الضرس هو ذلك الفارس المغوار الذي يقوم عليه العبء الأكبر في عملية مضغ وإعداد الطعام ولعل له مجاهدات وملاحم شرسة مع سيد الطعام وما جاوره من العظم امتثالاً للقاعدة التي تقول: (كُل من اللحم ما جاوره العظم). أما الأسنان الأمامية فإن وظيفتها الرئيسة الدبلوماسية وحسن المظهر والابتسامات لذا يطلق عليها (الضحاكات). وإن كان لها وجه آخر يتمثل في التكشيرة. { نصيحتي عزيزي القارئ أن نهتم كثيراً بالأضراس ولعلكم تدركون مغزى المثل الذي يقول: (يات اليحوشك يقلع ضروسك). فإذا ألمت بالمرء نائبة (لا قدر الله) وقلعت الضروس فستحرمه كثيراً من الاستمتاع بسيد الطعام. فالمضغ كما نعرفه (قزقزة) لا بد منها.. أما (الكدكدة) فهي بالأسنان الأمامية التي تهتم بأمر التسالي والدوم.. وقد تؤدي وظيفة (القرِم). لكن المهام الشاقة التي يعول عليها كل الجسم يقوم بها ذلك الجندي المجهول (الضرس).. اهتم به صديقي قبل أن يهرم.. ولي معه تجربة سأحدثك عنها بعد أن ودعته.