اليوم رغم اتفاقية السلام وفصل الجنوب، ما يزال (لواء السودان الجديد) ينشط في نقل الحرب إلى الشمال. في مارس 1995 أعلن (التجمع الوطني) تكوين (لواء السودان الجديد) لنقل العمل المسلّح والتفجيرات من جنوب السودان إلى الخرطوم ومدن شمال السودان. في أبريل 1995م وفي شريط ڤيديو بثَّه تلفزيون (بي. بي. سي) الخدمة الدولية، ظهر جون قرنق يخطب في معسكر للمتمردين في جنوب السودان، موضحاً أن (لواء السودان الجديد) الذي تمّ تكوينه سينقل الحرب إلى الخرطوم. كان جون قرنق في هذا اللقاء يخطب بحضور جنود أريتريين يشاركون حينها في القتال إلى جانب متمردي جون قرنق. كما ظهر إلى جانب جون قرنق مسؤولان أريتريان حينها هما (ولد برهي) قائد القوات الأريترية الخاصة، و(ولد داويت تمسقن)، الذي كان يشغل منصب الملحق العسكري الأريتري في أديس أبابا. في يونيو 1995م في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية، تمّ الإعلان عن اعتماد العمل المسلّح للإطاحة بنظام الحكم في السودان وإلغاء الشريعة. في 2/7/1998م في نشرة الخامسة بتوقيت قرينتش في برنامج فوكس أون أفريكا Focus on Africa اعترف الناطق باسم التجمع الوطني عن مسؤولية محاولة التفجيرات في الخرطوم ولم ينفِ مسؤولية التجمع الوطني عن الحادث. في 25/6/1998م كشفت إصدارة (فورن ريبورت) البريطانية Freign Report (المعروفة بصلاتها الوثيقة بالإستخبارات الإسرائيلية)، كشفت أن عناصر (التجمع الوطني) تتلقى تدريبات على حرب العصابات على يد الإسرائيليين في القاعدة العسكري الإسرائيلية التي أقامتها تل أبيب في جبال (محل عقار) MAHAL AGAR، على الحدود الأريترية السودانية. كما كشفت عن تدريب إسرائيل عصاباتها السودانية صحيفة (التايمز) اللندنية الصادرة يوم السبت 27/6/1998م. اليوم لا يزال تنفيذ ذلك المخطط يجري حسب الخطة المرسومة. كلّ ما حدث تغيير أسماء الواجهات. حيث استبدل اسم (التجمع الوطني) ب (الجبهة الثورية). حيث استبدلت أسمرا عاصمة (التجمع الوطني) ب (كمبالا) عاصمة (الجبهة الثورية). في 1995م أعلن (التجمع الوطني) في عاصمته السياسية والعسكرية (أسمرا) عن (إلغاء الشريعة) وإسقاط الحكم في السودان عن طريق السلاح. في كمبالا العاصمة السياسية للجبهة الثورية، كان إعلان (الجبهة الثورية) عن (الفجر الجديد) الذي أعلن العلمانية و(إلغاء الشريعة). كان إعلان (الفجر الجديد) في كمبالا، حيث أموال الإستخبارات الأمريكية المغسولة بواسطة وزارة الخارجية الأمريكية عبر (الوقف الوطني للديمقراطية)، تتدفق بسخاء وهي تنفق على نشاط الجبهة الثورية ضد عقيدة السودان ووحدة السودان وسلامة شعبه. ومن (جوبا) العاصمة العسكرية (للجبهة الثورية)، ظلَّ يتدفق الدعم العسكري (للجبهة الثورية)، لتحتل جنوب كردفان بأكمله. ولاية جنوب كردفان هي أطول ولاية سودانية لها حدود مع دولة الجنوب. كما تحتل الفرقتان التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي الأراضي السودانية في النيل الأزرق وجنوب كردفان. مثلما كانت إسرائيل حاضرة في نشاط (التجمع الوطني). كذلك هي حاضرة تسليحاً وتدريباً واستخباراتٍ في أنشطة (الجبهة الثورية)، لتنقل عبر الطبعة الجديدة ل (لواء السودان الجديد) المذابح الجماعية والدماء إلى مدن وأرياف لشمال السودان والعاصمة الخرطوم. مثلما وجِدت أريتريا في (لواء السودان الجديد)، كذلك كان هناك جثث قتلى في أبوكرشولا وجدت في جيوبهم بطاقات هوية أريترية. مثلما وجِدت أوغندا في (الأمطار الغزيرة) في عهد قرنق، كذلك وجد جنود يوغنديين قتلى في أبو كرشولا وتمَّ العثور على بطاقات هويتهم في جيوبهم، بعد أن لقوا مصرعهم على يد الجيش السوداني حملة الإعدامات الدامية رمياً بالرصاص في (أبوكرشولا) والمذابح الجماعية والمجازر الإثنية والتطهير العرقي والإغتصاب وتزويج المتزوجات ونهب الممتلكات والترحيل القسري للمواطنين كما حدث في أبوكرشولا، واغتيال القيادات التي اختارت خيار السلام، هي ما ينتظر بقية السودان في الفصول القادمة من تمرد (الجبهة الثورية). الشيوعي عبد العزيز الحلو الذي أصبح يعيش في الخط الفاصل بين الحياة والموت، ولا يوجد حتى الآن إثبات بأنه على قيد الحياة، وكذلك الشيوعي ياسر عرمان والشيوعي إدوارد لينو، يعيدون في السودان اليوم، وهم على طريق الشيوعي الهالك جون قرنق، وباسم (الجبهة الثورية)، يعيدون إنتاج الإنتهاكات الإنسانية وجرائم سلفهم وراعيهم الشيوعي الهارب مانقستو هايلي ماريام الذي بعد أن قتل قياداته (أمان عندوم) و(تفري بنتي) و(أتنافو أباته)، وغيرهم، بدأ حكمه بإعدام (60) من كبار رموز الحكم في عهد هيلاسلاسي رمياً بالرصاص وبقتل الإمبراطور نفسه مع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية. وذلك ريثما تبدأ الحملة الدموية التي اشتهرت باسم (الرعب الأحمر) ضد الطلاب والشباب وكافة قطاعات الشعب بلا استثناء. تلك هي السيناريوهات الشيوعية التي تسعى (الجبهة الثورية) لتنفيذها في السودان. حيث بدأ(الفجر الجديد) تلك السيناريوهات في أبوكرشولا !. لكن سواء عاجلاً أم آجلاً، فإن (الجبهة الثورية) ستسقط لا محالة، بمجرد رفع مظلة (جوبا) عنها. على (جوبا) ألا تخطئ الحساب، وألا تراوغ، وأن تتأكد أن رعايتها لبرنامج (الجبهة الثورية) المسلح ضد السودان لإعلان قيام (السودان الجديد)، ستكون نهايته وبيلة. ستكون نهايته سقوط (جوبا) وسقوط (الجبهة الثورية) !.