عودة الحياة لطبيعتها وشبح العطش يهدد المنطقة..توافد العديد من النازحين من العباسية وأبو كرشولا ومناطق أخرى..الخوف مازال يسيطر على البعض رغم دحر المتمردين أم روابة: جميلة حامد «الإنتباهة» تواصل تغطيتها الشاملة لأحداث شمال كردفان، وتجري عدداً من الاستطلاعات وسط المواطنين وبعض الشخصيات المهمة. ولكنها لم تفلح في الحصول على إفادات من المعتمد الذي قدم اعتذاره للصحيفة متعللاً بمشغولياته بسبب زيارة النائب الأول للولاية ومن ثم للمنطقة. عودة الحياة لطبيعتها قال نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية أم روابة نصر الدين الوسيلة، إن الأوضاع بمحلية أم روابة هادئة تماماً، وقد تجاوز المواطنون الصدمة التي لحقت بهم جراء الهجوم الغاشم على المنطقة من قبل متمردي الجبهة الثورية. وأضاف: «حالياً يعيش الناس حياتهم الطبيعية». وحول أزمة المياه التي يعاني منها المواطنون أكد أنها في طريقها للحل بنسبة «50%»، وهناك جزء من الأحياء تنساب فيها المياه الآن عبر المواسير، وأعرب عن توقعاته بأن تعود الكهرباء للخدمة صباح اليوم بحسب تقديراته، ومضى قائلاً إن عدم الكهرباء أدى إلى عدم توفير الخبز لارتباط الخدمتين ببعضهما. فيما أكد بعض المواطنين الذين استطلعتهم «الإنتباهة» انعدام الخبز بالمنطقة، وقد وصل سعر قطعة الخبز الواحدة إلى خمسين قرشاً. فيما يلجأ أصحاب المخابز إلى جلب واستيراد الخبز من المناطق المجاورة في تندلتي والابيض، وأضاف الوسيلة أن أكثر من عشرة تناكر وعربات مطافئ تعمل الآن في خدمة توزيع المياه للمواطنين بالاحياء. ومما يجدر ذكره أن معتمد محلية أم روابة قد قام بتوجيه الإعانات التي قامت بجلبها مفوضية العون الانساني لمواطني الرهد بدلاً من ام روابة. ويقول ممثل المؤتمر الوطني إن حاجة أهالي الرهد أكثر من أهالي أم روابة، مضيفاً أن ذلك لا يدل على أن ام روابة غير محتاجة للقافلة والإعانة. وكشف الوسيلة عن وجود «10» آلاف نازح من منطقة ابو كرشولا الذين تم تخييمهم بمنطقة الرهد، مما جعلهم يوجهون تلك الإعانات لسد حاجة هؤلاء. شاهد عيان: هذا هو ما جرى وقال شاهد عيان ل «الإنتباهة» إنه عندما دخلت قوات الجبهة الثورية مدينة ام روابة فإن اول ما بدأت في تخريبه هو مركز الشرطة الذي يقع على الشارع الرئيس الداخل لأم روابة، وقال إن القسم حينها كان به ثمانية من أفراد الشرطة ويسمى أحدهم معتصم حربة، وكان واقفا امام المركز الشرطة وكان مشغولاً بمكالمة هاتفية في الوقت الذي بدأ الهجوم فيه عليهم من قبل المتمردين، واستطاع المقاومة واطلق عليهم النار من خلال مسدسه الذي يحمله فسقط احد أفراد الشرطة قتيلاً وسقط معتصم أيضاً قتيلاً بعد اطلاق النار عليه بكثافة من قبل المتمردين، فيما لاذ بقية افراد الشرطة بالهروب من الموقع لقلة عددهم. وقام بعدها المعتدون بحرق الموقع وتفجير عربتين بداخله. وأضاف شاهد العيان أن القوات المتمردة اجتاحت الأحياء بعدد كبير من الجنود وهم على ظهور عربات الدفع الرباعي «اللاندكروزر» وقاموا بقصف المنطقة بأسلحة ثقيلة جداً. مواطنة: العطش مازال مستمراً قالت إحدى المواطنات بمدينة أم روابة ل «الإنتباهة» فضلت حجب اسمها، إن المنطقة تعيش