تمثل الأسرة الركن الأساسي في بناء المجتمع، وذلك لأن انتماء الفرد لمجتمعه يتم عبر انتمائه لأسرته التي تشكل الخلية الأولى التي يترعرع الفرد داخلها، وهي دوام الحياة البشرية، وعمارة الكون على وفق ما شرعه الله، ويعرف من خلاله ما هو مقبول او مرفوض اجتماعياً، ورغم أن الأسرة من المفترض ان تقوم بدورها السوي في المجتمع من خلال تشريب الناشئة من الأبناء والبنات المعايير والقيم التي تحافظ على أمن المجتمع، ولكن في كثير من حالات أبناء المغتربين وما تعتريهم بعض الظروف التي تغلب عليهم في كثير من الأحيان، حيث نجد تبدل حياة الاغتراب لدى الكثير من أبناء الجالية بسبب انخفاض المستوى التعليمي لديهم شخصياً والذي لا يوفر لديهم خبرة مهنية كافية، ومن ثم يندفع البعض منهم إلى امتهان مهن لا تتطلب الخبرة بأجرٍ زهيد، وقد تؤدي هذه الحالة إلى تذبذب في العمل وحدوث بطالة، وتعد هذه الظاهرة التي انتشرت مؤخراً وسط أبناء الجالية السودانية المقيمة هي واحدة من أهم المعضلات التي أدت إلى توقف بعض أبناء المغتربين عن الدراسة لضيق ذات اليد، وإن معرفة هذه الشريحة من أبناء المغتربين تظهر إبان ظهور نتيجة الطلاب الممتحنين الشهادة العربية، حيث نجد نسب القبول لدى أبنائهم وبناتهم عالية جداً، وإن الأسر التي نحن بصددها ونصفها بالفقيرة في الغالب تدفع أبناءها إلى ترك مقاعد الدراسة لضيق ذات اليد والنزول إلى ميدان العمل الهامشي.. فالانقطاع عن التعليم لدى أبنائهم الطلاب قد يفقدهم أهم الفرص للخروج من دائرة الفقر، كما ان الفقر بحد ذاته تختلف أسبابه وتؤدي إلى بروز بعض المشكلات الاجتماعية كإدمان المخدرات، وازدياد ضراوة العنف وسط الأسرة بسبب الجهل، وارتكاب الحماقات، أو تعاطي الكحول، أو حب التسلط داخل الأسرة، وزيادة الضغوط النفسية والمادية، وكثرة مشكلات الحياة، وإرادة التشفي والانتقام، وكل هذه قد تكون خارجة عن إرادة الفرد أو الأسرة......