أم روابة عاصمة عريقة من عواصم الإقتصاد السوداني. وقد أصبحت الأبيض بمساهمة أم روابة وشقيقاتها، عاصمة السودان الإقتصادية في العهد التركي. ولم تكن الخرطوم حينها تقارن بها في (البيزنس). حيث أن (الخرطوم ليست شيئ) بالنسبة إلى الأبيض، كما أوردت مراسلات الحكام الأتراك. محلية أم روابة هي محلية القرآن الكريم. حيث يوجد بها مسيد الشيخ البرعي ومسيد الشيخ عبد الله ود العجوز ومسيد الشيخ الشايقي ومسيد الشيخ المجذوب ومسيد الشيخ أبو عزَّة. ذلك إلى جانب (مسايد) أخرى اشتهرت بها كردفان، مثل مسيد الشيخ اسماعيل الولي ومقام الشيخ حاج عريب ود مكاوي وتلميذ ود العجوز الشيخ أحمد الهواري وولده الشيخ المكاشفي الهواري صاحب الترنيمة الدينية (يا ذاكر). وكذلك مسيد (ود دوليب) في (خُرسي) وعبد الله ود أم كتيرة في الأبيض وود الهندي في الرَّهد. لكن محلية أم روابة، تلك المحلية الوادعة، تعرَّضت صباح السبت 72/4/3102م لهجوم دموي من عصابة الجبهة الثورية. وهي نفس العصابة التي قامت في العاصمة الأوغندية بتوقيع (ميثاق كمبالا) لإسقاط الشريعة وإقامة النظام العلماني العنصري في السودان. في الساعة الرابعة وتسعة وثلاثين دقيقة وثانيتين عصر يوم الأربعاء 42/4/3102م وصلت معلومات تفيد بأن قوة عددها (51) عربة لاندكروزر مسلّحة، قد خرجت من (قردود چاما) متّجهة إلى (أبو كرشولا) شمال الموريب. وفي تزامن مع تلك القوة خرجت قوة أخرى عددها (002) سيارة مسلّحة، قدِمت من معسكر (أبو الحسن) واتجهت إلى (أبو كرشولا) عن طريق شمال أبو كرشولا. ذلك بالإضافة إلى قوَّة دعم تحرَّكت من أم برمبيطة (الآن) عن طريق جنوب أب كرشولا. ذلك أسطول حربي من (512) سيارة مسلّحة تحرّكت عصر يوم الأربعاء 42/ أبريل 3102م. أيضاً هنالك معلومات عن دبابات توجد اليوم بحوزة قطاع الشمال في معسكرات التمرد. في الساعة الرابعة وتسعة وأربعين دقيقة وإحدى عشر ثانية عصر يوم الأربعاء 42/ أبريل 3102م، وردت معلومات تفيد باشتباكات تدور (الآن) ومحاولات لحصار مدينة (رشاد) وإغلاق طريق أم روابة - العباسية - أبو جبيهة. تلك المعلومات تفيد أن عنصر المفاجأة في الهجوم على أم روابة كان غير وارد، عندما اكتسحتها صباح السبت 72/ أبريل 3102م مائة وواحد وخمسين عربة مسلّحة. وذلك نظراً لأن التوقعات بنوايا المتمردين احتلال الطريق القومي كانت واضحة. بينما توزعت أربعاً وستين عربة مسلحة لتشن هجوماً متزامناً علي السميح والله كريم والرهد أب دكنة. وبعد هروب عصابات النهب المسلح للجبهة الثورية، وخوفاً من القصاص العادل، أمسك المتمردون في (أبو كرشولا) بعدد كبير من الرهائن من النساء والأطفال حيث يستخدمونهم دروعاً بشرية. لكن تحرير الأبرياء وتدمير العملاء وشيك. عدد سكان أبو كرشولا (051) ألف نسمة، نتيجة للهجوم الدامي على أبو كرشولا وذبح المواطنين وأسر الأطفال والنساء، نزح عدد كبير من (أبو كرشولا) وما حولها إلى مدينة الرهد. حيث بلغ عدد النازحين في الرهد (31) ألف نازحاً يفتقدون حتى مياه الشرب. الصحف السودانية لم تنشر صور اليتامى الذين فقدوا آباءهم، أو الرجال الذين أختطِفت زوجاتهم وأطفالهم ليصبحوا دروعاً بشرية في يد قطاع الشمال. الصحف السودانية لم تنشر بعد الدماء التي سالت في مسايد القرآن على يد العصابات العلمانية العنصرية المسلّحة. الصحف السودانية لم تنشر بعد الخرائط الإيضاحية لتنقل إلى قارئ الصحيفة (جغرافيا الحدث) التي تقرع أجراس الخطر بقوّة. الحرب اليوم ليست في (نمولي) على حدود أوغندا أو (ياي) على حدود الكنغو، بل في الغرب الأوسط السوداني!. بعد سقوط القذافي ودخول كتائب القذافي وعصابات القذافي أم درمان بقيادة خليل إبراهيم في 8/ مايو 8002م، جاء اليوم دور كتائب سلفاكير بقيادة عبد العزيز الحلو لتذبح حَفَظة القرآن وتضمّ كردفان بقوَّة السلاح إلي دولة جنوب السودان. ثم في نهاية المطاف يتمّ الزحف إلى الخرطوم لإقامة السودان الجديد. الدرس الأهم المستخلص أن (نيفاشا) التي فصلت الجنوب ونقلت الحرب إلى الشمال، إذا كانت تداعيات الأحداث تسير على تلك الوتيرة، ستعلن قيام دولة السودان الجديد في الخرطوم، هذا إذا لم تكن استراتيجية الخرطوم هي إسقاط حكم الحركة الشعبية في جوبا!.