مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تداعيات وبواعث الاعتداء على مدينة أم روابة في (حتى تكتمل الصورة)
نشر في الانتباهة يوم 02 - 05 - 2013

رئيس التحرير : الجبهة الثورية انشأتها دولة الجنوب وجمعت قطاع الشمال والفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي..سامية احمد محمد : المجتمع في الاصل «لا يبلع» ويرفض الحركة الشعبية قطاع الشمال
حوار: الطاهر حسن التوم
خصص برنامج «حتى تكتمل الصورة» حلقته الأخيرة أمس الأول، لمعرفة تداعيات وبواعث الاعتداء على مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان. يا ترى ما هي الرسالة التي ارادت القوى المتمردة ارسالها للشعب السوداني بهذا الهجوم؟
ايضاً ناقشت الحلقة موضوع التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وهل للتفاوض مستقبل اثر الوقائع الأخيرة؟ أما تراه يجب الانصياع للصوت المنادي بوقف هذا التفاوض والتحول الى الحسم العسكري؟
الحلقة التي بثتها قناة «النيل الأزرق»، استضافت كلاً من العقيد الركن/ الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، والاستاذة/ سامية أحمد محمد القيادية بحزب المؤتمر الوطني والبرلمان والاستاذ/ الصادق الرزيقي رئيس تحرير صحيفة «الانتباهة»، والاستاذ/ ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة «السوداني» والذي وقف على الأوضاع في الارض، ود/ مضوي الترابي القيادي بالحركة الاتحادية.
من واقع زيارتكم اليوم «الاثنين» إلى أم روابة، ما هي صحة المزاعم بان تهديد الحركات المتمردة يطول مناطق اخرى غير ام روابة؟
العقيد الركن/ الصوارمي خالد سعد:
هنالك تمرد في منطقة جنوب كردفان، وحاول المتمردون ان ينقلوا التمرد الى ولاية شمال كردفان وعليه تجاوزوا الخط الفاصل بين الولايتين ودخلوا حدود ولاية شمال كردفان.
نعم هنالك تفلت في مكان آخر، ولكن منطقة ام روابة تحديداً وما حولها من مناطق «الله كريم، الرهد وغير ذلك» مناطق لا علاقة لها اصلاً بالتمرد والمتمردين.
ولكن هنالك مناطق يستهدفها التمرد وهناك من يقول بان «اب كرشولا والله كريم» خارج سيطرة القوات المسلحة؟
ليس صحيحاً على اطلاقه، اب كرشولا لا يزال المتمرودن موجودين فيها، والقوات المسلحة بصدد ان تقوم باعمال من شانها ان تريح المواطن تمامًا في تلك المناطق من شبح التمرد.
الله كريم محطة على الطريق الرئيسي القومي، وهي مجرد محطة توقف عندها هؤلاء المتمردون وانسحبوا منها ولم يكن وجودهم فيها سوى لدقائق معدودة.
هل اعداد القوات المتحركة كبيرة؟
نعم، الجبهة الثورية حشدت عددا كبيراً. هنالك تحديد من بعض المواطنين والجهات وتحدثوا عن «180» عربة ولكن اعدادهم قد تصل الى «100» عربة، لكن من الصعوبة بمكان اعطاء رقم دقيق لمن كانوا على متنها.
هذا الكم الهائل من العربات لا ينسب الى جهة واحدة معينة، وانما الجبهة الثورية كعدة قطاعات تشترك فيها حركات التمرد في دارفور حركات «مناوي، وجبريل ابراهيم» اضافة لما يسمى «قطاع الشمال» المتمثل في المقاتلين الذين ينتمون الى عبد العزيز الحلو، فكل هذه الحركات جمعت جهودها وقامت بهذه الفرقعة الاعلامية، وعمليات القتل والنهب في مدينة ام روابة ليست عملاً عسكرياً أو عملاً بطولياً وانما هو عمل ارهابي.
من اين تتلقى تلك القوات امداداتها وهي تتحرك في هذه المساحة الشاسعة؟
مثل هذه القوات المتحركة لا تحتاج الى خطوط إمداد، القوات التي تحتاج الى امداد هي القوات المرتكزة التي لها رئاسة وقواعد تنطلق منها.
