شعارات التهريج والصراخ الأجواف التي مارسها العلمانيون في الوديان والبحار، وموجات التخريب والتحريض والتغريب التي اتبعها لم تُجد نفعاً أمام سيل الصحوة الإسلامية الجارف لجذور العلمانية الواهية وثمارها الخبيثة التي انتشرت إبان عهود الاحتلال المجرم وما عقبه فيما سُمِّي زوراً وتجاوزاً بحركات التحرير الوطني التي كان معظم قادتها تلاميذ الاحتلال ومواليه النجباء الذين رباهم الاحتلال في محافله الماسونية ونهلوا من منابع الصهيونية ومدارس العلمانية ليكونوا خلفاء الاحتلال ودعاة الانحلال وأعداء التشريعات الإسلامية وحركة البعث الحضاري الإسلامي. فمنذ تسلل أتاتورك صنيعة الاحتلال الفاجر وسطوه على ميراث الأمة في دولة الخلافة الراشدة وإلغاء الأحكام الإسلامية وإقصاء اللغة العربية وعزل تركيا عن محيطها الإسلامي وإلحاق ثقافتها «برطانة الأعاجم» نما تيار العلمانيين في مصر والسودان ودول إسلامية وعربية كثيرة تحت مسمى عصر النهضة وهو مصطلح مفخخ خادع كشف عن درجة الإجرام والاستلاب الفكري ما عبّر عنه الدكتور طه حسين تلميذ الفرنسيين والإنجليز النجيب الذي أفسد عقيدة أبناء الأمة في شمال الوادي ورغم ذلك لُقِّب بعميد الأدب في الشرق وكان ذلك بإيعاز من أساتذته في الغرب، يقول طه حسين وهو يتحدث عن أسباب النهضة الحديثة: «علينا أن نأخذ من الحضارة الغربية حلوها ومرها» وهو نفسه الذي شكك في بعض أخبار القرآن الكريم قبل أن يتراجع عن ذلك تحت ضغط الأزهر الشريف وذلك حين قال: «فليحدثنا القرآن عن إسماعيل وإبراهيم ولكن كل ذلك يثبت وجودهما التاريخ» وسار على طريقه الخرب المدعوان «سلامة موسى وقاسم أمين الذي كان يكره اللغة العربية ونحوها حتى قال عنه: «أما آن لهذا الليل أن ينجلي».. تبعتهما في هذا التوجه الفاسد عميدة العلمانيات في مصر هدى شعراوي التي قادت مسيرة نسائية نحو ميدان التحرير في مصر يوم عودة أحمد عرابي العلماني المصنوع وهي ترتدي الحجاب فلما وصلت ميدان التحرير مزقت الحجاب وانحسرت وتبرجت وانكشفت وفعلت النساء اللاتي كن معها مثل فعلها.. ثم أعلنت دعوة تحرير المرأة التي كان يتبناها قاسم أمين صنيعة الاحتلال وأحد دمياه.. ثم عمد العلمانيون إلى الإعلام ومناهج التعليم فدسوا فيها الفجور والإباحة وخربوا أصولها ولما كان السودان ومصر وجهان لعملة واحدة انداح فجور العلمانيين نحو جنوبالوادي من شمال يسر ذلك وحدة المصير والتاريخ المشترك. إن دعوة العلمانيين سواء أكانت في مصر أم السودان أم في دول العالم الإسلامي والعربي الأخرى هي دعوة واحدة وشيطانها واحد وإن تمايزت الوسائل والأدوات وتنوعت يظل الهدف والمرمى واحد هو إقصاء الدين عن حياة المسلم في السياسة والحكم والاقتصاد والثقافة والقيم وإشاعة معاني مصطلحات مشبعة بمفاهيم الغرب الكافر مثل دولة المواطنة والدولة المدنية والليبرالية وحقوق الإنسان وحرية الرأي وتحرير المرأة وقضايا الأمومة والطفولة والإنجاب والديمقراطية. وهي مصطلحات تبدو وجيهة في ظاهرها وباطنها شر وتفاهات وسفاهات.. واليوم التحدي الأكبر في السودان وغيره أن العلمانيين خدعوا المرأة وزينوا لها الشهوات حتى خرجت من خدرها وتجاوزت حرمها حيائها وفرت من سياج فطرتها فهي في المظاهرات والشوارع حائمة صارخة.. وفي الإعلام جريئة خارجة عن اللياقة والأدب هو أمر