٭ من الواجب أن نكتب عن كياناتنا العظيمة التي بسببها نال السودان المكانة الريادية في العالم العربي، ونلاحظ أنها في طريقها للانهيار التام والتوقف عن ممارسة دورها حتى على المستوى المحلي، ومن هذه الكيانات التي لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تربيتنا وتقديمنا للعالم.. تلفزيون السودان.. ونكاد نكتب ونحن نرى رأي العين المجردة انهيار هذا الكيان بعد أن تحولنا من مرحلة ضرب الكف بالكف. ٭ تلفزيون السودان يعيش حالياً أسوأ ظرف، ولو لم يكن العاملون فيه أسياد وجعة وحب جارف لهذا الكيان لحدث الانهيار قبل سنوات في عهد مديره الحالي محمد حاتم سليمان، والذي يمضي حتى اليوم الى عامه التاسع، وهي فترة لم ينل مثلها عمالقة وأعمدة هذا الجهاز مثل الأب المؤسس البروف علي شمو، أو مثل صاحب النقلة الفضائية التي نال بها التلفزيون وسام الإنجاز وهو المهندس الطيب مصطفى. ٭ حينما نكتب ونحذِّر من انهيار تلفزيون السودان فإننا نمارس دورنا الوطني والمهني والانتمائي، ومن أجل هؤلاء الرجال الذين يعملون في ظروف قاسية وهم الذين يمثلون أعمدة أجهزة التلفزيونات العربية والمحلية.. ولم تلن منهم قناة ولم يتأثر مستواهم العملي بهذه الظروف القاسية، والدليل أن من يعمل منهم حالياً في القنوات المحلية يعمل برتبة مبدع حتى لو كان اتجاههم في معظمهم للقنوات المحلية من أجل توفير لقمة العيش التي لا يوفرها لهم محمد حاتم سليمان وديونه. ٭ طلب مني العشرات من العاملين في التلفزيون مواصلة الكتابة حول هذا المصير المحتوم، وهم يسمعون بأن الأمل في تغيير الإدارة الحالية يتبدد، ويشاع أن جهات عليا وعليا جداً تتمسك بهذا الفشل، ويكفي أن التلفزيون وصل لأول مرة في تاريخه إلى أساليب الاعتصام وصلاة الحاجة ودعاء القنوت حتى يكون لهذا الليل آخر.. ومع هذا لم يتأخروا عن واجبهم المهني. نقطة.. نقطة!! ٭ تلفزيون السودان المؤسس لاتحاد الإذاعات العربية في الخرطوم في فبراير عام 1969.. سيغيب لأول مرة عن اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد في الأيام المقبلة بتونس، وهو المجلس الذي يضم كل مديري التلفزيونات العربية عدا خمسة فقط.. وهم 25 في المائة تسقط عضويتهم وينتخب مثلهم.. ولم ينتخب السودان في الجمعية العامة الأخيرة في القاهرة العام الماضي، بل لم يرشح تلفزيون محمد حاتم سليمان، ولم يسدد الاشتراكات والمديونيات. ٭ قطع الصورة.. وتجبيصها لثوانٍ ثم لدقائق صار أمراً مميزاً في تلفزيون السودان الذي انقطع إرساله ورئيس الجمهورية يلقي خطابه في المجلس الوطني.. وكان هذا صورة من صور الانهيار المتوقع. ٭ الشراكات العجيبة التي أقامها محمد حاتم سليمان وقامت بها قنوات النيلين الرياضية وسنابل للأطفال والدراما، كشفت الحال المايل في الشراكات، وتوقفت قناتا الأطفال والدراما، فيما تواصل قناة النيلين التي كشفنا في حلقات سابقة حالة الفوضى المالية والإدارية بها بالمستندات والوثائق. ٭ يرى العاملون في تلفزيون السودان أن المدير يتمتع بقدر هائل من الذكاء يجعله يواجه الحملات وثورة العاملين، ولكنها مواجهات لا تهدأ إلا لتتدافع من جديد.. وحتى الحلقة القادمة لنواصل.