شيبة ضرار..عندما يختلط الحق بالباطل..    استقالات في نادي مجلس ادارة حيدوب النهود    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    وزير الخارجية يبحث إحكام التنسيق بين السودان والأمم المتحدة    من هي ملكة جمال أميركا التي تحولت إلى عالمة نووية؟    الشرطة المجتمعية بولاية كسلا تنظم يوما علاجياً    لماذا يضع ريال مدريد تاجا على شعاره.. وما الفرق الأخرى التي تستخدمه؟    مكافحة التهريب تضبط سيارات محملة بالاغذية والوقود ومواد كيميائية وسمية    بسبب الإهمال الطبى.. حبس 6 أشهر وغرامة 100 ألف جنيه لطبيبة    الثلاثي مابين ثقة فلوران وانتقادات الجماهير    اطلع برة يخطف ثنائي السوكرتا    شاهد بالفيديو.. الممثلة السودانية الحسناء أمول المنير تستعرض جمالها بعد ساعات من ظهور مقاطع فيديو فاضحة لزوجها الحرس الشخصي لقائد الدعم السريع ومتابعات: (كمان فاتحة نفسك يا غبيانة؟)    سيدة سودانية تشكو: (تبرعت لزوجي بكليتي وتكفل أخي بكل مصاريف العملية وبعد سنوات صدمني بأنه يريد أن يتزوج إمرأة أخرى..وافقت وتوجهت للقضاء لإرجاع كليتي ورسوم العملية..ماهو القرار المتوقع من المحكمة؟)    شاهد بالفيديو.. وسط حفاوة واستقبالات حاشدة.. المودل السودانية آية أفرو ترقص وتبهر الشعب السعودي بعد نزولها للشارع العام للاحتفال مع أهل المملكة بالعيد الوطني    شاهد بالفيديو.. الناشط الشهير منذر محمد يشن هجوماً قاسياً على الراقصة آية أفرو بسبب (بوش) السعودية    البعثة الاشرافية لمشروع تطوير الزراعة تقف على مشروعات الدندر الزراعية    الشرطة تلاحق السيارات المنهوبة بدول الجوار عبر (الإنتربول)    مانشستر سيتي يواصل التغريد خارج السرب في البريميرليج    رئيس مجلس السيادة يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة – صور    ناقشا قضية الميليشيات المدعومة من روسيا .. البرهان يلتقي الرئيس الأوكراني زيلينسكي    اكتشاف بيوت دعارة وديسكو وحديقة حيوان داخل سجن    كلهم ينهبون ويسرقون ويكذبون..قيادة الدعم السريع ينقصها الصدق لكي تعلن انها انهزمت    انعقاد الورشة التويرية لدور القومسيون الطبي بالجزيرة    الدعم السريع تُعرّي الدويلة العميقة    وزير خارجية سابق: البرهان أعاد للإخوان المسلمين سطوتهم واموالهم وجعلهم يحلمون بالعودة لحكم البلاد    دورات تدريبية في بروتوكول الملاريا المحدث بالولاية الشمالية    الحركة الشعبية جناح «الحلو» تغلق طريق الدلنج -كادقلي    الدولار يصل إلى أكثر من 780 جنيهاً في السوق الموازي    «السجائر الإلكترونية» تربك منظومة المناعة    كيف يمكنك التغلب على ارتفاع ضغط الدم؟    حرب السودان..(داعش) على الخط!!    مصرع أكثر من 230 سوداني في فيضانات ليبيا    مجزرة جديدة لطيران الجيش في نيالا    الحرب..بين الحكمة والقوة …    «الكاف يفسخ عقده مع شبكة قنوات «بي إن سبورتس    القبض على عشرات المزارعين بمشروع الجزيرة وإيداعهم السجون    الله لا جاب يوم شكرك،،،    "حوار"..