اختلفت تصورات المجتمع ومعتقداته حول التوأم المتطابقين، وقد ارتبطت ولادة التوأم بكثير من الخوارق الغيبية، اذ يحكى ان التيمان ارواح شفافة تعيش بيننا لتحمى حياتنا من الجن واشكال المس، وانهم اى التوائم ما ان تغرب الشمس حتى يتحولون الى قطط تتجول كل الليل بين الجن المتمثل قططاً بل طريف القول ان احدهم قام بضرب القط على رأسه بعصا سببت له جرحاً واضحاً، وعندما اشرقت الشمس وجد ان الذى اصيب هو ابنه التوأم، بل أكثر طرفة ان تجد التوائم يحكون قصصاً عن تجاربهم كقطط، اما ما لا يستطيع العلم نفيه هو تلك العلاقة المفعمة بالتواصل فوق الحسى بين التوائم حيث تناوله علم الباراسايكولجى بما يعرف بالتواصل فوق الحسى او التواصل بالخواطر، وهو بلوتوث هذا العصر، والتوأم كما الشخص الواحد يمرض احدهما فيمرض الثانى، وينسحب مزاج احدهم على الآخر ان كان منبسطاً او كئيباً، والحكى الشعبى يحوى الكثير عن خوارق التوائم ولا عجب، فقد صارت نوعاً من انواع الرضاء والرزق ان تنجب الاسرة توأماً امنية تداعب احلام الازواج وتلاحقهم الدعوات الصلاحات ان يرزقهم الله توأماً وبهم تتحقق كثرة البنون وبسط الرزق واحتفاظ الاسرة بميزة انجاب التوائم مدى الحياة، مما يشجع بمصاهرتها. التقيت فى عام 90 القرن الماضى «حسن وحسين» اذا لم يستطع كائن من كان التفريق بين حسن وحسين، فقد كانا من اشهر نزلاء مصحة كوبر التابعة لقوات السجون حينها، بل اشهر توأم بالبلاد، التوأم اللذان امرهما الله عبر سيدنا محمد «ص» بتجديد رسالة الاسلام واعادة بعثها فى النفوس، وقد بشروا بايمان كل العالم برسالتهم وقد جاءهم الوحى عبر رؤيا فى المنام. وجدير بالملاحظة ان هذه الرؤيا واحدة متطابقة للتوائم كما لو انهم نفس واحدة وقد املت الرؤيا النبوة عليهم ولهم فى ذلك تفسير لآيات من القرآن، فهم يحفظون القرآن تفسيراً وتجويداً، ومن آياته ان كل الذين يؤمنون بالرسالة والاقربون اولى بالدعوة على التوائم ان يقوموا بتطهيرهم من الدنيا وذلك بقتلهم بالسيف ليبعثوا من جديد مهملين يحفهم الكمال، لقد كانت طريقة القتل بأن يصطف المؤمنون برسالتهم صفاً واحداً رؤوسهم على القبلة كأنهم يؤدون الصلاة ثم يبدأ التوائم بالسيف من اليسار ومن واليمين ضرباً على الاعناق حتى يلتقى السيفان على شكل مقص كما شعار المملكة السعودية، وحسبما اخبرنى التوائم فإن هذا الشعار دليل على نبوتهم، وكان اول المؤمنين الاقربين من اسرتهم امهم وابيهم واخوتهم لم ولم ينج الا الاب، فقد كان ضعيف الايمان برسالتهم ولم يمكنهم من عنقه والغريب أنه كان يعاودهم بالمصحة. وهذه الحالة أنموذج للانفصام الاضطهادي وتكتمل اعراض الوهم وتوهم فيه وتصبح الفكرة الفصامية عقيدة لها مبرراتها وأسلوبها تساندها ثقافة ومعرفة لم تأخذ طريقها الطبيعى او الصحة العقلية فى دعم تجربة المريض، وخلالها يزدحم الرأس بالهلاويس السمعية والبصرية، فيختلط النوم باليقظة فتتراءى الهلاوس وتقفز ثقافة التدين الفصامى لتتشكل وتصبح فى هيئة اعلى قيمة روحية، وهى الحبيب المصطفى «ص» الذي يأمرهم بالنهوض لتجديد الرسالة. وكانت هذه حادثة مروعة لكنها ذات فائدة علمية تعليمية استفاد منها طلاب الطب النفسى كثيراً فقد اشرف على التوأم بوصفهما حالة فصام عقلى المرحوم دكتور حسبو سليمان، وقد برع فى ذلك وحولهما الى مادة علمية المرحوم العالم البروفيسور طه بعشر منحهم الثقة وساهم فى توجيه الأفكار المتطائرة العقيد معاش عالم النفس حسين ابراهيم الشهير بالدنقلاوى. هم يعيشون بيننا الآن، وقد صاروا شيوخاً ولكنهم كما هم يقولون قولاً متطابقاً وينفذون أمر وحيهم بعدم الزواج والسمو الجسدي.