تعالت أصوات أصدقائنا المدربين الوطنيين مع حملة الاستغناء عن عدد من المدربين الأجانب الذين لم يحققوا نتائج طيبة. ونحن مع أولادنا في هذا الأمر ولكن لا بد من فتح الحوار كاملاً للنهوض بالمهنة الأكبر وهي التدريب وليس بالضرورة أن يكون من أخفق فاشلاً.. أو من خدمته الظروف وحقق نتائج طيبة أفضل.. فالمسألة متكاملة ولهذا لابد أن يكون التقييم علمياً. المدرب الوطني هو الأفضل ولكن بعد أن يجد الفرصة الكاملة في رفع مستواه والانفتاح على المدارس العالمية وأن يُمنح الثقة الكاملة في عمله وأن يكون الرأي الفني هو الأساس في الاختيار والإحلال والإبدال ومع كل هذا أن يكون المناخ داخل أروقة النادي مشجعاً على العمل ونعني بذلك الاستقرار الإداري وعدم التدخل.. وتوفير احتياجات التدريب من صالات وغرف مهيأة ووحدة صحية وفوق كل هذا وذاك فرق سنية من البراعم للناشئين للأشبال للشباب للفريق الأولمبي وصولاً للفريق الأول.. وهذا هو الوضع المناسب والروشتة الوحيدة للعلاج. هنالك مدربون نجحوا مع فرق وفشلوا مع الأخرى منهم أجانب ووطنيون، وباستثناء بعض الأسماء العالمية فإنه لم يستقر مدرب واحد مع فريقه خاصة في المنطقة العربية.. والسودان أسوأ مثال.. والحقيقة الكبرى هي أن تغيير المدرب هي أقرب وأسهل شماعة وفي متناول الإداريين حتى يبرئوا ذمتهم من الإخفاق الذي هو لهم وكذلك بقرار إعفاء المدرب يحاولون رفع المسؤولية عن اللاعبين من أجل روحهم المعنوية أو من أجل الهروب من قرارات اختيارهم الإدارية.. وكذلك لصرف الأنظار عن الإخفاقات والسلبيات الأخرى العديدة في النادي. كان بودي أن أستعرض القائمة الطويلة من المدربين العالميين الذي عملوا في أنديتنا ولم يواصلوا غير موسم أو نصف موسم أو موسمين على الأكثر فهل جميعهم فاشلون وهل جميع القرارات الإدارية بحقهم تاريخية. والفشل والنجاح في مجال التدريب مرتبط بعدة عوامل وليس من بينها خسارة مباراة أو مباراتين ولكن للأسف الوضع السائد عندنا وعند الدول التي تجاورنا هو أن الفريق كسب المدرب يبقى والإدارة فوق الأعناق أما إذا خسر الفريق فإن الشماعة جاهزة. نقطة.. نقطة قبل أكثر من ثلاثين سنة التقى المريخ في جدة مع الأهلي الذي كان يدربه تيلي سانتانا وكان يدرب المريخ أخونا حسن محمد عثمان دقنو.. وفي تلك المباراة كسبنا الأهلي بهدفي عاطف القوز والمرحوم سامي عز الدين ولم تطرد إدارة الأهلي سانتانا وتفكر في التعاقد مع دقنو.. ويومها كتبت في صحيفتي الشرق الأوسط والأيام عن المباراة وأطلقت على مدربنا (تيلي دقنو) أسأل الله له العافية والصحة. من أمثلة قصر النظر عندنا أننا لا ننظر كثيراً بعيداً عن مواقع أرجلنا والدليل أننا نسارع بالتعاقد مع مدربين استغنت عنهم أندية أخرى كما نفعل مع اللاعبين.. ولا يزال كثيرون يسألون عن الألماني رودر وإمكانية عودته رغم أنه خارج قائمة المدربين الألمان المعتمدة.. ولكن ساعدته ظروف وفاز مع المريخ ببطولة إفريقية.. كانت فيها الظروف أفضل وتشكيلة اللاعبين أفضل. لدينا مدربون كبار أثبتوا نجاحاً في الداخل والخارج ولكنهم لا يعملون حالياً.. والعيب فينا وليس فيهم وإلا فأين قائمة تضم المايسترو يوسف مرحوم والأستاذ شوقي عبد العزيز وفوزي التعايشة وعبد العال ساتي وعمار خالد مع تحية خاصة للنادي الأهلي الذي أتى بالكابتن التاج محجوب وأهلي مدني الذي أعاد المدرب الأول في البلاد الأستاذ سيد سليم.