زرعه العلمانيون وأتى ثماره الخبيثة وسط كثير من النساء خاصة أولئك اللاتي يشتغلن في مجال الإعلام والمحاماة ومنظمات المجتمع المدني وما يسمى بالناشطات في مجال حقوق الإنسان والصحة الإنجابية حيث تأثرن بدعوات العلمانيين وشراكهم اللعينة تحت شعار دعاة تحرير المرأة وفي الواقع هم دعاة إهانة المرأة وتحريرها من قيم السماء والدين والزج بها لقمة سائغة في بحر الشهوات والملذات عبر وسائل الإعلام والإعلان الرخيص بجسد المرأة وعرضها بضاعة مزجاة في قارعة الطريق للغبار والأتربة والأوبئة والذئاب البشرية الجاسرة.. ومن أخطر التحولات تلك الجرأة غير المهذبة والتي ليس لها سقف ولا حدود التي صارت صفة لازمة للمرأة السودانية في القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية وعلى صفحات الصحف سواء أكان من خلال أعمدة ثابتة أم من خلال بعض الحوارات واللقاءات الصحفية.. هذا التوجه الذي يحرض المرأة ويحثها على التمرد على قيمها ودينها وتقاليد وأعراف مجتمعها تحت ضمانات كفالة الحريات وهو مصطلح مضر ظاهره الرحمة ومن قبله العذاب والدمار وهي خطة محكمة ينفذها العلمانيون والشيوعيون قبح الله ذكرهم بالوكالة عن أولياء نعمتهم من الصهاينة والماسونيين الذين هم الآخرون يطبقون مفاهيم بروتوكولات بني صهيون الهادفة إلى إفساد هوية الأمة عبر وسائل الإعلام والمرأة والمال المشبوه. ولكي ينجح العلمانيون في مخططهم الشرير هذا استهدفوا أيضاً الأسرة المسلمة وحاولوا فك الرباط المقدس بين الرجل والمرأة في حالة الزواج الذي وصفه الله تعالى أنه ميثاق غليظ «وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً» راح العلمانيون يصفون الرباط الأسرة المسلمة بالأسرة التقليدية وهو مفهوم خبيث جاء من خلال «62» ستة وعشرين بنداً في اتفاقية سيداو وهو اختصار لمجمل «القضاء على مظاهر التمييز ضد المرأة» .. فأيهما نصدق ونؤمن ونتبع كلام رب العالمين الذي أثبت في قرآنه فروقاً بين المرأة في مستوى العقل والقوامة والدين والقوة الجسمانية والفروق العاطفية في الانفعال والتأثير بالتالي الحكم على الأشياء في الشهادة التصرفات.. أم نصدق ونتبع زبالات العلمانيين والعقلانيين في أوضاع المرأة وقضاياها.. ومصطلح تحرير المرأة مصطلح براق فارغ ابتدعه العلمانيون كغيره من المصطلحات الجوفاء أمثال الحداثة والمعاصرة والموضات والمرأة العصرية والحرية الشخصية وكبدعة رأس العلمانيين في السودان الصادق المهدي الذي جاء بما يسمى الفقه الذكوري وهي دعوة تحريضية فاسدة استهدفت الرجال والنساء معاً لصالح الحركة الصهيونية المتطرفة واستخدم في الدعوة إليها بنات سيداو اللائي ينشطن في وسائل الإعلام في نشر هذه الرذائل والسقطات ومن دون الصادق المهدي منافقون كثر مندسون في الصحف ووسائل الإعلام يتدثرون بثياب الإسلام وحركة الإسلام وهم في الواقع هم العدو فاحذروهم قاتلهم الله هم الأفاكون .. هم المنافقون.. هم الشهوانيون.. هم أشباه الرجال عملاء الموساد و C.I.A.. هم الخطر القادم الذي ينبغي مواجهته بعنف الكلمة والسنان ومراقبة وحصار المجتمع وتفعيل قوانين درء الفوضى القيمية وحرب الرذائل والزندقة وتسوية الثقافة وطمس معالم الهُوية الإسلامية.. فمن يحمي بنات سيداو المغرر بهن حتى لا يفسدن عماد المجتمع بجهالات العلمانيين؟