقيني أنه كان مهمومًا يبحث موضع الراية بين الحضور ويطرد أفكارًا تراوده بأنها قد تذهب بعيدًا وعندما تم فتح باب النقاش منح الفرصة الأولى فهب مسروراً يردد في سره وجدتها وجدتها وأن الراية لن تبارح أهلي أبدًا إن شاء الله وقال ممازحًا أن لديه «5» سواقين بمؤهلات عالية من أبناء دنقلا الكبرى ولا غرو فإن خدمة عم عوض شرف يتسابق إليه أبناء دنقلا ويجد منهم غاية الاحترام والتقدير ما يضعه في موضع الأب الروحي والمرشد الديني وبحضوره يضفى على المجلس ألقًا ويكسبه هيبة ووقارًا ويحيط به أهله كما السوار بالمعصم مرددين أن هذا هو قائدنا وحبيبنا وبخبرة القائد المحنك رسم خارطة الطريق إلى القيادة وهو يطالب الشباب بالمزيد من البذل والعطاء وتقدم الصفوف والإعداد الجيد للمرحلة القادمة وخص الأستاذ عبد الله عثمان خبير مسؤول الإعلام برابطة أبناء دنقلا الكبرى برسالة قوية وهو يستكشف فيه مواطن القيادة ولا غرو فالخبير بن الحفير التي ترفد الوطن بالقياديين من الشباب الذين انغمسوا في معترك العمل العام مبكرًا وولج إلى قفص المتاعب قبل القفص الذهبي وتعهد مشروع رابطة دنقلا الكبرى مع زملائه منذ أن كان فكرة وإلى أن أصبح حقيقة وانطلق كالمارد لا يشق له غبار واضطلع بدور بارز في مسيرة الرابطة وتحمل عبء الإعلام الذي يمثل أكثر الوجوه إشراقًا في الرابطة ونهل من معين رئيسها الأستاذ سيف الدين عيسى مختار الأديب والإعلامي المطبوع وتزود بحكمة الحكيم وحساب ديكارت وورث عن الآرتاوي العشوائي السهل الممتنع وهو من تحمل عبء إصدار صفحة دنقلا الكبرى الأسبوعية بجريدة الخرطوم وأعداد أخرى مثلها لصحيفة الرائد والتف الناس حول منتدى أربعائية الدناقلة إذ شدهم إليها بطرحه الجذاب لمواضيع المنتدى وهذا مايطمئن الريس عوض إلى أن القيادة في أيدٍ أمينة وأن أهله قياديين بالفطرة وهي رسالة إلى قائل (الكتوف اتلاحقت ) أن أجلي النظر يا صاحي ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير. اقتصاديات بالمقالوب (3) صلاح محمد عبد الوهاب نستكمل ونواصل ما انتهيناه.. من أن الفاعل الاقتصادي هو المحرك الأساسي للتحركات السياسية.. وأما أنظارنا العراق حيث الهدف الخفي هو السيطرة على أكبر ثاني دولة منتجة للنفط في العالم.. وقد حدث وتم التنفيذ؟ تحضرني من ذاكرة التسعينيات ما تم من قرار العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان ونظام الإنقاذ... وأثناء المداولات في الكونجرس الأمريكي... وقف عضو وأبدى تأييده للعقوبات على السودان ... لكن باستثناء ولاية كردفان؟. أبدى أعضاء الكونجرس استغرابهم من كلامه؟ ليسألوه... ماذا تعنى بولاية كردفان.. وما السبب في ذلك؟طبعًا أوضح لهم عضو الكونجرس.. بأن الصناعات الغذائية الأمريكية لا يمكن أن تستغنى عن الصمغ العربي.. وخاصة صناعة العصيرات المعلبة... حيث توجد مادة مستخرجة من الصمغ تعتبر مادة حافظة مهمة لبقاء تلك العصيرات المعلبة لفترة طويلة.. وفقدان تلك المادة تشكل خسائر كبيرة للصناعات الغذائية.. وبالتالي حترقد سلطة.. وهذا غير مسموح في ثقافة الاستهلاك الأمريكية ومن المعروف أن صناعات الصمغ العربي متنوعة ومتطورة في الغرب ولها أهميتها في صناعة الأدوية والمستحضرات وصناعة الحلوى والعصيرات.. وقد وهبنا المولى عز وجل أشجارها الضخمة في كردفان.. الخيرا جوة وبرة... تلك هي المصالح الاقتصادية حتى لو أنت في مواجهه مع دولة ما.