حبوب منشطة ومخدرة تروجها النساء وسماسرة يعملون مرشدين..صيدلاني: من سلبيات الحبوب أنها تؤثر على القلب والضغط وتسويقها جريمة..أوساخ ومياه راكدة وتلوث بيئي ينتظم السوق.. أم درمان: عوضية سليمان الممنوع موجود، وليس من الصعب أن تتحصل على حبوب منشطة للرجال مجهولة التسويق ومعروفة لشركات سودانية من جميع الأنواع داخل السُّوق الشعبي أم درمان، ولا يخطر ببالك أن الرواكيب الصغيرة والطبالي التي تبيع بها النساء العطور البلدية والكريمات ستار لترويج الحبوب... (الإنتباهة) اقتحمت السُّوق في دور المحقِّق وقامت بشراء الحبوب وكانت المفاجأة وجود كمية متوفرة من جميع الأنواع المخدِّرة والمنشطة تروِّجها نساء مرسومة على ملامحهنَّ قلة الحيلة والعدم يروِّجنها نهارًا والشرطة لا تبعد أمتارًا من موقع الجريمة... تقمَّصتُ شخصية المحقِّق لأعرف كيفية البيع والتعامل مع الزبون ومدى انتشارها وتسويقها، ولكن وجودها كان بمثابة قنبلة موقوتة بعد ما أكَّدت جهة الاختصاص خطورتها صحيًا واجتماعيًا، وجود تلك الحبوب يجعلنا نتساءل: أين الرقابة وجهة الاختصاص؟ وكيف انتشرت داخل السُّوق؟ وما الهدف من بيعها؟ الربح أم الفساد؟ لماذا كل هذا التهاون؟ أمَّا عن حال السُّوق فتحفُّه الأوساخ من كل جانب، وهناك غياب تام للمحلية، علمًا بأن هنالك مبلغ (51) جنيهًا يُدفع شهريًا و(20) جنيهًا تدفع في نصف الشهر وتسمى (رقعة)، وهذا ما أكده بعض أصحاب المحلات. كيفية إيجاد الحبوب ليس هنالك معاناة توصف وليس من الصعب أن تجد حبوبًا منشطة ومخدِّرة وأخرى لزيادة الوزن وغير مصرَّح بها وممنوعة متوفِّرة بكثرة داخل رواكيب صغيرة وفي (طبالي) اتخذها أصحاب المهنة ستارًا لتخبئة الجريمة يجلسون الساعات الطوال لبيع (الفساد الأخلاقي) ويخلطون الرزق الحلال بالحرام من أجل المال. عند ما وصلتُ إلى السُّوق الشعبي أم درمان سألتُ عن سوق النساء بائعات العطور البلديَّة والكريمات فدلُّني بعضهم على عمارة (دقيس)، توجَّهت إلى هناك وسألتُ أول امرأة تجلس في بداية الصف، وضَّحت لها الغرض المتمثل في أني بصدد شراء حبوب منشِّطة للرجال، لم تستغرب طلبي وسرعان ما ردَّت: (الطلب ده لا يوجد إلا عند امرأة واحدة غير موجودة الآن ويبدأ عملها من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة الثانية عشرة، اذهبي واحضري لاحقًا)، تركتُها وأنا مُصرَّة على أن أجد الطلب في السُّوق، ذهبتُ إلى امرأة أخرى في آخر الصف وجلست بجوارها بكل هدوء، وضَّحت لها فقالت أوصف لك: اذهبي حتى نهاية السُّوق جوار محل الفحم تجدي كشكًا فيه فلان، قولي له إنني أتيتُ لك بتوصية من فلانة، ذهبتُ إلى الشخص المعني فاستخرج لي كمية كبيرة من حبوب زيادة الوزن منها (النجمة) و(المسجور) و(تشاهد غدًا) و(جاري الشحن) و(الجيران اتفاجأوا) و(سد مروي) و(الثورة بالنص) و(الانفصال) و(ندى القلعة) وغيرها، قلت له لا أبغي ذلك وأنت تعرف قصدي، فقال: طلبك ده عند شخصية واحدة وبتحضر المساء لأنها مطاردة من جهاز الأمن وفي المساء الرقابة بتقل. أنت من الزبائن كانت عزيمتي قوية ولم أيأس، ومنه رجعتُ إلى التي دلَّتني عليه فقلت لها لم أجد، فدلتني على صاحب كشك آخر، ذهبتُ وأنا مُصرَّة أن أجد الطلب، لكني وجدتُ الكشك مغلقًا، سألت جاره، قال: انت عايزة شنو؟ انت من الزباين؟ قلت: نعم، قال: خلاص تعالي، دخلت إلى الكشك، واستخرج لي كمية من الحبوب، قال لي اختاري نوعك العايزة، قلت له: أنا ما بعرف لكن عايزة حبوب منشطة للرجال، قال لي عارفة اسمها قلت لا، قال: خلاص انتظري هنا برجع ليك، تقدم خطوتين وسألني انت شغالة شنو ما تكوني في الأمن تجيبي لي هوا وشكلك ما غريب علي، قلت: لا، ما في الأمن، أنا زبونة، ذهب وجلست في كرسي أمام المحل، بعد بضع دقائق جاء الصبي وبيده كيس ملفوف دلف به إلى داخل الكشك، قال: افتحي الشنطة أدخلهم بداخلها، سألته عن باقي المبلغ، فقال لي: يا أخي انسيه أسي كان قبضوني قروشك بتحلني، وخلينا زباين يابت الخالة، وسلمي علي خالتي، كان ذلك من باب التمويه حتى لا يشك أحد في الأمر، وقبل أن أغادر المحل أعطاني نصائح، لا تعودي لشراء الحبوب مرة أخرى، أرسلي رجلاً، وذلك لأن الرجل لا يشك أحد فيه، وكنت وقتها ألبس نظارة سوداء، قلت: نعم، وذهبت وأنا أكثر ارتياحًا بعد ما نجح مخطَّطي الصحفي وأحمل بيدي جريمة فساد منتشرة في الأسواق وكأنها من طلبات اليوم مع قفة الملاح!! بيع العرض الخارجي عند مدخل السُّوق تواجهك أكوام من الأوساخ ومتبقيات المطاعم والمياه الراكدة، الرائحة غير الكريهة جوار موقف مواصلات، ووجود رواكيب الحلاقة على العراء بحيث تلوث الأجواء والمشروبات على الباعة والمارة وأن السُّوق تحفُّه الأوساخ من كل جانب ويفتقر إلى التنظيم وهذا مما دعانا أن نستوقف سائق رقشة يُدعى الطيب، قال: هنالك مشكلة تواجه السُّوق غير الأوساخ هي أنَّ المحلية بعد أن قامت بإيجار الدكاكين لم تكتفِ بذلك بل قامت بإيجار العرض الخارجي وأصبحت البضائع تُعرض على قارعة الطريق مما خلق زحمة للمارَّة والرقشات، وإذا سألتهم يقولون نحن ندفع للمحلية، وفي ذات السياق قاطعه المواطن قرشي، قال: هذا هو السُّوق الوحيد الوسخان رغم دفع الرسوم والضرائب وملاحقة المحلية، وأين تذهب القروش؟، ونتمنى أن يجيء زائر من المسؤولين ليرى فضيحة السُّوق، وقال: هنالك زحمة في موقف البصات السفرية وإزعاج من المسافرين والركِّيبين ومن المفترض أن تتوجه البصات إلى الميناء البري، وأضاف: هنالك عدد كبير من الحبشيات يعملن في الشاي وخلقنَ فجوة للعطالة والجلوس لوقت طويل، وفي ذات السياق قال أحد التجار إنَّ السُّوق (وسخان)، وندفع مبلغ (51) جنيهًا شهريًا ولم يقف الأمر عند ذلك بل يلاحقنا المحصِّلون بدفع مبلغ (20) جنيهًا وهذه يسمونها (رقعة) نصف الشهر، واشتكى مواطن فضَّل حجب اسمه من وجود الحبش داخل السُّوق وتحديدًا الحبشية التي تجاوره، تحمل اسم (ه) وتتسبب في إزعاج وفوضى وعدم احترام الجار برفع صوت الكاسيت بجانب الخلافات والمشكلات والضرب وأشياء كثيرة. الحبشية الحبشية (ه) نُسجت روايات كثيرة من عمال السُّوق بأنها تضع لنفسها مقرًا في قلب السُّوق وتُشعل البخور وتشغل الكاسيت بأغانٍ حبشية ولذلك يتجمَّع حولها عددٌ من الرجال والسواقين والشباب لشراب القهوة والشاي ولديها تسويق عالٍ في الشراء لشهرتها في تجهيز الشاي والشيشة، وأصبح مقرُّها استراحة للعطالى وارتكاب الجرائم وأن (ه.) لها شعبية