إذن من يساند ويدعم الجبهة الثورية حالياً؟
هم يعتمدون على السلب والنهب. في اب كرشولا مثلاً ماذا فعلوا؟ المواطن في اب كرشولا فقد كل ما يملك لصالح التمرد. التمرد وحرب العصابات تعتمد اعتماداً تامًا في تمويلها على المواطن ولا تحتاج الى خطوط امداد فهي في الاصل قوات متحركة تفعل ما يفعله خط الامداد بمعنى أنها تمول نفسها بالسلب والنهب ومطاردة المواطنين، وكما يعلم الناس قاموا بقطع الطريق القومي لعدة ساعات ونهبوا ممتلكات المواطنين وبالتالي العملية قصد منها التشوين والامداد وان تكون لديهم مواد غذائية.
أمتأكدون ان خطوط دعمهم القديمة وصلاتهم بدولة جنوب السودان انقطعت وانتفت؟
لا نستطيع ان ندَّعي ان دولة جنوب السودان ما زالت تدعمهم، خصوصًا وان الشواهد والادلة ليست متوفرة لدينا وبالتالي ليس لدينا اتهام لدولة جنوب السودان ولا علاقة لها بالحادث.
المعلومات كانت متوفرة لديكم قبل وقوع الهجوم بايام فما اسباب البطء وحالة الاسترخاء التي شابت تعاملكم؟
كانت هنالك معلومات متوفرة تتحدث بانهم يستهدفون مدينة الابيض ولكنهم كانوا يغيرون اتجاهاتهم بسرعة غريبة جداً، ولم يكن الهدف واضحاً بالنسبة اليهم، بمعنى انه كانت هنالك عدة اهداف للمتمردين ولكن الهدف الاساسي ان ينالوا «التشوين» والامداد الغذائي. وبالتالي رغم توفر المعلومة ومركزتنا لقواتنا في بعض المواقع الا انهم حولوا مساراتهم وحين تعذر عليهم الوصول الى مدينة الابيض استهدفوا هذا الهدف السهل وهو مدينة ام روابة والتي كما ذكرت لا علاقة لها اصلاً بالتمرد واستهدفت كهدف جديد حين تعذر عليهم الاهداف التي رصدنا تحركاتهم تجاهها واعددنا لهم العدة وحين عرفوا انه لا سبيل اليها استهدفوا ام روابة.
ما هي آخر الأخبار والمشاهد من الميدان؟
ضياء الدين بلال:
لا معلومات جديدة خلاف المعلومات التي ظلت متداولة. في الزيارة وقفنا على ما حدث من خلال الآثار المترتبة، ووضح لي ان الغرض من الهجوم كان غرضًا دعائياً وسياسيًا متعلقًا بأجندة التفاوض في اديس ابابا أكثر من كون ام روابة هدفًا بديلاً، طبقًا لتحليل الجيش السوداني. كذلك أم روابة مدينة مربوطة بالطريق القومي المهم، وبالتالي قطع الطريق كان هدفه دعائيًا لإعطاء مؤشر انهم في الطريق الى الخرطوم.
السيد الصوارمي تحدث ان أم روابة لم تكن هدفًا مسبقًا وانما هدف بديل، وشخصيًا اخالفه الرأي واعتقد ان أم روابة هدف للحركة في الراهن وحين جلست الحركة الشعبية للتفاوض في اديس ابابا جاءت باطروحة تقوم على توسيع التفاوض والا يكون محصورًا في المنطقتين وبالتالي هي ارادت ان تنقل الحرب الى مربعات جديدة حتى تعطي مبررًا تفاوضيًا لينفتح التفاوض على مناطق أخرى وعلى السودان ككل.
بالوقوف عند الوضع الانساني كيف هي الاوضاع في المعسكرات التي قمتم بزيارتها وكيف هي خدمات الكهرباء والمياه؟
هنالك ء يجب ان ينتبه له الناس، هنالك اهتمام زائد بأم روابة واهمال واضح لأب كرشولا، وهنا اي في شمال كردفان- تم الاعتداء على مناطق محددة، ولكن هناك اب كرشولا- تم اسقاط المنطقة الحيوية التي تحوي سوقًا وفيها عدد كبير من السكان وترتب على ذلك نزوح كبير ولغاية عصر اليوم «الاثنين» وصلت اعداد النازحين ل «5» الاف نازح وما يزال هنالك قادمون في الطريق، وحين دخلنا المعسكر وجدنا استياء شديدًا من قبل المواطنين نتيجة اهمال قضية اب كرشولا في مقابل الاهتمام بام روابة.
