مازالت (نافذة مهاجر( تلتقي الطيور السودانية تتلمس همومها وأوضاعها في الغربة وفي إطار سعيها لربط المغترب السوداني بالوطن التقت المغترب مبارك الطيب البشير من مواطني السوكي بولاية سنار خريج معهد الأشعة العلاجية العالي بالخرطوم، عمل بعد التخرج في مستشفى الخرطوم قسم صيانة أجهزة الأشعة وانتقل بعدها للعمل بكل ولايات السودان والآن يعمل بالمملكة العربية السعودية في مستشفى تبوك بقسم التصوير بالأشعة.. وكان لنا معه هذا الحوار: حو٭٭ بداية ما هي دوافع الهجرة والاغتراب؟ الدوافع كثيرة منها تحسين الوضع المادي لمواجهة متطلبات الحياة اليوميةلأن المرتبات في مجال العمل الصحي في السودان أصبحت ضعيفة ولا تفي بأبسط ضروريات الحياة خاصة تحت ظل الارتفاع الجنوني للأسعار بصورة شبه يومية. ٭٭ حدثنا عن رحلة عملك في المملكة؟ عملت في منطقة تبوك في مستشفى البدع لمدة عشر سنوات وبعد ذلك انتقلت إلى مستشفى (الوجه( لمدة «15» عاماً وحتى الآن مازلت أعمل بها. ٭٭ شهدت البلاد في الآونة الأخيرة هجرة لكثير من الكوادر الطبية إلى ماذا تعزي السبب في ذلك؟ هنالك العديد من الأسباب التي دفعت الكوادر الصحية السودانية إلى الهجرة أهمها ضعف الرواتب لهذه الشريحة المهمة من العمالة وتردي البيئه الصحية بالمستشفيات السودانية على سبيل المثال في مجال الأشعة الأجهزة غير متطورة ورديئة قياسًا بالأجهزة بالمستشفيات في المملكة وغيرها من الدول. ٭٭ ككادر صحي هل لديكم اتحاد أو رابطة تجمعكم لمناقشة قضاياكم كمغتربين؟ لاتسمح المملكة بإقامة اتحادات وروابط ولكن القنصلية السودانية تخصص يومًا في الأسبوع لإقامة محاضرة لكل الشرائح السودانية العاملة في المملكة كل في مجال تخصصه (مهندسين صيادلة أطباء.. الخ( ونحن كفني أشعة مخصص لنا يوم الأربعاء من كل أسبوع. ٭٭ كيف تقيم علاقتكم بالجنسيات الأخرى التي تعمل معكم في مجال الحقل الصحي؟ تربطنا بها علاقة جيدة وأكثر جنسية تقاربًا لطبيعة الشعب السوداني هم الهنود الذين يتعاملون معنا تعاملاً طيباً يشبه تعامل السودانيين خاصة أولئك الذين يعتنقون الإسلام. ٭٭ بعد هذه السنوات الطويلة من الاغتراب هل تفكر في العودة النهائية لأرض الوطن؟ من الصعب على المغترب السوداني أن يحدد فترة تقاعده عن العمل لأنه له ارتباطات والتزامات تجاه الأسرة الكبيرة فهو على عكس الجنسيات الأخرى لا يعمل من أجل نفسه وأسرته الصغيرة فقط لأنه يتولى الصرف مادياً على عدد كبير من الأفراد فلايستطيع العودة مالم يوفي بكل متطلباته تجاه الأسرة الممتدة ولكن أنا شخصياً أفكر في العودة بصورة نهائية لأني قد استوفيت التزاماتي تجاه أسرتي. ٭٭ هل تفكر بعد عودتك للوطن في العمل في نفس مجالك كفني أشعة؟ لا لن أعمل مرة أخرى كفني أشعة وإنما أفكر في إقامة مشروع تجاري. ٭٭ ماذا أخذ منك الاغتراب وماذا أضاف لك؟ أضاف لي الاغتراب الكثير من الناحية المادية واكتسبت خبرات عالمية في جميع أجهزة التصوير الفني ولكنها خصمت مني أكاديميًا فلم أستطع الحصول على شهادات علمية عليا كزملائي الذين حصلوا على شهادات ماجستير ودكتوراه وكذلك البعد عن الأهل والجيران والأصدقاء. ٭٭ كيف تقيم نشاط الجالية السودانية في تبوك؟ يوجد نشاط خدمي للجالية السودانية في تبوك وهي جالية متعاونة ومترابطة اجتماعياً فعلى سبيل المثال تساهم الجالية مادياً في إقامة الحفلات والمناسبات الاجتماعية والقومية. ٭٭ كيف تُقيم أداء جهاز المغتربين؟ أصبح جهاز المغتربين في الآونة الأخيرة يبذل مجهوداً أكبر في إنجاز العمل بسرعة أفضل ولكن مما يؤخذ عليه فرضه لضرائب كبيرة على المغتربين ونحن كمغتربين قدامى لم يقدم لنا الجهاز أي خدمة بالرغم من الضرائب الباهظة التي دفعناها للجهاز. ٭٭ أخيراً ما هو صدى صحيفة «الإنتباهة» في منطقة تبوك؟ نطلع عليها على الموقع الإلكتروني نسبة لندرة توزيعها في منطقة تبوك لذلك تنفذ من المكتبات بسرعة وأوجه شكري الخالص لها لاهتمامها بقضايا المغتربين.