لعل الاجتماع الذي يضم قادة معارضة الشرق «الشيوعيين» والذي يعقد في الثامن عشر من الشهر هذا.. في أسمرا يتم دون علم الحكومتين.. ولعله لا صلة له بتسخين مسألة الشرق الآن. فالمصادفات الآن تدير رأسنا. ونقرأ.. ونجد أن مدير مكتب شخصية ضخمة.. كان شيوعياً شديد النشاط.. وأن من يدير مخابرات التمرد من كندا هو ابن أخ شخصية قانونية ضخمة. وأن مدير مكتب ضخم في الخرطوم هو قريب عبد الواحد نور. ولعلها مصادفة أن أحدهم يظل يدعو قطاعاً معيناً من الشباب إلى فندق معروف في الخرطوم.. وأجانب هناك.. ثم سفر إلى فرنسا .. ثم.. ولعلها مصادفة أن صديقه السيد «عوض» هو من يدير الآن مجموعة «المهمشين». ولقاء سري في غابة الخرطوم 6/4/ يحدثه آدم.. يحدثهم عن «الخلايا النائمة» في الخرطوم. ومصادفة غريبة أن السيد«الجميل جداً» الذي يقود مخابرات مناوي الآن، كان يعمل لمخابرات الخرطوم ويخون..!! ويسجنونه سجناً هيناً.. ثم يلحق بقيادته الحقيقية.. مناوي. وفي لقاء الغابة إشارة إلى السيد «قنديل...» بصفته مسؤول الخلايا النائمة.. والسيد قنديل لا يزال يدير تجارة جيدة في الخرطوم. وصلة صغيرة بين الأسماء هذه وغيرها تكفي لصناعة شبكة مخابرات هي ما يدير رأس السودان اليوم. واللقاء هذا.. وألف لقاء آخر لهدم السودان ما يسبقها كان هو مشهد لقاء أحمد عربي مدير مخابرات مناوي الآن وأحد المجاهدين من ساحات الفداء عام 2003م. وما بين ركن.. وقريضة عام 1997م كان أحمد هذا والمجاهد هذا يتقاسمان خندقاً واحداً.. والمعارك لا تتوقف وأحمد من قادة المجاهدين. وعام 2003 والمجاهد نفسه يهبط قريضة بطائرة تخص قناة الجزيرة للتصوير هناك. وأحمد عربي يعتقل مصور ساحات الفداء ليقتله. أحمد أصبح مديراً لمخابرات مناوي. «3» ليس عملاً فردياً .. هو ما ردَّ الأمور على أعقابها. ومدهش أن من يبدأها هو «ليلة المصاحف» التي يعلن فيها الترابي حل الحركة الإسلامية عام 1990م. والأمر يصبح هو سلسلة تحلل جسد السودان. «4» وعام 1970 كان الشيوعيون أيام النميري يقدمون الضربة الأعظم. الشيوعين قاموا بحل الإدارة الأهلية. بعدها .. الخرطوم يصبح لا سلطان لها على أحد في الأقاليم، ولا المشايخ هناك لهم سلطان على أحد. بعدها.. الانفلات.. من يضع في يده السلاح كان هو حكومة الصادق. بعدها على الحاج يأتي بما يسميه «الحكم المحلي». والحكم هذا يجعل من كل قبيلة حكومة مستقلة. والحكومات هذه تقتتل. ومجموع الاقتتال هذا شرقاً وغرباً هو ما يصنع حريق السودان اليوم. «5» ومن يرد الإسلاميين على أعقابهم ومن يشعل السودان والمجتمع ومن يفعل.. ويفعل.. مستخدماً أسلوباً قديماً رائعاً يتجدد