قبل سنوات زارني طارق كورنجي وهو شاب مهووس بارتياد المباريات وإن كانت في مستوى الليق، فبرنامجه اليومي لا يخلو من مشاهدة مباراة بل كان كثيراً ما يسافر إلى الولايات عندما يلعب فريقه المفضل هناك وإن كانت مبارارة ودية، وفي ذلك اليوم عندما نظر إلى صورة محترف المريخ إستيفن وارغو في ذلك الوقت قال لي ساخراً «هسه عليك الله ده وش لاعب عمره تسعتاشر سنة؟ فقلت له لكن اختاروه قبل كده لمنتخب الشباب النيجيري وده معناه صغير في السن فقال لي «يا أخي بالله خليني من منتخبات شباب نيجريا ديل قبل كده قلع منهم الاتحاد الدولي كأس العالم للشباب لأن لعيبتهم كبار في السن وعنقالة كمان وهم كانوا حلقوا شعرهم عشان يظهروا صغارًا في السن لكن ناس الاتحاد الدولي قالوا لهم شوفوا غيرها، قلت له لكن حتى لو ما كان عمره تسعتاشر سنة لكن برضو صغير في السن وممكن يستفيد منه المريخ، فقال النشوف آخرتها، فقلت له أنا على العموم معجب جداً بالكرة النيجرية ودائمًا بشجعها إلا إذا لعبت ضد ساحل العاج، فقال لي أنا برضو معاك في دي الناس ديل بسوقو الكرة صاح وعندهم بلتون من المحترفين في أوربا، وعندما خرج وودعني طارق كورنجي تذكرت أنه قبل عدة سنوات سمعت أحد المذيعين المصريين في التلفزيون المصري عندما كان يذيع مباراة بين منتخب السودان للشباب أو لعله النائشين قال حين صوب أحد اللاعبين السودانيين كرة قوية جداً يعني ضفرة فاهمة فقال المذيع المصري ساخراً «بالذمة دي شوطة واحد عنده تمنتاشر سنة؟ فاغتاظ حاج عثمان وقال معلقاً على حديث المذيع المصري قائلاً: خلاص ناسكم ياهم الصغار هسه عنقرة لعيبتهم ديل بتاعت لاعب صغير، وعندما انتصر السودان في تلك المباراة فرح حاج عثمان كثيراً وقال أكان أولادنا ديل صغار ولا عنقالة لكن المهم غلبناهم فقال له صديقه المصري الذي كان يشاهد معه المباراة في منزله «يا عم ما تفرح أوي كده أصلو دي هدية عشان انتو برضو أولاد النيل فقال له حاج عثمان بسخرية وغيظ «طيب زمان كنا أولاد البير يعني؟ فضحك المصري واعتذر له وقال: بصراحة أنتم لعبكم جامد أوي ونحن ما أتعودناش تغلبونا من سنة «57» فقال له حاج عثمان: يا ولدي إن شاء الله ما تبقى بس عوينة أم صالح فقال المصري متعجباً بتقول إيه يا عم فقال حاج عثمان: قلت كلنا أبناء النيل. وعندما قابلت حاج عثمان قال لي يا أخوي أنا سمعت ناسنا عايزين يبيعوا اشتراني عشان يستفيدوا من خانتو لكن عليك الله هم حيبيعوا كيف في المزاد وللا بالكسر ولا حيخزنوا في فريق «حلة برة» قلت له أنا خائف الفريق ده ذاتو يطالب بأرضية تخزين، ضحك وقال: أرضية الهينة دي أنا خائف يقولوا عايزين رسوم نفايات ودمغة معاشات وضريبة تحمل، هنا يتدخل عماد المكنيكي وقال: هم يفلقوا نفسهم فوق كم ما يعتبروا اللاعب ده عربية شمرها خفة ويرجعوها لصاحبها فقال له حاج عثمان يا اخوي العربية دي لكن ما دعكت وملتنا دخان وبلاوي وأسيادها ما صدقوا أنهم اتفكوا منها عشان كده ما معقول يقبلوا يرجعوها ويا أخوي ما في حل غير الكسر أصلوا الأيام دي مالي السوق وعلي الطلاق أنا بعرف تاجر بتاع كسر كان أدوه هكر بيجو مكوة ضاربها قطر يقبلها منك بس ناسنا ديل يجوني وانا ما عندي مانع وعلي الطلاق أشتراني ده ما بصبح عليه صباح بكرة.