مبارك أردول: هذه تفاصيل التسجيل الصوتي بشأن"حميدتي" وحياتي مهدّدة    شاهد: شمس الكويتية تفاجئ جمهورها بردة فعلها بعد سؤالها عن مفهومها ليوم القيامة    بنك الثروة الحيوانية يعلن اكتمال عمليات الربط مع نظام سويفت العالمي (SWIFT)    خروج مساحات زراعية كبيرة هذا الموسم من دائرة الإنتاج بسبب الحرب    قد تقتلونا.. لكن لن تهزمونا    الأسطورة حامد بريمة    بالفيديو.. داعية: من حق الخاطب أن يرى ذراع ورقبة وشعر خطيبته – "مطبق في دول الخليج"    السودان..السلطات تعلن القبض على متهم الممنوعات    السلطات تضبط كميات ذهب ضخمة قادمة من الخرطوم    تسلمتها من زوجها بالدعم السريع..السلطات السودانية توقف امرأة"الحافلة السفرية"    انتشال جثث 13مهاجراً من دول أفريقيا    مقتل 6 مهاجرين على الأقل بعد غرق قاربهم    هكذا تبدو الخرطوم في الحرب.. (الكبريتة)    من الساخر نادر التوم (سخرية الواقع ..و واقعية السخرية)    تعاطي العلاجات الشعبية بالسودان.. تضليل في زمن الحرب    مواطنو الثورة الحارتين (14 و58) بمدينة أم درمان يُناشدون والي الخرطوم بالنظر في قضية انقطاع المياه المُستمر بمناطقهم    مذكرات من الحرب اللعينة (13)    وصفها الجزائريون بالمعجزة.. رجل يسترد بصره فجأة داخل مسجد    نقل "أوراق امتحانات" يؤدي لمصرع شرطي وإصابة آخرين    الغرفة الفنية لحملة التطعيم بلقاحات كورونا بسنار تعقد إجتماعها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ظل غياب السلطات بالمحليات وانعدام الرقابة : سوق"كرور".... مخالفات بالجملة!!!!
نشر في المجهر السياسي يوم 24 - 07 - 2012

صعوبة بالغة واجهتني وأنا أشق طريقي داخل سوق (كرور)، بحثاً عن ما سمعنا به وبحثاً عن رئيس لجنة السوق أو من ينوب عنه لكي يتحدث لنا عن ما يحدث داخل السوق. لم تتجاوز عقارب الساعة العاشرة صباحاً ورغم ذلك اكتظ السوق عن أخره، آلاف من البشر كل جاء يبحث عن ضالته وهو يمني النفس أن يجدها بل يكاد يكون واثقاً من ذلك، داخل هذا السوق الطرفي لن يساورك الشك في وجود كل ما يخطر ببال وما لا يخطر أيضاً ابتداء من الممنوع إلى النادر.. وإلى.. وكل شيئ!!! كل السلع من أصغرها إلى أكبرها إلى المعلبات التي يمكن للمرء أن يشتري منها بالأوقية إذا أردنا ذلك إلى "شيبس" الأطفال الذي يباع (بالفلت). بعد أن تم التخلص من عبوته ولا نضمن لك تجوالاً آمناً فالرقابة منعدمة هناك!!
أصل الحكاية
يحتل هذا السوق المرتبة الثانية بعد سوق ليبيا من حيث القدم في تلك المنطقة وهو يقع في أمبدة الحارة 14 ويعود تاريخ إنشائه إلى الثمانينيات من القرن الماضي، وتقول الرواية إن أصل تسميته يعود إلى سيدة (عجوز) تدعى (امونة) تقطن في دار السلام كانت تأتي وتبيع بعض الأشياء الخردة والكرور مثل أغطية "الحلل"وما شابهها، وكانت تجلس وتنادي على بضاعتها (بكرور كرور)، وكان هناك بعض النسوة يجلسن إلى جوارها ويقمن ببيع أشياء مختلفة، ومع مرور الوقت أصبح سوقاً صغيراً يعرف بسوق "كرور" وسميت المنطقة باسمه، وفي عام 1988م تم تحويله إلى موقعه الحالي، وبقي السوق على حاله لم تطله يد الحداثة والتغيرات، ويفتقر إلى أبسط المقومات وهي التخطيط، تسكنه العشوائية في كل شيئ ويفتقر إلى التنسيق ويجمع كل التناقضات والتجاوزات، فيمكنك أن تجد بائعة الطعمية تكيل ما تنتج جنباً إلى جنب مع عبوات الفول السوداني والتسالي وهي تجلس (بصاجها) إلى جوار (بوتيك) كما يحلو لصاحبه أن يطلق عليه أو( بائع طلح ) يفترش الأرض إلى جانب بائع الفواكه كما هو واضح في الصور.