كذلك من المشاهد المحزنة والمؤسفة أنه واثناء وجودنا داخل المعسكر كانت تأتي الاخبار بان الحركة الشعبية تقيم محاكمات علنية ميدانية لقيادات وابناء اب كرشولا المنتمين للمؤتمر الوطني ويتم ذبحهم، هذه معلومات يمكن ان تصنف على انها محاولة دعائية ولكننا استمعنا اليها من ألسنة النازحين بشكل مباشر وكانت المآتم تقام داخل المعسكر، حيث لا تزال هنالك اتصالات، واثناء وجودنا في المعسكر تعلو اصوات البكاء وحين نستفسر نعرف بورود معلومة عن شخص تم ذبحه. هذا الجانب مهمل، والحركة الشعبية تمارس انتهاكات صريحة وواضحة فيما يتعلق بالتعامل مع المواطنين واعتداء الحركة الشعبية ليس على ام روابة فقط ولكن في كرشولا اعتداء حتى على خطابها الذي يدعي الانحياز للفقراء والمساكين والمواطنين كما تدعي الحركة أن خطابها يقوم على التنمية وهي تعتدى على مكونات التنمية مثل الكهرباء والمياه.
ايضًا هنالك زيارة قمنا بها لمنزل شهيد ملازم شرطة، وكان من المحزن جداً مقابلتنا لاطفاله الاربعة، انسان بسيط اعتقدت الحركة بموته المجاني سبيلاً لتوصيل رسائلها السياسية وكنا نرى الاطفال والدموع طيلة ثلاثة ايام على اعينهم والبكاء لا يزال حارًا وهي رسائل توضح ان الحركة الشعبية غير جادة وغير ملتزمة تجاه الاطروحات التي تقدمها. :
اغتيال المخالفين سلوك قديم داخل الحركة، حتى بحق الموجودين داخل اسوارها، ومعروف في تاريخ الحركة عمليات التصفية للقيادات العسكرية والسياسية.
أب كرشولا أُعلنت اليوم عاصمة لقطاع الشمال، ما يعني تمديد منطقة السيطرة من جبال دلامي وكاودا الى الشمال والشمال الشرقي ولذلك الذين تم اغتيالهم هم منتمون للمؤتمر الوطني أو العلماء والدعاة وما حدث في ام روابة ان خلاوي القرآن الكريم تبلغ «573» خلوة كانت خلال الحرب السابقة وفي عهد الجهاد الرافد الرئيسي لكل كتائب المجاهدين ولذلك كان الاستهداف للخلاوي والدعاة خاصة ان التاريخ يقول بأن هذه المنطقة ناصرت الثورة المهدية في مناطق «تقلي وجبل الداير واب كرشولا» فلذلك عندما اقاموا محاكم عسكرية اليوم كان اول من قُدم العالم محمد ابكر وهو العالم الرئيس في المنطقة وإمام المسجد مع جماعة من اسرته، كذلك قاموا بتصفية مدير التعليم في المنطقة بل وتمت محاكمة طفلة تبلغ من العمر «3» سنوات وقُتلت، فقد كان هنالك اعتقاد ان هؤلاء القتلى سيكونون مصادر للمعلومات وبالتالي هنالك نوع من التشفي، وهذه هي ثقافة الحركة الشعبية في تصفية المخالفين والتي تعتبر جزءًا اساسيًا من تكوين الحركة.
ماذا ارادت ان تقول الحركة بهذه العملية من واقع الدلالة الجغرافية؟
د. مضوي الترابي:
في الحروب يحصل دومًا ما يسمى بالعمليات «التلفزيونية» جربها شارون، وخليل في عملية أم درمان وذلك بان تحدث فرقعة كبيرة للفت النظر الى شيء، ومن الناحية العسكرية هذا الامر لا قيمة له البتة عسكريًا، وهذه القوة مهما كانت كبيرة فهي معزولة وصغيرة وفي منطقة مكشوفة قد تتعرض الى ضربات جوية.
