الانتشار الكثيف للمتشردين والمتسولين بولاية شمال دارفور زاد من درجة القلق والتوتر في مكونات وزارة الشؤون الاجتماعية خاصة المتشردين والمتسولين الأجانب، وفي جولة قامت بها «الإنتباهة» داخل سوق الفاشر الكبير كشفت عن أن معظم المتسولين من الأطفال ويعملون عبر شبكات ومجموعات، وقال أحد الأطفال يدعى «ح» إنهم يقومون بإيجار لوح من إحدى الخلاوي بمبلغ جنيهين لمدة يوم واحد من أجل كسب النقود من «أهل الأجر» على حد قوله وأضاف انه يقطن مع أسرته داخل مدينة الفاشر ووقفت الصحيفة على حقيقة أن هؤلاء المتشردين والمتسولين ليسوا من سكان المعسكرات كما يزعم الكثيرون، وقال مدير الرعاية والتنمية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية بشمال دارفور العمدة محمد أبكر ل «الإنتباهة» إن هذا الظاهرة دائمًا ما تنتج بسبب الحرب أو الجفاف أو التفكك الأسري وأنهم في آخر مسح ميداني قامت به الوزارة كشف عن أن عدد المتشردين والمتسولين بلغ حوالى «12» ألف مشرد ونصيب مدينة الفاشر حوالى «600» حالة وبقية المشردين جاءوا من محليات «كتم وكبكابية ومليط»، وأضاف العمدة أنهم وجدوا أن «80%» من هؤلاء المشردين يشكلون تشردًا جزئي ولأسباب متعددة. وأكد العمدة محمد أبكر أن السبب الأساسي لهذه النسبة الكبيرة من المتسولين مرده إلى خلاوي القرآن التي تدفع بالأطفال للتسول، كما أن هناك مجموعات كبيرة تقوم بإيجار الألواح من الخلاوي لاستغلالها في عملية التسول، كما أن هناك أسرًا تدفع بأبنائها إلى الأسواق للتسول باعتباره مهنة مدرة للدخل، وشدد مدير الرعاية على ضرورة مطالبة المجلس التشريعي الولائي بسن وتفعيل القوانين والإجراءات الرادعة لمنع استشراء هذه الظاهرة الخطيرة، وتعهد مدير الرعاية أنهم في الأيام القادمة سيقومون بإجراء دراسة للخلاوي المنتشرة بشمال دارفور بالتعاون مع إدارة العقيدة والدعوة بهدف ضبط العمل بالخلاوي حتى تقوم هذه الخلاوي بدورها الرسالي المنوط بها، حتى لا تتفشى هذه الظاهرة، وكشف العمدة عن أنهم بصدد إنشاء مركز اجتماعي خدمي متكامل بمدينة الفاشر على ان يكون لهذا المركز فروع أخرى بكافة محليات الولاية وذلك بهدف لم شمل الأطفال المتسولين والمتشردين لمعرفة الأسباب الحقيقية لتشردهم وتسولهم، واشار إلى الأعداد الكبيرة من الذين جاءوا من دول الجوار ويمارسون ظاهرة التسول بالفاشر، وان الاجانب لديهم ممارسات غير حميدة. ودعا العمدة كل الخيرين والمنظمات إلى المساهمة الفاعلة والسريعة من أجل إنفاذ المشروع الحيوي الذي يمكن عبره تقديم كل الخدمات الاجتماعية للعديد من الشرائح وخاصة المتشردين والمتسولين والمعاقين، مضيفًا أن إدارته بالتعاون مع مفوضية شمال السودان لنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج قطاع الشمال قد تمكنت في المرحلة الماضية من إنشاء خمسة مراكز لحماية الطفل بمناطق السريف وطرة وكفوت بمحلية الفاشر ومحلية المالحة، كاشفًا في ذات الصدد عن تسريح «262» طفلاً من حركتي العدل والمساواة والإرادة الحرة في المرحلة الماضية، وأوضح انه قد تم إجراء دراسة حالة لعدد «212» من الأطفال المسرحين وتم استيعاب عدد «47» منهم بمرحلة الأساس و«53» بالمرحلة الثانوية و«9» بالجامعات و«58» في الأعمال الحرة و«62» بالتدريب المهني وتم تخريج «50» من الأطفال الذين أكملوا التدريب المهني من المدرسة الصناعية بالتعاون مع الشركاء بعد أن اكتسبوا المهارات المهنية الحياتية التي تمكنهم من تأمين مستقبلهم، وان خططهم المستقبلية هي أن تخلو الولاية من هذه الظاهرة بمساعدة الجهات المعنية وأنهم يقومون بإرجاع كل الأطفال الذين تركوا مقاعد الدراسة لأسباب كثيرة سواء كان متسولاً أو متشردًا أو مسرحًا وذلك بعد المسح والتحليل النهائي تتم إعادتهم إلى المدارس وتوفر لهم كل الاحتياجات من كتب وزي مدرسي وكراسات وبالسعي مع وزارة التربية والتعليم يتم إعفاؤهم من الرسوم الدراسية وتُشكل آلية من الباحثين والمدرسين لمراقبته.