تجوال
التقيت أحد الشباب داخل السوق وهو تاجر ملابس وطلبت منه أن يدلني على رئيس لجنة السوق فصحبني إليه، أثناء بحثنا عنه مررنا بعدد من المقاهي داخل السوق وهي تحتل مساحات من الجزء الشمالي، ولفت نظري أيضاً العدد الكبير لمحال "الشيشة" التي يتم تعاطيها على عينك يا تاجر، لم انتبه إلى الشاب الذي كان يسير أمامي بسرعة عائداً إلى محله، ظللت أتجول في السوق الذي يحوى كل شئ، نوادي المشاهدة التي يفوق عددها ال14 نادياً وأيضاً صالات "البلياردو"، إلى أن اختفى الشاب من نظري، ولكنه عاد مرة أخرى طالباً مني الإسراع إلى أن وجدت نفسي أمام رجل في نهاية العقد الخامس من العمر يمتلك محلاً صغيراً ُصنع من "القنا" متخصص في تصليح الأجهزة الكهربائية، طلبت منه أن يتحدث عن السوق وعن التجاوزات التي تحدث بصفته رئيس لجنته، فأجابني: أنظري إلى هؤلاء المارة.. في سيرهم تجاوزات، وأضاف التجاوزات موجودة في كل بني البشر!! و طلب مني أن أعود إليه في وقت لاحق لارتباطه بمواعيد، وعندما رفضت ذلك أجلسني مع من ينوب عنه وهي سيدة في العقد الرابع من العمر وعضو في اللجنه، وتعتبر أقدم سيدة في السوق تمتاز بشعبية عالية جداً تدعى (سميرة يحيى تيه ساجور) الشهيرة بسميرة "كرنقلي" تعرف بشيخة السوق (21 )عاماً قضتها وهي تعمل داخله.
تجاوزات
تجلس سميرة إلى جانب طاولتها الصغيرة وتحت مظلتها التي تحميها من حر الهجير تبتاع العطور السودانية والبخور، تقدمت منها، قابلتني ببشاشة، تخوفت في بادي الأمر من التحدث إليّ فهي لم تفهم ما أريد، لكنها فيما بعد تحدثت عن السوق وعراقته، وقالت إنه قديم أسس منذ الثمانينيات ويمتاز بأنه خالٍ من المشاكل، في الوقت الذي اعترفت فيه بالتجاوزات وعدم التنسيق، داعية المحلية إلى الاهتمام بتنظيمه والعناية به، فهو يفتقر إلى أبسط الخدمات، وقالت رغم ذلك هناك تكافل فالناس تؤازر بعضها في الأزمات ويتفقون على رأي واحد، لم تزد سميرة عن ما قالته حرفاً واحداً رغم إلحاحي عليها أن تحكي لي المزيد، فهي ترى أن "كرور" سوق لا مثيل له ربما لأنه مصدر رزقها، وربما لأن لا أحد يجرؤ هنا على مضايقتها، وعندما سألتها عن المحلية ومفتشي الصحة، أكدت أنهم دائماً ما يأتون. ما قالته سميرة لم يكن مقنعاً، فما رأيته يؤكد أن قدم المحلية لم تطأ ذلك المكان وهذا السوق إلا عندما يحلو لهم أي عند جمع الجبايات، فما تقوله سميرة شيئ وما تراه العين شيئ آخر!
طلبت من سميرة أن تصطحبني في جولة داخل السوق لالتقط بعدستي ما عجز عنه لسانها، وافقت على ذلك.
سمك محمول وجراد محمر
وبالفعل وجدت ما أصبو إليه، العجب والعجاب وكل ما يمكن ،ن تتخيل من تجاوزات، فالطعمية تفترش على الأرض وتباع بالكوم إلى جانب (الدكوة وفول الحاجات والشطة) في مشهد لا يحتاج إلى تعليق. أما (السمك المحمر) فيبيعه الصبية محمولاً على (الدرداقات) يتجولون به بين الطرقات، والجراد المحمر يباع نوعين للزبائن، جراد كامل و"أوراك جراد " لكل من أراد واشتهى وأيضاً تجد (الشرموط) المسحون منه والسالم إلى جانب "الكول" و"المرس" و(الكجيك)، كل هذه الأطعمة تباع في العراء دون غطاء ولايحزنون!!