أحيانًا يمكن ان يستفيدوا من تكتيكات حرب العصابات أو الجيل الرابع للحروب او الحرب المتوازية وكما تحدث الاخ العقيد الصوارمي قبل قليل من الصعب جدًا على الجيوش مهما كان نوعها ان تخوض حربًا للعصابات وذلك لانه لا نقاط «ارتكاز، وتموين، وتشوين» ولا مستودعات وبالتالي هم يستفيدون من الجو الموجود، وبهذه الطريقة خُلقت مشكلة للجيش الروسي والامريكي في افغانستان وللجيش البريطاني في منطقة البصرة وبالتالي على العقيدة القتالية والخطة الدفاعية للجيش السوداني لكي يسيطر سيطرة تامة على عناصر التهديد المحتملة ان تتغير، والكيفية بحاجة الى حلقة كاملة.
هنالك سخط عارم واحباط نتيجة لما جرى، البرلمان كذلك شهدت قبته جلسات عاصفة فكيف ترى رد الفعل الشعبي والمترتبات التي ينبغي ان تكون عليه؟
سامية أحمد محمد:
ردة فعل الشعب السوداني طبيعية ويجب ان تكون هكذا دائمًا، فالتعدي على المدن يمس كبرياء كل الشعب السوداني خاصة ان المجتمع في الاصل «لا يبلع» ويرفض الحركة الشعبية قطاع الشمال وحتى خطوات الحكومة للمضي في التفاوض لم يكن يرتضيها عامة الشعب، وخاصة قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال الموجودين حالياً ويعرفهم الشارع ولذلك هنالك عوامل كثيرة تجعل السخط كبيرًا في الشارع السوداني. واعتقد ان الشعب السوداني واعٍ جداً بالمقاصد.
الغضب عالٍ وهناك مطالبات باستقالات وبالمحاسبة وباحداث تغييرات في سقوف التفاوض؟
ذلك مشروع، ولكن يظل المجتمع السوداني حتى في المناطق التي تحدث عنها الاخ ضياء يعي تماماً دور القوات المسلحة واداءها واحترامه لها يظل واسعًا. أما وجهة نظر د/ مضوي بتكتيك واستراتيجية جديدة فذلك كله مشروع والحديث عن الوزراء في الدفاع أو غيرها من الوزارات حق لكل مواطن ومن حق المواطن ان يطالب كما يشاء. ولكن الملموس لدي الآن من تدافع المجتمع قاطبة تجاه فلول حركات التمرد ولا اسميها جبهة الآن اذا كان القوات المسلحة استطاعت فعلاً دحر هذه الحركات بصورة سريعة فهذا المطلب الاساسي «جنبًا للرد السريع».
كيف نجمع بين حق المواطن في مطالبته بالمحاسبة والاقالة في وقت يتحدث فيه الناس عن مساحة عسكرية واسعة تتحرك فيها القوات المسلحة السودانية؟
ضياء الدين بلال:
اي محاولة لتصوير انه بامكان القوات المسلحة السيطرة على كل المدن وكل المناطق في ظل التكتيك الجديد لحرب العصابات تعسفية، لكن على الاقل الناس تطالب بان تكون للقوات المسلحة ردود افعال سريعة وعندها استجابة عالية للهجمات حين تقع، وشخصيًا لاحظت خلال وجودي في الابيض وام روابة الاستياء فالناس يعتقدون ان رد الفعل المترتب على الهجوم كان متاخراً جداً حتى الموقف من الوالي تم التعبير عنه بصورة عنيفة بعض الشيء في الفترة السابقة ناجم عن تأخره في القدوم الى ام روابة، وفي ظل هذا الظرف كان عليه ان يصل ام روابة بعد ثلاث أو اربع ساعات من وقوع الهجوم والمسافة بين الابيض وام روابة بطائرة عمودية تستغرق اقل من ساعة، وبالتالي كان يفترض ان تكون الاستجابة اعلى، حتى ردة الفعل العسكرية كان يتوقع ان تكون اسرع، وبالتالي هذه مطالب مشروعة.
تحدثت مع مسؤول عسكري كبير ونقلت له الاتهامات المباشرة من قبل المواطنين بتأخركم في ردة الفعل فقال لي ما ذكره الصوارمي بان التركيز الاساسي في ان القوة المهاجمة تستهدف مطار الابيض والطائرات فتم الاهتمام بهذا الجانب واهملت بقية الاحتمالات. هذا يمكن ان يكون مبررًا ولكنه مبرر يقبل ان اتعامل معه بصورة نقدية في ظل مهددات ومؤشرات عديدة تقول بان هذه المناطق يمكن ان تتحول في لحظات لأهداف عسكرية وعليه يستوجب عليك اتخاذ ترتيبات عسكرية منسجمة مع هذه التهديدات ويكون لديك من القوات ما يستطيع ان يؤمن المطار ومناطق اخرى.
