يبدو أن مافات على جماعة أنصار السنة المحمدية جناح «الأقلية» بالمركز العام بالسجانة الذي يتزعمه فضيلة الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان محمد الماحي يبدو أن ما فات عليها هو تقديم الدعوة لضيفها سفير واشنطن في الخرطوم جوزيف استانفورد للدخول إلى الإسلام لينتقل من الظلمات إلى النور.. فقد أكد الدكتور إسماعيل عثمان أن جماعته تهتم بإصلاح المجتمع بالدعوة إلى التوحيد واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، كل هذا خاطب به جمعًا يتوسطه سفير واشنطن في الخرطوم، وأكد أيضاً أن جماعته ليست حزباً سياسياً وكأنها تلتزم بقاعدة أطلقها العالم النّحرير محمد ناصر الدين الألباني وهي «ترك السياسة من السياسة». لكن هل ترك دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أيضاً من الدعوة؟! إن صحفية بريطانية بارزة تدعى جفون ريد لي كانت أيام الحرب بين حكومة طالبان من جهة وتحالف أصحاب الشمال الأفغاني والأمريكيين والبريطانيين من جهة أخرى كانت ترتدي النقاب وتتجسس على المقاتلين الأفغانيين الموالين لحكومة الملا محمد عمر، فقبضت عليها مخابرات طالبان بعد أن قارنت بين مشيتها ومشية نساء أفغانستان التي تكون على استحياء. وقد لقيت الصحفية جفون معاملة إنسانية رائعة جداً نابعة من موجهات المنهج النبوي تجاه المرأة، فليس في البشرية رجل متحضِّر مثل الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا تقل لي حضارة كذا وكذا وكذا. فكلها عبارة عن تماثيل ونحت للجبال ومقابر وثنيين. أما الحضارة الإسلامية فقد كانت سبباً وراء دخول الصحفية البريطانية جفون ريدلي إلى الإسلام. فبعد أن عادت إلى لندن أعلنت إسلامها من هناك حتى لا توصف بالنفاق وارتدت الحجاب، وحسن إسلامها فقد حملها تجسسها وفضول المهنة إلى دعوة جماعة من المسلمين، وقصة جفون ريدلي تذكِّر بنكتة مشهورة تنتهي بسؤال خواجة يقول :«بدُّورو العوض؟!» فقد كان من المفترض أن يعلم العوض الرجل السوداني اللغة الإنجليزية لكن حدث العكس. والصحفية جفون لم تعد إلى وطنها بريطانيا بمعلومات صحفية أو عسكرية أو أمنية من أفغانستان طالبان بل عادت باعتناق الدين الإسلامي.إن لسان حالها يقول «بدُّورو العوض؟» إن العوض من الله وقد عوضها الله بالإسلام. سفير واشنطن ذهب إلى ضيافة أنصار السنة مجموعة السجانة بخطة دبلوماسية مفضوحة ترمي إلى خلق توازن بين الطوائف الإسلامية حتى لا يقال لماذا يزور هؤلاء ولا يزور هؤلاء. لكن كان المطلوب من جماعة إسماعيل عثمان أن تدعوه إلى الدخول في الإسلام كما فعل جد إسماعيل عثمان نفسه من قبل الخليفة عبد الله التعايشي حينما دعا إلى الإسلام ملكة بريطانيا الملكة فكتوريا. نعم ليس عليك هداهم ولكن عليك الدعوة.. «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن». هل الخطاب الدعوي لجماعة إسماعيل عثمان موجه فقط للمسلمين؟! إن سفير واشنطن إستانفورد لسبب إعلامي قد لا يعرف جماعة أنصار السنة جناح الأغلبية بزعامة الشيخ أبوزيد محمد حمزة. أو قد تكون الخطة أن يذهب إلى السجانة ليجد تقريراً من شيخ إسماعيل وكأن سفير واشنطن هو الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أو الدكتور أحمد الطيب أو الدكتور يوسف القرضاوي. إن سفير واشنطن غير مسلم وأوّل ما يُدعى له هو لا إله إلا الله فإذا أطاع يُدعى إلى أن محمداً رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فإذا آمن عليه أن يتعلم الصلاة والصيام. فالشيخ إسماعيل يقول إن جماعته ليست سياسية. أي هي دعوية، فأين الدعوة إذن؟! هل هي دعوة فقط إلى المحاصصة في السلطة التي يمثلهم فيها وزير السياحة محمد عبد الكريم الهد؟!