في الوقت الذي اتجه فيه نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم يوسف الى تشريف الاحتفال بتغيير مجرى نهر عطبرة يوم امس لقيام مشروع سدي أعالى نهري عطبرة وستيت لانتاج مزيد من الكهرباء لصالح المواطن السوداني، في هذا الوقت كانت تستهدف قوات من المتمردين ضمن ما تسمى الجبهة الثورية محطة الكهرباء في أم روابة بشمال كردفان وغيرها من المرافق الأخرى. ها هو التمرد يضر بمصالح المواطنين، وبغباء لا يُحسد عليه يحمل تعاطف الشعب نحو الحكومة التي يحاربها. لقد استاء المواطنون في أم روابة ايما استياء من المتمردين الذين تحاور الحكومة جزءاً منهم الآن في أديس أبابا. لكن كلهم إضافة للجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية قد اصبحوا كياناً واحداً. ولم يستطيعوا أن يجدوا سبيلاً الى إسقاط الحكومة، لذلك اتجهوا لتدمير منشآت المواطن. وما اجدى عدوانهم ضد الحكومة فتيلاً، فاتجهوا الى معاداة المواطن وقطع الطريق عليه. وقد وقف يوم امس المتمردون يقطعون الطريق على المواطنين القادمين من الأبيض وما جاورها متجهين نحو النيل الابيض. وحاولوا إقناعهم بأن ما نهبوه منهم من أموال وممتلكات ليس (نهباً) وانما ضريبة للتغيير، إذن يتحدث المتمردون عن (ضريبة التغيير) في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بتغيير مجرى نهر عطبرة لصالح التنمية التي ترفع من المستوى المعيشي للمواطن. إن ضريبة التغيير لا تدفع تحت تهديد السلاح، لأن من ضمن دافعيها في هذه الحالة يمكن ان يكون هناك مواطنون مؤيدون للحكومة ويرفضون التغيير، لذلك كان الافضل أن يسأل المتمردون المسافرين بعد ان اوقفوا بصاتهم بإشهار السلاح على صدورهم، يسألونهم ايهم يريد التغيير ليدفعوا على الفور ضريبته، ومن لا يريدونه لا يسألون. هكذا يمكن ان تسمى ضريبة تغيير. ثم ماذا بعد التغييرا إذا حدث بالفعل؟! هل سيبدأ المتمردون في إعادة تشييد وبناء ما دمروه في مرحلة تمردهم؟! هل سيعوضون كل الاسر التي تعرض ابناؤها وأطفالها ونساؤها وشيوخها للقتل بسلاحهم؟! هل سيواصلون العمل في انشاء السدود؟! وهل سيحتفلون مع المواطنين بالفراغ من تشييد سدي اعالي عطبرة وستيت؟! ترى ماذا سيقولون في ذاك اليوم؟! ان نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم كان قد ختم خطابه في الاحتفال بتغيير مجرى نهر عطبرة بكلمات استنكار لهجوم التمرد على أم روابة واستهدافه محطة الكهرباء وغيرها من منشآت اغراض المواطنين، وقد بشّر ابناء ام روابة بالتعويض من منتوج سدي أعالي عطبرة. فهل من الممكن ان يفضل المواطن في ام روابة وغيرها صنيع التمرد على انجازات الدولة؟! ان الذي وضح هو ان مشروعات التمرد في السودان المقرونة بمشروعات التآمر الاجنبي الغربي الصهيوني، لا علاقة لها باشواق المواطنين الى الرفاهية، فهذه المشروعات تبقى ذات ثمار مختلفة، فالقوى الأجنبية تريد بسط النفوذ للسيطرة على الموارد من خلال نسف الاستقرار الأمني، وبالتالي الاقتصادي، أما المتمردون، فإنهم يخفون أجندتهم غير المعلنة وغير القابلة للنشر وراء شعارات برَّاقة جوفاء. فهم يريدون تحريك عجلة التطورات بصورة غير طبيعية، وبالطبع هذا سيزيد الطينة بلة. وسيكلفهم ما لا يريدونه ولا يطيقونه أبداً. إن المتمردين يتحركون في طريق أعوج سيضرهم كثيراً.