استبق والي جنوب كردفان أحمد هرون زيارة رئيس حكومة جنوب السودان الفريق سلفا كير ميارديت اليوم للخرطوم بتوجيه جملة من الانتقادات لدور الجنوب والحركة الشعبية في الحرب بجنوب كردفان، ورغم ذلك وصف الزيارة بأنها مهمة لجهة أن يكون سلفا وسيطًا بين الشمال والحركة الشعبية قطاع الشمال، وطالب بأن «يمرق سلفا الدرب من بيتو»، ويتحمَّل مسؤولياته والتزاماته وفقاً لبرتكول الترتيبات الأمنية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقال: حكومة الجنوب معنية بحلحلة التزاماتها كالجيش الشعبي في المنطقتين من أجل فتح أفق جديد مع الشمال، وأضاف: نحتاج إلى أن «ننظِّف الشارع»، والجنوب معني برد التحية للشمال بأفضل منها. في غضون ذلك قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد إن وفدًا من الجيش الشعبي يضم كلاً من العميد كوج والعقيد أوين وقيادات أخرى قدموا من جوبا لاستجلاء الموقف الميداني لمالك عقار وتقديم الدعم لقواته. وقال إن مثل هذه الزيارات تدلل على التعاون اللصيق بين حكومة الجنوب والمتمردين بالنيل الأزرق وجنوب كردفان لإذكاء نار التمرد، مبيناً أن حكومة جنوب السودان ما زالت تقدِّم الدعم بصورة واضحة مما يؤكد أنها لا تحترم الحدود وسيادة الدول وتتدخل في الشؤون الداخلية، وأضاف قائلاً: لا نصنف هذا الدعم إلا في خانة العمل العدائي المتكرر والمعلن من حكومة الجنوب لإذكاء التمرد بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وكشف هارون فى برنامج «مؤتمر إذاعي» بُثَّ أمس أن الفرقتين «9 و10» بجنوب كردفان والنيل الأزرق مازالتا بقيادة سلفا كير باعتباره قائد الجيش الشعبي، ويتلقون رواتبهم من جوبا، وأن العميد جقود موجود في جوبا، بجانب الفريق عبد العزيز الحلو الموجود في «فاريا» وقيادات الحركة بولاية الوحدة، وياسر عرمان الذي يستقبل أجندات من جنوب السودان وما وراء البحار ويرسلها في اتجاه عقار والحلو. وأكد هارون أن زيارة سلفا كير للخرطوم حدث مهم في حسابات السياسة السودانية، ورأى أن الشمال لديه دين مستحق على سلفا في ثلاث محطات أولها التوقيع على اتفاق السلام الشامل، وخطابي الرئيس عمر البشير في يناير وقُبيل بدء الاستفتاء، وأضاف أن سلفا وحكومة الجنوب معنيان بإرسال رسائل موجبة لدولة الشمال، وكشف هارون عن خطة وترتيبات لعودة مواقع ولاية جنوب كردفان كافة في قبضة حكومته في وقت قريب. وقال إن الجيش الشعبي يسيطر على ثلاث محليات فقط من جملة «19» محلية بالولاية، وأضاف أن محليات «الريف الجنوبي، أم دورين، هيبان» بيد قوات الجيش الشعبي، وقال إن قضية المنطقتين ستكون في مقدِّمة المفاوضات بين سلفا كير والرئيس عمر البشير، خاصة الملف الأمني الذي كانت نتيجة الجنوب فيه «أنه ساقط برسوب كبير» مقارنة بالشمال الذي أوفى به بنسبة «100%».وطالب هارون بإطلاق سراح اللواء تلفون كوكو اليوم قبل الغد لأنه مواطن شمالي عقب الانفصال، وقال: لازم الرئيس سلفا والقيادة في جوبا تفهم أن انفصال الجنوب له تبعاته، ولا يمكن أن تحتفظ بالكيكة وتأكلها، كما طالب الجنوب بفك الارتباط بين الجيش الشعبي والفرقتين «9 و10»، وتسريح الجنود بالمنطقتين وإعطائهم استحقاقاتهم كما فعل الشمال، وأكد أن المجتمع الدولي أقرَّ بتورط الجنوب في قضية المنطقتين حسب ما جرى في حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسلفا كير في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إن هروب الجنوب عن بناء دولته بإثارة المشكلات لا يخدمه في شيء. ونفى هارون بشدة أن يكون سبب النزاع بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان هو نزع السلاح، وقال إنها «سبوبة» للتمرُّد المنظَّم في جنوب كردفان والزحف نحو الخرطوم، وكشف أن الحركة بعد أن فشلت في العمل العسكري بجنوب كردفان عمدت إلى استهداف المواطنين في مناطق الزراعة واستخدامهم لإنشاء حاجة إنسانية وتصوير الوضع الإنساني في المنطقة بأنه مأزوم. ووصف هارون الموسم الزراعي بولاية جنوب كردفان بالجيد ماعدا تأثير الأوضاع الأمنية بالولاية على القطاع التقليدي والذي يقدَّر ب «22%» حسب تقارير وزارة الزراعة، وأكد أن المجلس التشريعي بالولاية بدأ في تنفيذ إجراءات المشورة الشعبية بتكوين المفوضية، وأن التشاور يجري مع الأحزاب لمشاركتها في العملية. في غضون ذلك طالب الأمير كافي طيار البدين أمير منطقة البرام بولاية جنوب كردفان حكومة الجنوب بإطلاق سراح اللواء تلفون كوكو ابن المنطقة المعتقل حاليًا بجوبا، مؤكداً أنه بعد انفصال الجنوب لم يعد من حقها اعتقاله، ووصف ذلك بأنه اعتداء سافر على خصوصية السودان. وقال إن اعتقال تلفون كوكو كان نتيجة لمؤامرة خسيسة نفذها المتمرد عبد العزيز الحلو وعدد من قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال لإسكات صوت تلفون الذي ظل يرنُّ في رؤوسهم كاشفاً عن خداع الجنوب لأبناء النوبة في الحركة الشعبية واستغلالهم لإنفاذ مخطَّطاته دون النظر لمصالح منطقة جبال النوبة.. وهاجم بشدة حاكم ولاية الوحدة تعبان دينق واتهمه بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد من خلال فتح معسكرات للمواطنين الذين نقلهم الجيش الشعبي قطاع جبال النوبة قسراً إلى مناطق فاريانق وإيتنق، مشيرًا إلى أن تعبان دينق أسهم بصورة مباشرة في التحريض على إقامة هذه المعسكرات، مؤكداً أنهم في منطقة البرام لم تكن لهم أي صلات أو علاقات مع الجنوب.