كبيرة تحميها من المحلية من قبل الزبائن، وهذا ما أكده أحد جيرانها في السُّوق حيث قال إن المشكلات تكثر داخل مقرها بسبب الفتن، وأضاف أنها قامت بضرب أحد الصبية يعمل في نظافة العربات ببرطمانية السكر على رأسه مما دعا إلى انتقاله إلى المستشفى وفتح بلاغ في قسم الشرطة، وهنالك خلافات كثيرة وجرائم عدة تدور حول وجود الحبشيات بصورة لافتة في السُّوق الشعبي. لا يمكن الرقابة والشركات سودانيَّة ومن داخل صيدليَّة السماح بالسُّوق العربي التقت (الإنتباهة) بالصيدلاني بشير كامل، قال إن حبوب (سلدنا فيل) حبوب منشطة للرجل جنسيًا وتناول الحبوب من غير استشارة طبيب أو صيدلاني تؤدي إلى صداع حاد وتؤدي إلى زغللة في العيون وتكون أكثر خطورة على المصابين بأمراض الضغط لأنها تعمل على ضخ الدم في كل الأوعية الدموية وتؤثر على القلب، لذلك فإن استعمالها يكون بعد فحص، وقال: هنالك أشخاص غير محتاجين لاستعمال الحبوب ومع ذلك يتم استعمالها مثل حبة البندول، وأضاف: مثل هذه الحبوب ممنوعة، وهي تُباع عشوائيًا وأحيانًا تُباع عبر الصيدلية، لذلك كثر عليها الطلب من الصيدلية بمبلغ (3) جنيهات للظرف الواحد، وتُباع في الأسواق بمبلغ (10) جنيهات من قبل النساء، وازداد عليها الطلب من النساء في الأسواق الطرفية لأن هنالك رجالاً يستحون من شرائها من الصيدلية ويسهل لهم السُّوق، وكشف قائلاً إن الجهة الرقابية لا يمكن أن تراقب الأسواق لأنها شركات سودانية. المحلية تعترف حملت (الإنتباهة) حزمة من الاتهامات التي وجهها عمال السُّوق تجاه المحلية بأن المحليَّة تستخلص منهم مبلغ (51) جنيهًا شهريًا (و20) جنيهًا رقعة نصف الشهر، وأنَّ المحلية تبيع العرض الخارجي إضافة للإيجار، ورغم ذلك لم تقم المحلية بنظافة السُّوق.. وضعنا كل هذا أمام المدير التنفيذي لمحلية أم در مان (يس)، قال: أقر بأن السُّوق الشعبي متَّسخ وبيئته متردِّية ويرجع ذلك إلى أن عمال السُّوق لم يساعدونا بنظافته، علمًا بأننا نفَّذنا حملات نظافة وتحديدًا في المساء ولكن مجاري الخريف أصبحت وكرًا للأوساخ لأنَّ فضلات المطاعم تُصَبُّ داخلها، والآن نحن على استعداد لنظافة السُّوق، أما بالنسبة لبيع العرض فإن صاحب الدكان هو الذي يبيع العرض للتجار المتفلتين الذين لا يدفعون رسومًا، لكن هنالك قرارًا باستخراج بطاقة تُعطى لكل تاجر تشير إلى أنه تابع للمحلية وغير ذلك يتم إبعاده من السُّوق، وقال: إذا كان هنالك محصِّلون يتحصلون مبلغ (الرقعة) فهذه والله جريمة وفتنة فلا بد من معاقبته وإبعاده عن التحصيل. تصريح وحجب اسم دلفتُ إلى مقر شرطة السُّوق الشعبي التي لا تبعد كثيرًا عن مقر السُّوق لتقصِّي الحقيقة التي أدلى بها عمال السُّوق عمَّا يدور داخل السُّوق من جرائم السرقة وغيرها، والتقيتُ أحد أفراد الشرطة رفض في البداية التحدث إلى الصحيفة ولكنه رجع وتحفَّظ على اسمه، قال إن السُّوق مؤمَّن وبه دوريات وأطواف ومباحث موزعون في ارتكازات آمنة ونباشر عملنا اليومي ولكن هنالك إشكالات تواجهنا تتمثل في الباعة المتجولين، فهم سبب الفوضى وغيرها، وكشف عن ضبط (260) قارورة عرقي تم ضبطها قبل دخولها إلى السُّوق و(22) بلاغًا تُدوَّن في اليوم تُقدَّم للتحري.