الدهون ومرقة الدجاج والبيرقر والهوت دوق والأقاشي في قفص الاتهام!!..كبير أخوانه والأعور والعصبي شهود «عيان» والشطة شاهد ملك بقولوا «المصارين في البطن بتتشاكل!! المفهوم ده غلط هذا المثل فقط لنبرر به أن المشكلات أحياناً قد تحدث بين الأخوان: «كبير اخوانه والمصران الأعور والمصارين البيض والمصران العصبي.. الخ عائلة آل مصران الباطنية». والحقيقة أن المصارين تتكاتف لطرد العدو الداخيل الغازي. فقوات الدفاع الجسمانية المسلحة كما هو معلوم تتمتع بوحدات تنسيق ودفاعات مشتركة عالية الدقة واليقظة التي أكرمنا بها الخالق عزّ وجل. والحديث الشريف يقول: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». صدق رسولنا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. أما المدبر الأكبر «اللابد» وراء كل تلك الجرائم البشعة والذي يُدعى «النَفِس» وندلعه أحياناً بتصغيره ب «النِفيِسَة».. «بكسر النون وفتح السين».. فهو الذي يشكل «القوى العظمى» وتصعب محاكمته أمام المحكمة.. اللهم إلا بالشجب والتنديد فقط.. وكثيراً ما يستعمل حق «الفيتو». ويتمتع الجسم بأجهزة مخابرات عالية الدقة تتمثل في الأنف «الشم» واللسان «حاسة التذوق» فإذا كانت هناك قلة في المعلومات وتعتيم في غرفة التحكم والقيادة «الدماغ» عن ماهية المأكولات وما يندس فيها من سموم، فإنه بطبيعة الحال يسهل أن يخفى ذلك على جهاز الاستخبارات الجسمانية فيحدث اختراق لداخل البطن، وقد تكون «للنفيسة» القدح المعلى في ذلك والدعم اللوجستي لتسهيل العملية. ومن الملاحظ أن البطن والامعاء السودانية «تعولمت» في العصر الحديث و «ألِفت» الطعام الأجنبي، فغزتها بجيوشها ومنظماتها حتى كادت تستعمرها تماماً كالبيرقر والهوت دوق والشاورمة.. الخ. في حين أننا لو دعونا وفداً دبلوماسياً رفيع المستوى يتشكل من اوروبيين وامريكان وروس لمائدة سودانية مية المية «مدنكلة» من نوع الكمونية والجقاجق وام فتفت والمرس والويكاب وملاح الورق وام بقبق وبامية ام شبت بي بمبار، ثم دعمناها بمحدقات الشطة ب «الآتي ابغازي» ثم قلنا للجماعة «اتفضلوا» وشاركونا طعامنا المحبب المذاق، لكانت نتيجة الضيوف الموت «بالسكتة الكاضمة»!! أما نحن معشر السودانيين فإن «عينا باردة» «عالميو» البطون يمكننا أن نشاركهم وجباتهم وكأن شيئاً لم يكن ووداعة العصفور في عينينا. أيها الناس كونوا يقظين على الدوام. إن الله خالقنا قد جعل لنا في أنفسنا أجهزة دقيقة للتحكم وادارة الشأن الداخلي لكل منا. فجعل لنا الدماغ الذي ينبغي أن نزوده بأفضل وزارة للثقافة والمعلومات في ما ينفعنا حول الثقافة الغذائية وما يضرنا منها، وعملياً جعل في «هذا الدماغ» إدارات متخصصة غاية في الدقة تعني بالرقابة والتفتيش، وهي ادارات الحواس جميعها من شم وتذوق وابصار وتحسس ... الخ. بعد ذلك لا تمر كتائب الأطعمة والأغذية والمؤن إلا عبر الفم الذي يحرسه جنود غلاظ شداد «الاضراس والاسنان» ولمضغ الطعام جيداًَ ويساعدهم اللسان الحلقوم والبلعوم وما يصدر عن افرازات هاضمة يتحكم المخ في استنفارها تختلط بالطعام، ثم يصل المعدة بسلام، وهناك تدار كل عمليات «الاستثمار» الكبرى لصالح دولة الجسم العظمى. إلا أنكم قد لا تدرون أعزائي ما يندس في الطعام من سموم معظمها أجنبية دخيلة وخطيرة فكونوا يقظين. وما ادارة الشأن الجسماني لذواتنا إلا مؤشر ونموذج لما ينبغي ان ندير به شأننا العام على نطاق البلاد طولها وعرضها. هناك وجبات سودانية عريقة حبيبة للنفس وصحية مية المية وذات فوائد جمة وسهلة الهضم.. وتتمتع حبيبتنا كردفان التي تشاركها اليوم بكل وجداننا وأمنياتنا بأن يقهر الله اعداءها ويسحق حسادها.. كردفان الحبيبة غزت الخرطوم بأم جنقر واتحفت موائدها بملاح الكول وعصيدة الدخن وملاح الكمبو.. وهي الغنية بالثروة الحيوانية التي تتميز بأفضل انواع اللحوم المحببة عالمياً لما تتمتع به الماشية من مراعٍ طبيعية. وذلك فضلاً عن الثروة التي تتمتع بها مما طاب من لحم طير دجاج الوادي والدجاج البلدي الذي هو معافى من «مصائب العولمة الصناعية في الاغذية الفتاكة» هذا غير صيد البر المصارين في البطن بتشاكلوا؟! هذا مثل غير صحيح. على اولاد المصارين البيض أن يعرفوا أن اعمامهم اولاد المصران العصبي وكبير اخوانه هم كيان واحد وان منهم من عشق ام رقيقة وغنى لها: يا ام رقيقة بوخك طلع انتي احلى من القرع يا ام رقيقة أكل الملوك انتي احلى من السجوك يا ام رقيقة اكلك رهيب انتي احلى من الزبيب لذلك عليهم ألا يثقوا كثيراً في البيرقر والهوت دوق .. الخ أما المصران العصبي فتريحه أبيات «خمجانة» من الشعر الغذائي البلدي الشهي على لسان عاشق تقول: سلام مليان يشق حاجز المسافة عليك يجيك «خمجان» «يطمبج» في بحور الشوق يصل هلكان.. سلام من زول يعوس اشواقو في صاجك بدون طايوق يملح في صحن عينيك