جيبوتي تتوسط بين السودان ودولة الجنوب الخرطوم: هيثم عثمان كشفت وزارة الخارجية عن رفض الخرطوم لمداخلات ونصائح أمريكية بشأن قرارها حول إيقاف ضخ نفط دولة الجنوب عبر الأراضي السودانية، وأكدت أن وزير الخارجية علي كرتي رفض مداخلة من القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم بشأن موقف بلاده أو تقديم أية نصائح، باعتبار أن استدعاءه لإخطاره بإيقاف نفط الجنوب لإبلاغ بلاده بالقرار، وأن الاستدعاء تم لغرض محدد وهو إبلاغ موقف السودان من اتفاقية النفط وليس للاستماع للنصائح الأمريكية، وأعلنت الخارجية في ذات الأثناء تمسك السودان بقراره، وأنه سيظل قائماً ومستمراً طالما ظلت جوبا تدعم التمرد وتأوي الحركات المسلحة وتحتل أراضي سودانية، في الوقت الذي عاد فيه للخرطوم أمس الوفد الحكومي الذي زار أديس أبابا وشرح للمسؤولين بالاتحاد الإفريقي والحكومة الإثيوبية هناك حيثيات قرار إيقاف نفط دولة الجنوب، بينما تشرع وفود وقيادات أخرى بالحكومة في زيارات متطابقة لعدد من العواصم الإفريقية في إطار حملة دبلوماسية لشرح وجهة نظر السودان بشأن القرار. وفي المقابل كشفت جيبوتي عن مساعٍ تقودها لنزع فتيل الأزمة بين الخرطوموجوبا، وقال وزير الخارجية الجيبوتي محمود يوسف عقب لقائه الرئيس عمر البشير ببيت الضيافة أمس، إن بلاده عرضت تقريب وجهات النظر بين البلدين، وأعلن في تصريحات للصحافيين أن بلاده ستقوم بتكثيف جهودها لنزع فتيل الأزمة باعتبارها أحد أعضاء منظمة الإيقاد. وأوضح وزير الخارجية الجيبوتي أنه سلم رسالة من الرئيس الجيبوتي للبشير تتعلق بمسيرة العلاقات التي تشهد تطوراً ملحوظاً.وفي سياق متصل أوضحت الخارجية في بيان لها أمس، أن ما نُقل عبر وسائل الإعلام عن قلق واشنطن بشأن إيقاف النفط وتعبير القائم بالأعمال الأمريكي لوزير الخارجية غير دقيق، ولفتت إلى أن الوزارة استدعت القائم بالأعمال وتم إبلاغه بالقرار لنقله إلى بلاده وإخطارها به عقب استنفاد السودان كل الجهود الدبلوماسية مع دولة الجنوب للكف عن دعم المتمردين وإيواء حركات دارفور والانسحاب من مواقع سودانية تحتلها. وذكر البيان أن وزير الخارجية قال للقائم بالأعمال الأمريكي إن الإدارة الأمريكية إن كانت قلقة من الآثار السالبة للقرار فإن عليها تقديم النصح لأصدقائها في دولة الجنوب لوقف دعم وإيواء الحركات المتمردة والانسحاب من الأراضي السودانية، وبغير ذلك فإن قرار الحكومة بإغلاق أنابيب النفط سيظل قائماً ومستمراً.