هناك وفي هذا الوطن أقلام وكُتاب يحق لها الخلود إن كان في هذه الدنيا خلود ووفاء وكما تعنون الصحفية منى أبو العزائم حينما تريد أن تكتب عن شخصية تاريخية تقول في عنوانها الطريف (هاك من دار جعل) وأنا استعير هذا العنوان الطريف قائلاً: (هاك من قرية المحيريبا بأرض الجزيرة الخضراء) إليكم الكاتب الصحفي المؤرخ من منازلهم الأستاذ صديق أحمد البادي ذلك الشخص الهادئ الطباع، كما وصفه أحد رؤساء تحرير جريدة لا أذكرها قائلاً يدخل عليك صديق البادي في هدوء مقدماً السلام والتبريكات وكان لا بد أن ترى بيمينه أحد مؤلفاته التاريخية يحمله للتقديم والطباعة، أغلبكم طالعوا مؤلفاته التاريخية وبداية كتب عن تاريخ الجزيرة الخضراء وعن أول اتحاد للمزارعين وعن زيارات أعضاء اللجنة إلى لندن بالصورة والقلم وكتب كتاباً قيماً عن الشريف المناضل حسين الهندي وعن تاريخ والده الشريف الهندي وكتب عن أحداث الجزيرة أبا، وأخيراً طالعت له كتاباً عن رائد الصحافة السودانية أحمد يوسف هاشم أبو الصحف ومؤسس جريدة (السودان الجديد) وللصديق كتب كثيرة في التاريخ وعن شخصيات تاريخية وله قلم فريد في الصحافة وفي تحليل السياسة قديماً وحديثاً: وله باب ثابت في جريدة (الإنتباهة) وهو كاتب من الأقاليم من قرية المحيريبا بأرض الجزيرة وأجدني في هذا المقام وقد تعرفت به شخصياً إبان حكومة مايو أو حكومة النميري كما يسمونها كانت هناك تنظيمات للشباب وتنظيم لجان تطوير القرى، وكانت هناك لجنة مركزية من كل الأقاليم وكنت عضواً في هذه اللجنة والتقيت أعضاء الولايات من أنحاء السودان ومن ضمنهم التقيت المرحوم/ موسى أحمد البادي من المحيريبا واتخذت منه صديقاً وأخاً وكلما أتى للخرطوم لاجتماع اللجنة ألتقيه يحدثني عن الجزيرة والمحيريبا وأحدثه عن دامر المجذوب والشمال وهو فيما عرفت بعد وفاته إنه شقيق الكاتب المذكور صديق أحمد البادي وعرفني صديق بعد زمان طويل من وفاة شقيقه المرحوم/ موسى هكذا عرفته وكنت أطالع ما يكتبه بالصحافة ولقلمه نكهة خاصة إذ أنه يهتم بالتاريخ. ومن خلال ما يكتب تشعر بأنه محب لوطنه صادق فيما يكتب وله محبة خاصة لأرض الجزيرة الخضراء وما جاء في كتابه عن أول اتحاد لمزارعي أرض الجزيرة ونضال المزارعين في قضاياهم ومسيرتهم التاريخية للخرطوم في عهد حكم الاستعمار. وتحدث عن شخصيات من الجزيرة مؤرخاً وحينما تطالع تحليلات سياسية لقلمه أو كتاب يكتبه تشعر بالصدق فيما يقول، وقد طالعت مؤلف الدكتور/ عون الشريف عن القبائل والأنساب في السودان ذلك الكتاب الفريد من ستة أجزاء ضخمة تتحدث عن القبائل والأنساب في السودان وفي بعض صفحاته يذكر المراجع لبعض القبائل ويقول أنظر مؤلف صديق البادي صفحة كذا وكثير من الذين كتبوا عن شخصيات يقولون لك مرجعنا صديق البادي، وهكذا فإن كاتبنا المؤرخ الصحفي الصديق القادم من الريف لم تحدثه نفسه أن يتقدم أن يكون رئيساً لتحرير جريدة ولو طلب ذلك لقبلته الجريدة مفتخرة بأنه شيخ تحريرها صديق البادي. والصديق حينما يكون قادماً للخرطوم يتجول بين أصحابه وأصدقائه بالصحف وغيرها، وكنت ألتقيه حينما يأتي للخرطوم وكان يعرف أين أنا ويأتي ليسأل عني في مكاني ببقالة سرور شمال الجامع الكبير، هذا هو الصديق الكاتب المؤرخ أقدمه لكم في هذه السطور البسيطة مثل بساطة الصديق وجادت قريحتي الشعرية في الختام بهذه الكلمات قائلاً: صديق الشَّمخْ البِعرفْ المكتوبْ أبُو قلماً فريدْ البِعلومْ مَوهوبْ ليهُ تحيَّة مِن البسلي ودامر المجذوب وفي صفحاتْ الإنتباهة واضع المكتوب لك التحية أخي الصديق ولقلمك الصادق الفريد وحينما تكرم الأقلام الفريدة كان لا بد من تكريمك، لك العافية وأمد الله في عمرك وإلى إستراحة أخرى إذا كان في الأيام بقية.. والسلام.