إن ضبط التسلح يمكن أن يكون سلاحاً ذو حدين إذا لم تكن النوايا حسنة وإذا غابت العدالة وبتعبير آخر إذا كان هناك مكيالان لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية توزن بهما مسائل ضبط التسلح في المنطقة والشواهد على ذلك كثيرة وأهمها على الإطلاق عدم ممارسة أية ضغوط على إسرائيل في أن تقبل الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية وتوقع عليها كما لم تفرض أي ضغوط على إسرائيل لكي تتخلص مما لديها من مخزون نووي وكيماوي وبيولوجي ولم يجري عليها أي تفتيش دولي للتأكد وحصر ما لديها أسوة بما حدث مع العراق وأن الرغبة الصادقة في تحقيق السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط يفرض على دول المنطقة بناء الثقة لتعزيز السلام والنجاح في خطوات السلام العادل وبما سيؤدي إلى قبول ورغبة صادقة في قبول الاتفاق على ضبط التسلح في المنطقة وذلك لإرساء قواعد الاستقرار والأمان وهنا لن تقبل دول المنطقة أية قرارات تعسفية وقهرية وإذا قبلت مرغمة فسيكون ذلك البنيان هشاً يمكن أن تتصدع أركانه وينهار البناء بكامله ويختل التوازن ويعود الصراع وسباق التسلح بدلاً من التعاون من أجل أمن واستقرار المنطقة ولن يكون السلام والأمان الدوليان بمنأى عن المخاطر المترتبة عن انهيار السلام والأمان الإقليمي في المنطقة فالسلام والأمن الإقليميان جزء لا يتجزأ عن السلام والأمن الدوليين وأي نجاحات لضبط التسلح في المنطقة لا بد وأن ترتكز على مدى النجاح في التوصل إلى اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل فبدون السلام العادل في المنطقة لا يمكن التوصل إلى نجاحات مضمونة لعملية ضبط التسلح وأي حديث عن ضبط التسلح بدون سلام هو بمثابة فقاعات في الهواء ولن تكون له مصداقية التطبيق ويظل في إطار الأحلام والأماني المتعثرة وإن عدم تحقيق المساواة في العدالة بين جميع الأطراف يعني الفشل في تحقيق ضوابط الاستقرار والأمان في المنطقة فوفقاً للواقع أن ضبط التسلح جزء أساسي في عملية السلام في المنطقة ولا يمكن تجزئته أو تنحيته بقدر ما هو بمثابة أخذ الضمانات والدعائم القوية للحفاظ على السلام العادل في المنطقة وبقدر ما هو أيضاً نتاج واستثمار ناجح لعملية السلام القوي في المنطقة ويجب الاستفادة من تجربة الآخرين في مسائل ضبط التسلح لأسلحة التدمير الشامل والأسلحة التقليدية دون التقيد بالنموذج حرفياً وعلينا أن نأخذ من النموذج ما يفيد وأن نضيف الجديد المناسب لمنطقتنا وهنا يجب طرح الأفكار البناءة وصولاً إلى حلول متفق عليها وموافق عليها وبدون ذلك لن تكون هناك ضمانات أكيدة لتحقيق النجاح في ضبط التسلح على أن تكون الخطوة الأولى من جانب إسرائيل مثلما حدث مع الاتحاد السوفيتي وباتفاق وتنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وأن تجربة التعاون بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا الاتحادية ودورهما كدولتين راعيتين لعملية السلام في المنطقة سيكون له امتداد في مفاهيم السلام كلها بالمنطقة وكذلك سيكون لضبط التسلح أهمية في هذه المرحلة التالية لتوقيع اتفاقية السلام بين العرب وإسرائيل وعلى الجميع أن يدرك أيضاً أنه في ظل المفاهيم والمبادئ للانفراج والوفاق الدولي ولا بد أن يقابلها وضوح مفاهيم ومبادئ للانفراج والوفاق الإقليمي ولا يمكن تجاهل انعكاساته بما يمكن القول أن أهداف السلام العادل أصبحت تمثل مصلحة مشتركة إقليمية بين العرب وإسرائيل وجيرانهم يجب العمل على تحقيقها ومصداقاً لهذا القول يجب أن ندرك أنه في ظل الانفراج في العلاقات العربية الإسرائيلية ويمكن التوصل إلى اتفاقية أريحا غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهناك مبادئ تم إرساء قواعدها وأن التوصل إلى اتفاقية سلام بين الطوق وإسرائيل سيؤدي بدوره إلى مزيد من إرساء الانفراج في العلاقات العربية الإسرائيلية ثم يأتي السلام بين جميع أطراف الدول العربية وإسرائيل بما يؤكد الانتقال إلى خطوات جادة نحو الوفاق العربي الإسرائيلي وأن اكتمال أبعاد اتفاقية السلام العربية الإسرائيلية الشاملة سيكون ذلك بمثابة جني ثمار الوصول إلى وفاق عربي إسرائيلي نحو السلام الشامل عندئذ تصبح الأفكار التي تداولها اللجنة المختصة بين العرب وإسرائيل وما طرح من خلالها من وجهات نظر مدروسة لضبط التسلح في المنطقة قابلة للحوار توصلاً إلى خطوات التنفيذ بين العرب وإسرائيل.