تصوير: متوكل البجاوي شارع (أوماك) هو ذلك الشارع الذي يفصل بين إمتداد ناصر ومدينة الرياضبالخرطوم، وينقسم (أوماك) حاليًا إلى أوماك شرق وأوماك غرب. من الشرق يمتد حتى شارع النيل، وأمَّا من الغرب فيمتد حتى شارع عبيد ختم ويقاطعه شارع الستين، جاءت تسميته ارتباطًا ببقالة (أوماك) التي أُنشئت في عام (1979م)، وبالرغم من المحاولات العديدة لتغيير اسم الشارع إلى (الدبابين) ثم إلى (النخيل) وأخيراً إلى الأديب (الطيب صالح) لكن الحس الشعبي كان هو صاحب الموقف... (الإنتباهة) بدأت البحث عن صاحب اسم (أوماك) وماذا يعني ذلك الاختصار، فعثرت على صاحب (أوماك) الأستاذ عثمان محمد خير فجلست معه لتتعرف على جوانب من حياته وماذا تعني له (أوماك)... مَن أوماك؟ (omak) (أوماك) ترجع لصحابها عثمان محمد خير من مواليد (1951) من أبناء الولاية الشمالية منطقة الجابرية، درس المرحلة الابتدائية بالدبة والوسطى بمدرسة كورتي الثانوية بمروي ثم التحق بجامعة الخرطوم كلية الآداب وتخرج فيها عام (1973)، ثم ابتُعث بعد عمله بالخدمة العامَّة لدراسة نظم الإدارة الحديثة بإنجلترا، رجع بعد عامين، وبعد ذلك لم يواصل في الخدمة المدنيَّة وبدأ اتجاهه نحو العمل الخاص في مجال تجاري بحت، وبعد عام من عودته من إنجلترا سافر إلى أمريكا في عام (1978) وعاد في (1979)، إضافة إلى ذلك كان عثمان في المرحلة الثانويَّة عضوًا باتحاد الطلاب، وفي الجامعة رئيسًا لجمعية تطوير الريف السوداني التي قدَّم من خلالها مختلف الخدمات على مستوى مدن السودان، وأيضًا كان عضوًا في بيت الشباب وجمعية حماية البيئة والآن يشغل منصب نائب رئيس منظمة سلامات الطبية بالسودان وممثل لمنظمة سلامات الطبية بالسودان ورئيس رابطة خريجي مدرسة مروي الثانوية التي تستعد هذه الأيام للاحتفال باليوبيل الذهبي للمدرسة باعتباره أول دفعة تخرَّجت في تلك المدرسة. من أين جاءت فكرة (أوماك) وعن فكرة (أوماك) قال عثمان: جاءت من أمريكا بفكرة سلسلة البقالات وخاصَّة أنني في أمريكا أُعجبتُ بفكرة (7 11) عبارة عن بقالة سريعة، وكنت أود أن أنقل تلك الفكرة إلى السودان، لذلك بدأتُ بسلسلة من ثلاث بقالات تحمل اسم (أوماك) في الفترة ما بين (1979) إلى (1980) وأول بقالة كانت في الملازمين أم درمان بالقرب من حديقة الأزهري، والثانية في إمتداد ناصر، والثالثة في الرياض شارع المشتل، بجانب ذلك توسَّعت في مجال المواد الغذائيَّة، وأضاف عثمان: كنت أمتلك خلفيَّة في المجال الزراعي، في عام (1975) بدأتُ العمل في الزراعة، فاستعنت بمجموعة صغيرة من المزارعين المصريين لزراعة القرنيط والفلفل ومجموعة من الخضروات الحديثة، نجحتُ في الصادر لكن توقفتُ وقتها ثم عاودت العمل في الشراء من المنتجين من الشركات التي كانت تعمل آنذاك في مجال الخضروات واللحوم، كما أسستُ النقل المبرد ومخازن مبردة وكان التوزيع آنذاك على مستوى المدن الريفيَّة بالسودان. (أوماك) ماذا تعني؟ وحول معنى (أوماك) أوضح عثمان أنها اختصار لعثمان محمد خير، لافتًا إلى أنه اسم عمل، وحول اختيار ذلك الاسم قال عثمان إن الاسم جاء صدفة عندما ذهبتُ إلى المسجل التجاري في عام (1976) لعمل اسم تجاري وقدَّمت عددًا من المقترحات لكن قوبلت بالرفض، وأثناء جلوسي في مكتب المسجل التجاري وضعتُ تلك الاختصارات عن طريق الصدفة، وتمت إجازتها لي من قِبل المسجل التجاري، وأضاف: في عام (1984) أسستُ شركة (أوماك) التجاريَّة، أمَّا بالنسبة لملكيته لبقالة (أوماك) الحاليَّة بإمتداد ناصر فقال إن البقالة وقطعة الأرض تم بيعها من قبل أحد أقاربي من غير وجودي وتصرَّف في المبنى بغيابي وقام ببيعه، لافتًا إلى أن (أوماك) الموجودة حاليًا لا تمتّ له بصلة، بينما وصف لنا عثمان شكل شارع (أوماك) في بدايته، فأوضح أن شارع عبيد ختم الحالي لم يكن موجودًا والشارع الوحيد الموجود آنذاك في المنطقة هو شارع مختار محمدين، كما أنَّ مدينة الرياض الحاليَّة كانت في بدايتها وكانت البقالة من المعالم الشهيرة والبارزة بالشارع، وأشار إلى أنَّ البقالة كانت كبيرة وذات شهرة واسعة ويوجد بها في ذلك الوقت مختلف المواد الغذائية المستوردة التي يحتاج إليها الأجانب خاصَّة، كما كانت البقالة تشتمل على مكتبة، ويوجد بجانب المواد الغذائيَّة اللحوم بأنواعها المختلفة الطازجة والمعلَّبة بجانب الخضروات والفواكه، وبالنسبة لتسمية الشارع أشار عثمان إلى أنهُ لم يسعَ لتسمية الشارع لكن سُمِّي وفقًا للحس الشعبي، وزاد في حديثه أن هنالك محاولات كثيرة لتغيير اسم الشارع إلى (الدبابين) ثم إلى (النخيل) وأخيرًا إلى شارع الأديب (الطيب صالح) لكن كل تلك الأسماء التي أُطلقت على شارع (أوماك) لم تستطع أن تغيِّر ذلك الاسم الذي طغى على الحس الشعبي. حياة (أوماك)؟ تزوَّج عثمان محمد خير من ليلا عبد القادر حسين، والدها من القطينة وأمها من ود البني، وقال عثمان: كانت ليلى تعمل معي بالمحاسبة في شركة (أوماك)، وأضاف رُزقت منها بعدد من الأبناء: سارة تدرس مختبرات طبية بجامعة الخرطوم، وعزَّة تدرس العلوم بجامعة الخرطوم، ومحمَّد ممتحَن شهادة ثانويَّة، والصغرى مي صاحبة التسع سنوات في السنة الخامسة من مرحلة الأساس، وذكر عثمان أن له في حياته محطة مع التلفزيون القومي حيث عملتُ مذيعاً متعاوناً في برامج السهرة في الفترة من (1973) إلى (1977)، وقدمتُ عددًا من برامج السهرة بالتلفزيون القومي منها سهرة (سلامات) و(مزامير) و(منابر) التي كانت لي فيها حلقة أعتبرها من الحلقات المميَّزة حيث قدمتُ فيها فكرة أطفال الأنابيب في ذلك الوقت واستضفتُ فيها الدكتور حداد استشاري النساء والتوليد، وتعاملت في تجربتي مع المخرج عصام الصايغ وبدر الدين حسن والمطبعجي، وأيضًا طرقتُ باب الصحف فأنشأت أول صحيفة سودانيَّة اقتصادية هي صحيفة (الساحة التجارية)، كما أمتلك شركة (أنغام للإنتاج الفني والإعلامي) حيث أنتجتُ ووثقتُ لعدد من قدماء الفنانين السودانيين منهم الفنان عثمان حسين وعبد العزيز داود وخليل إسماعيل وزيدان إبراهيم ومحمَّد ميرغني وآخرون، حديثًا دخلت في المجال الطبي، وحاليًا أسكن بشرق النيل، وذلك لأني بدأتُ أتجه نحو الزراعة. (أوماك) الحاليَّة (أوماك) الحاليَّة يمتلكها إبراهيم الطاهر (أبودرق) التقيتُه من أجل أن أعرف منه كيف اكتسب هذا الشارع اسمه، فابتدأ حديثه بأن بقالة (أوماك) في بدايتها كانت ذات شهرة واسعة وذلك نظرًا إلى صغر العاصمة آنذاك ولعدم وجود سوبر ماركت بحجمها لموقعها المتميِّز، وأضاف: بالرغم من تغيير اسم الشارع إلى عدة أسماء إلا أنها لم تمحُ اسم (أوماك) الذي يحمل الحس الشعبي، وأضاف: كانت لي محاولة لتغيير اسم (أوماك) من البقالة ووضعت بدلاً منه اسم (أبودرق) لكن بسبب طلب العديد من الناس أرجعتُه مرة أخرى..