أقرَّ وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث بجمهورية جنوب السودان جوزيف لوال، بوجود مجاعة تضرب الدولة، فيما أعلن حاكم ولاية غرب بحر الغزال إغلاق المدارس بمقاطعة واو لمدة أسبوع، وتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث الدامية التي راح ضحيتها عدد من الطلاب في اشتباكات مع الجيش الشعبي والشرطة العسكرية أمس الأول. وقال الوزير لوال في تصريحات صحفية بمدينة جوبا إن أكثر من مليون نصف شخص تضربهم المجاعة، بينما وصفت المعارضة الجنوبية الأمر ب «المزري»، ودمغت في الاتجاه نفسه الأوضاع الغذائية والصحية بالكارثية، واتهمت حكومة جوبا بالتقصير في واجبها ناحية المواطن. وقال وزير الشؤون الإنسانية ل «سودان تربيون» إن انخفاض إنتاج المحاصيل كان بسبب تأخر الأمطار وارتفاع أسعار السلع الغذائية عالمياً، الأمر الذي أوجد نقصاً حاداً في الغذاء، وعرض أكثر 1.3 جنوبى للمجاعة. وقال إن ولاية الاستوائية الكبرى أكثر الولايات تضرراً من تأخر الأمطار وانعدام الأمن وتدفق اللاجئين بسبب العنف في ولايتي جونقلى وأعالي النيل، فضلاً عن ارتفاع الأسعار بسبب الجفاف وإغلاق طرق التجارة مع الشمال، داعياً إلى اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة لدرء خطر المجاعة التي تلوح في الأفق. ورأى قيادي معارض بجوبا، فضل حجب هويته، أن الحركة الشعبية تتحمل وزر المجاعة بسبب معاداتها للسودان. وطالب رئيس جمهورية السودان عمر البشير بمد أبناء الجنوب بالغذاء والمواد الطبية. وفي المقابل ذكر نشطاء سياسيون جنوبيون أن زيارة الرئيس سلفا كير للخرطوم تأتي لطلب استغاثة عاجلة لدولة الجنوب، وقالوا ل «الإنتباهة» إن الزيارة تتزامن مع مجاعة طاحنة تضرب الدولة، وحذروا من مغبة ازدياد الوضع سوءاً، فيما قالت لجنة التأهيل والإغاثة بجنوب السودان إن حوالى «2000» شخص وصلوا إلى جوبا في حالة إنسانية صعبة.وفي سياق ذلك قررت حكومة بحر الغزال تكوين لجنة للتحقيق في مقتل طلاب وإصابة آخرين بنيران الجيش الشعبي في مظاهرة سلمية، احتجاجاً على المنهج التعليمي وارتفاع معدلات التضخم وتفشي الفساد وانعدام الأمن بمقاطعة واو. في غضون ذلك طالب عدد من المزارعين والمنتجين بقطاعات الزراعة المطرية في منطقة الرنك التابعة لولاية أعالي النيل في دولة جنوب السودان، بإزالة العديد من المشكلات التي تعترض نجاح الموسم وفتح الحدود لاستجلاب المدخلات الزراعية من السودان الشمالي. وقال اتحاد المزارعين إن مقاطعة الرنك قامت بزراعة حوالى 700 ألف فدان بتركيبة محصولية مختلفة من جملة 900 ألف فدان. وأبان أن المقاطعة التي تعتبر من أكبر المناطق الزراعية بجنوب السودان بحوالى 1.50 مليون فدان، تعاني أزمات كبيرة في إدارة مكافحة الآفات النباتية بعد فك الارتباط مع الشمال. وأبلغ مدير الزراعة الآلية بالرنك جون أوتور «الشروق» بتناقص المساحة المستهدفة لضعف التمويل الزراعي وارتفاع أسعار الوقود وقطع الغيار، بعد إغلاق الطريق التجاري مع شمال السودان. ومن جانبه وصف رئيس اتحاد المزارعين بالرنك فديت شول موقف المزارعين بالحرج، لعدم توفر السيولة لموسم الحصاد. وأشار المسؤول في إدارة وقاية النباتات جيمس أكوج إلى اتصالات مع الولاية والمستوى الاتحادي لتوفير آليات العمل في المحطة التي تتمثل في المبيدات الحشرية لحماية المحاصيل من آفات الطيور والجراد.