قال خبراء زراعة واقتصاد إن السودان يمثل سلة غذاء للعديد من الدول في الإطار الإفريقي والعربي بل هناك من ادعى أنه يمكن أن يكون سلة غذاء للعالم.. كل هذه الرؤى والمقررات لم تأتِ من فراغ.. إذ أن البلاد بها الكثير من الأراضي الزراعية التي تصلح فوريًا لإقامة أي مشروع مهما كانت ضخامته زراعيًا لإنتاج الغذاء. واشتهر السودان بأن أراضيه تصلح كلها للزراعة وإقامة المشروعات الزراعية ولكن ربما عاز هذا الجهد الحاجة للإمكانات.. وفي هذه المساحة نتناول إحدى المشكلات التي ظل يتعرَّض لها مشروع سوبا غرب الزراعي الذي توسعت مساحته من (12 ألف 30 ألف) فدان حسب حديث المدير العام مهندس بابكر محمد عطية الذي كشف أن المشروع يفتقر لكل المقوّمات التي تتطلبها الزراعة، موضحًا حجم المعاناة التي يواجهها المشروع من شح المياه والكهرباء وتمويل المزارعين إضافة إلى الافتقار لطلمبات المياه مشيرًا إلى انتشار الثعابين بالبيارة الرئيسة بالباقير مما أدى إلى تعطيل العمل بالمشروع بسبب تخوف العاملين من انتشار الثعابين ليلاً التي جعلتهم يحجمون عن تشغيل الطلمبات إضافة إلى حدوث تذبذب مستمر في التيار الكهربائي. وأوضح مدير عام المشروع خلال حديثه ل (الإنتباهة) عدم توفر شبكة طرق داخلية بالمشروع.. مبينًا عمل طلمبتين للمياه من إجمالي أربع طلمبات بجانب طلمبتين احتياطي، وقال إن معظم مزارعي المشروع من ملاك أصحاب الأرض (ملك حر). وكشف عن خطط أعدت لتطوير المشروع تتمثّل في زيادة التمويل للإنتاج الحيواني والغذائي ومشتقات الألبان، مضيفاً أن الدولة قامت بتأسيس البنية التحتية للمشروع خاصة إنشاء الترعة والقنوات والطلمبات. بيد أنه أفاد بوجود مشكلة أخرى بالمشروع تتمثل في المياه الجوفية المالحة في كل مناطق المشروع الذي أنشئ منذ عام 1970م في مساحه 12 ألف فدان ويتم الري من إدارة الري بولاية الجزيرة، مشيراً إلى أن مساحة المشروع اليوم بلغت 30 ألف فدان وبدأ تشغيل الطلمبات من النيل الأرزق في العام الماضي فيما تواصل الري عبر الطلمبات إلى الموسم الثالث. كما أكد أن قرب المشروع من ولاية الخرطوم من المميزات التي تميزه عن غيره، بجانب أن أراضيه تصلح للزراعة، وتوقع أن يساعد في تقليل نسبة الفقر العالية بالمنطقة.. مؤكدًا توفير فرص العمل لسكان المنطقة بالمشروع. وأقرّ بوجود مشكلة بيئية تضرر منها العمال وسكان المنطقة القريبة من المشروع تتمثل في الغازات التي ظل يستخدمها عمال إدارة مكافحة الحياة البرية ووقاية النباتات في القضاء على الثعابين الموجودة ببيارة الباقير، مؤكداً أنها في الغالب غازات سامة مضيفاً بقوله: (وهذه الغازات تصيب الإنسان والحيوان). وفي ذات الإطار تحدَّث أحد مزارعي المشروع فتح الرحمن فضل الله ل (الإنتباهة) الذي يدير (12) فدانًا في المشروع منذ عام (1983) وحتى اليوم وهو صاحب حواشة رقم (1) من جدول رقم (1) وترعة رقم (3) وقال إن إدارة المشروع فشلت تمامًا في وضع الحلول المناسبة لمشكلاته، حيث إنها لم تقدم خلال الأعوام الماضية أي خدمات، كاشفًا عن مشكلات إضافية تتمثّل في عدم وجود الكباري التي تمر عبر الجداول والترعة الرئيسة وحاجتها للنظافة الدورية مما أدى إلى ظهور بعض الآفات الزراعية والحيوانات المضرة كالثعابين والفئران بجانب عدم وجود طرق داخلية تربط المزارعين. وأضاف أن الحكومة لم تقدم أي خدمات تذكر، وقال إن قانون المشروع يأخذ نسبة (20%) من إنتاج المزارع، وأن الطلمبات الموجودة تحتاج إلى صيانة دورية وهذا لم يحدث، بجانب أن المشروع ليست فيه بنيات تحتية. وعاب فتح الرحمن دور اتحاد مزارعي مشروع سوبا غرب الزراعي، كاشفًا أن الاتحاد ليس له أي دور يذكر حول إمكانية تقديم خدمات للمزارعين في المشروع وإنما هو اسم فقط موجود في المشروع دون أن يقدم عملاً ملموسًا لتحسين حالة المشروع.