كما اشار الاخ مضوي الترابي واتحدث كمتابع- لا بد من تكتيكات جديدة للقوات المسلحة في التعامل مع المخاطر ان تكون حركتها اسرع واستجابتها للاستفزازات والافعال الصادرة من الآخر مباشرة قوية وموجعة وبالتالي اعتقد ان هذه الاعتراضات والمطالب المتعلقة بضرورة الاستجابة السريعة هي مطالب ضرورية ومقبولة، والتعسف في افتراض ان القوات المسلحة قادرة على توفير حماية كاملة لهذه المناطق غير واقعي.
نحن زرنا القوات المسلحة في اماكنها، واعتقد اننا بحاجة الى اهتمام أكبر بالقوات المسلحة. صحيح ان المقدرة العسكرية والاستعداد العسكري لا ينهي المخاطر ولكن يجعلك تتعامل معها تحت السيطرة، كذلك فالمعالجة والمقترحات والمبادرات السياسية الشاملة هي التي تؤمن البلاد اكثر مما تفعل القوات المسلحة ولكن على القوات المسلحة ان تكون قادرة والجندي فيها على استعداد حقيقة للتضحية لأسباب متعددة منها الأسباب الوطنية ومنها أسباب وظيفية تتعلق بوضعه المباشر وبالتالي هذه قضية على الناس يولوها حقها.
د. مضوي الترابي:
المشكلة ليست نقد للقوات المسلحة السودانية والشعب السوداني وانا عضو في لجنة الامن والدفاع بالبرلمان السابق لطيلة «6» سنوات، لم نبخل على القوات المسلحة أو الاجهزة النظامية بالمال، وحتى هذه اللحظة، ولم يحدث وان شطبنا شيئًا من موزاناتها المقدمة الينا ولكن عطفًا على حديث ضياء فإن الحرب هي الدبلوماسية بصورة أخرى حين تقفل بوجهك بقية الوسائل، وعلينا ان نفهم نصر حاسم من الجبهة الثورية ضد القوات المسلحة مستحيل، ونصر حاسم للقوات المسلحة لن يحصل، ولو تبقى «17» شخصًا يحملون السلاح فسيكونون مصدرًا للقلق ولكن مهمة القوات المسلحة ردعية وليست الحسم. لذلك لا بد من ان تفتح ظروف التفاوض السياسي الجاد لحل مشكلة سياسية واحتقان سياسي موجودين وعلينا الاعتراف بهذا الأمر ولو رجعنا قليلاً للوراء اتفاقية «نافع عقار» وأدناها بأيدينا، وكان يمكن ان تجنبنا ما يحصل الحاصل.
الأخ الصوارمي، عندنا استطلاع جوي وطائرات دون طيار واستخبارات على الارض، واستخبارات داخل الحركة فهل معنى هذا الحديث اننا عجزنا عن فهم النوايا؟
حرب العصابات في بلدان كبيرة مثل السودان مستحيل بتكيتكات الحرب العالمية الثانية «المتحركات» في منطقة مكشوفة وقبل ان تشون المتحرك وتحركه الى اب كرشولا والابيض ولكن هل عجزنا عن تزويد القوات المسلحة بامداد جوي يستطيع ان ينقل افرادها من مكان الى مكان في اقل من ساعة واخلائها؟
الاسم الذي خلقته هذه الجماعات المتمردة «الجبهة الثورية» والاعلام يضخ حاليًا هذا الاسم وحتى في البيانات الرسمية تتعامل به؟
الصادق الرزيقي:
تشرشل قال «عندما تحدث الحرب وتندلع المعارك اول من يقتل هو الحقيقة» وشخصيًا اشعر بذلك، فاول من قتل عندنا هو الحقيقة وكثير من المعلومات غائبة وكثير من المعلومات التفصيلية حول الموقف العسكري غائبة ولا تزال، خاصة حديث الاخوة عن القصور الاستخباري سيما والتحرك تم من مسافات طويلة في منطقة مكشوفة، وكلما تحدرت ناحية الشمال المنطقة المكشوفة عبارة عن خيران وقيزان، ولا جبال بعد ان تخرج من حدود جنوب كردفان.