وجهتنا الأخرى كانت وسط محال اللحوم، وهنا الصورة خير دليل لذلك الواقع، الذباب وجد ضالته ومرتعه الخصب على (الكمونية) في مشهد مقزز وبيئة غير صالحة. ما يحدث داخل السوق لا يحتاج إلى تعليق، الملابس تباع بالقرب من جزارات اللحوم والبقوليات تباع إلى جانب فترينات عرض الموبايلات والعطور. وداخل السوق يوجد ما يسمى بسوق(دبي) يكتظ هذا الجزء منه بعدد مهول من الناس، وهو قسم خاص بالملابس المستعملة كل الأشكال والألوان والخامات بأسعار زهيدة ومتفاوتة. يقول التاجر (ع ك) يتم جلب هذه الملابس من سوق ليبيا بعد أن يتم استبدالها واستعمالها (سوبر لوكس) على حد قوله، ويضيف نبيعها بأسعار في متناول اليد، وأشار بيده وقال "هذا الثوب مثلاً سعره 25 جنيهاً"!!
في غيبوبة
أكثر ما لفت نظري وجعلني أتأكد تماماً أن المحلية تعيش في غيبوبة وعزلة عن هذا السوق هو مشهد الكريمات والحبوب التي تباع "على عينك يا تاجر"! أشكال وألوان وأصناف منها لمختلف الاستخدامات، مشهد يتكرر في أكثر من موقع داخل السوق. اقتربت من إحدى البائعات جلست إلى جوارها مستفسرة عن ما رأيته رفضت التحدث إليَّ، لكنني أعطيتها الأمان ووعدتها أن لا أذكر اسمها وسمحت لي أن التقط صوراً لما تفترش. قطعت حديثي معها مرات ومرات بسبب زبائنها، والطلب تبييض وتسمين!! عروس تبقت لزواجها ثلاثة أسابيع ترسل في طلب حبوب تسمين وجه، وأخرى خرجت من (النفاس) ترغب في أن يزيد وزنها... وووو! أنواع وأصناف من الحبوب، بضع لحظات قضيتها تخيلت نفسي أجلس داخل صيدلية وإلى جانبي طبيب صيدلي يصرف الروشتات، هذه البائعة تخيلتها للحظات طبيب يوجه الإرشادات، هذا النوع يتناول بعد الغداء وهذا بعد الإفطار، وفي المساء يتم تناول هذا النوع من الحبوب، مختلف المسميات (التقيل ورا) (أرداف) (النار ولعت) (قابلني بعد أسبوع ) (قلق) ( ندى القلعة) (الكنج)، وهو نوع من الحبوب يتناول بغرض السمنة الكامل، أما (البمبي) فهو للنحافة!!!
حالة من الذهول عشتها وأنا أشاهد هذه المرأة وهي تبيع بضاعتها بكل ثقة، فسألتها من أين تجلبون هذه الحبوب؟ أجابتني يجلبها لنا تجار من سوق ليبيا عن طريق التهريب (لكنها رفضت الإفصاح عن هويتهم) ونقوم ببيعها وتصريفها، وفي أحيان كثيرة أذهب إلى الصيدلية وأطلب شراء حبوب لفتح الشهية بحجة إنني مريضة، وأقوم بشراء عدة أنواع، وبعد ذلك أبيعها للزبائن. قلت لها: لا تخشي المحلية؟ فأجابت في حالة وجود "كشة" أضع بضاعتي داخل ملابسي ولا يحق لأحد أن يقوم بتفتيشي!! وعندما قلت لها قد تحدث هذه الحبوب مضاعفات وتصبحين أنت المسؤولة في نظر القانون؟ أجابتني قائلة: "شفتي زول كتلتو حبوب"؟!! ثم قالت "عندي حلاوة صينية وبودرة" قلت هل هي للتسمين أيضاً؟ قالت الحلاوة الصينية لها فعل "الفياغرا" لكنها للنساء، ويتم تناولها عن طريق الفم قبل وقت محدد، وسعر الواحدة (5000) جنية!! أما البودرة فهي لنظافة (المهبل)!! قلت لها من أين تحصلون على هذا النوع من (الحلوى) وما مدى صلاحيتها للاستعمال الآدمي؟ أجابتني تأتي عن طريق نيجيريا ونداوم على ببيعها ولم يشتكِ منها أحد إلى اللحظة!!!!
من المحررة
هذه صورة مصغرة لما يحدث داخل سوق "كرور" مخالفات بالجملة وتجاوزات ليست بحاجة إلى (مايكرسكوب) لترى، ولأننا عين الشعب نقلنا لكم الواقع مجرد ليرى القارئ الكريم مايحدث من إهمال من قبل السلطات هنا، مما يجعلنا نتساءل أين الرقابة؟ ولماذا غابت؟ وأين محلية أمبدة من ما يحدث داخل هذا السوق؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.