حالة عطش نتيجة لانعدام مياه الشرب بعد تعطيل محطة المياه الرئيسة من قبل متمردي الجبهة الثورية الذين اجتاحوها أخيراً، وقالت إن ذلك جعل المواطنين يجلبون المياه بواسطة عربات الكارو من منطقة تبعد عن أم روابة حوالى ساعة. وأوضحت أن صفوف عربات الكارو تجعل من عملية الحصول على المياه من الصعوبة بمكان نسبة للعدد الكبير المصطف الذي يصل لأكثر من «100» عربة كارو، فيما اكدت ان سعر برميل المياه بلغ ثلاثين جنيهاً. وأكدت أن معاملة قوات الجبهة الثورية للمواطنين بالأسواق والطرقات كانت سيئة، فيما أقدم معظمهم على نهب الأسواق وممتلكات المواطنين الشخصية، وأدخلوا الرعب في نفوسهم، مضيفة ان آثار ذلك مازالت باقية لدى أهل مدينة ام روابة، إضافة للدمار الذي أحدثته هذه القوات بالمؤسسات الحكومية والبنوك، بجانب قتل الأبرياء من المواطنين الذين دافعوا عن ممتلكاتهم. وطالبت الدولة بضرورة إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة وإشاعة الطمأنينة وسط الناس، وقالت إن الافواج المعتدية مازالت بالقرب من جبل الدائر، وهناك تخوف وسط الناس من اعادة الكرة مرة ثانية، وقالت إن بعضهم اندمج مع المواطنين في أبو كرشولا. فيما أكد مصدر شرطي ل «الإنتباهة» أن الغابة التي يلوذون بها هي غابة شيكان، وأن القوات النظامية لم تستطع حسمهم نهائياً حتى الآن. وقال الشرطي إن أوضاع النازحين سيئة ومأساوية لأنهم يلتحفون السماء ويفترشون الارض ولا قوت لهم. لم أر تصرفاً كهذا من قبل ويقول محمد أحمد «مواطن يسكن أم روابة» انه مازال يعيش اللحظة التي هاجم فيها المتمردون ام روابة، وقال انه لم ير تصرفاً مماثلاً لهذا التصرف من قبل، مبدياً تساؤله: هل ما يحكم السودان هم مواطنو ام روابة ان كان هدفهم اسقاط الحكم؟ ولماذا تعاملوا مع الاهالي بهذا الشكل، ودعا الحكومة إلى ضرورة الاهتمام بالأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة. المواطن فقد ثقته في المعارضة ولاذ مواطن آخر فضل عدم ذكر اسمه في البدء بالصمت، قبل ان يتحدث عقب الحاحي عليه، فأكد أن المعارضة قتلت نفسها بنفسها بعد تعديها السافر على مدينة ومناطق آمنة، وقال: لا يعقل أن تصوب معارضة إن كانت سياسية سلاحها إلى مواطن ربما تعمل على كسب ثقته غداً، مشيراً إلى أن الحادثة افقدت المعارضة كلها ثقة إنسان الولاية بأجمعها بعد هبوا جميعهم لنصرة أهلهم وذويهم في المناطق المأزومة، مشيراً إلى الأضرار التي خلقها التمرد من هجرة الآلاف لمناطقهم وتشرديهم في العراء، مؤكداً أن الحالة المعيشية صارت قاسية، لأن هناك من فقد املاكه وفقد مصدر دخله، بعد أن غدرت بهم قوات التمرد وأخذت معها كل ما كانوا يدخرونه. أضرار بالغة ويرى إدريس أحمد «مواطن من أم روابة» أن الهجوم خلف وراءه أضراراً بالغة، بعد أن حطم كل البنيات التحتية والمصادر الحيوية. توافد النازحين منطقة السكة الحديد بأم روابة شهدت تجمع أعداد هائلة من النازحين من مناطق العباسية وأبو كرشولا وغيرها من المناطق التي لحقتها يد الغدر، وهم الآن هناك يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، وقد فقدوا كل أملاكهم جراء خروجهم من مناطقهم خوفاً أرواحهم وهروباً من بطش التمرد.