وعن المصطلح الاعلامي، التضليل الذي تم سياسي والناس لا تريد إلقاء اللائمة على دولة الجنوب مع ان الجبهة الثورية نفسها انشأتها دولة الجنوب وجمعت قطاع الشمال والفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي وحركات دارفور كونت الجبهة الثورية تحت رعاية دولة الجنوب.
الحكومة هربت في اتجاه آخر، كونها لا تريد ان تحمل قطاع الشمال ...
مقاطعة: حدثنا عن انتاج المصطلح؟
الجيش لم يسمِّ قطاع الشمال وذهب مباشرة للجبهة الثورية.
ضياء بلال:
علينا مراعاة القيمة العملية، لفترة طويلة جداً كنا نتحدث عن الحركة الشعبية في الجنوب بما يسمى الحركة الشعبية والمتمردين فما لبث ان تم الاعتراف بها وحصلت مرحلة الانتقال وتم اعتمادها وبالتالي حساسية الناس تجاه الاسماء اصابها الضعف، والناس ما عادوا ضعيفين فنفس هذه اللغة تم استخدامها تجاه خصم كان قائمًا وتحالفاته السياسية وتسوياته نفت عنه ذلك. لا نريد ان نعتقل انفسنا في المصطلح، ونحتاج ان ننظر للامام.
هنالك نقطة مهمة جداً وردت في حديث الصوارمي وتطرق لها د. الترابي في حديثه بطريقة ذكية وعلى الناس ان يراعوها، نفس التجربة عن اي المناطق مستهدفة تمت في الهجوم على ام درمان.
اتفقنا جميعنا ان الجبهة الثورية فرقعة اعلامية ولا امتدادات كبيرة لها، وما اخذه اسم الجبهة الثورية أكثر مما نالته منذ ميلادها واخشى ان يبنى لاحقًا على هذا الامر، نحن الآن نتعامل مع مجموعة من فلول الحركات المسلحة وكل يريد ان يجد نصيبه في التفاوض وليس حركة لها مطالب أو عندها قضايا اسياسية.
د/ مضوي الترابي:
لنفترض ان هذه الحركة حركة تلفزيونية اعلامية وفرقعة اعلامية، لكن بالنظر الى المردود، لدينا قوات مسلحة تمثل الجيش القومي حتى هذه اللحظة تحظى باحترام الناس وشخصيًا من اكثر الناس انحيازًا لها ولكن اخاف من شيء آخر نحن مشتبكرن في جنوب النيل الازرق وفي جنوب كردفان وفي دارفور وعندنا قوات في شمال هجليج في حالة تأهب في منطقة بترول مهمة جداً والآن ان انفتحت لها جبهة صغيرة أم كبيرة ستسحب جزءًا من قواتي في تلك المنطقة وبالتالي الجيش السوداني ظل «استركس» وان لم ننتبه لمثل هذه الامور ونعالجها في الاطار السياسي الشامل فسنجد ظهرنا مكشوفًا.
استطلاعات من الشارع:
مواطن «1»: في البداية نستنكر العدوان على ام روابة وهو دليل على همجية الجبهة الثورية وهو استهداف للمواطن ومقدراته وثرواته ومشروعات التنمية القائمة والتخريب ليس حلاً للقضية. ونحن ضد التفاوض مع القطاع، وعرمان لا يمثل المنطقتين.
مواطن «2»: ما حدث في ام روابة غير مقبول، ونستنكر العدوان الغاشم على ام روابة. ولكن الأجهزة في شمال وجنوب كردفان كان لها علم بتحرك القوة المهاجمة، وقبل يومين كان والي جنوب كردفان مولانا أحمد هارون يهيب بالمواطنين اخذ حذرهم وفي نفس وقت مفاوضات اديس ابابا اذا بهم يعتدون على ام روابة، وطالما يقود وفد الحركة ياسر عرمان فعلى الحكومة وقف التفاوض.
مواطن «3»: اقول للحكومة لا للسلام، فقط السلاح. السلاح هو الحل الجذري للتعامل مع المتمردين.
مواطن «4»: نطالب برد الصاع صاعين، والقوة قبل التفاوض.
مواطن «5»: العدوان قادته شرذمة من «الصعاليك» والناس العدائيين والخلو من الوطنية والعملاء لجهات خارحية.
مواطن «6»: ما دايرين تفاوض «تكبيرات من حوله».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.