سمعنا قديمًا بالتقميش في الفلسفة.. وهو مصطلح مقارب في المعنى لمصطلح التبضع والتسوق.. وهي طريقة أشبه بطريقة من كل نبع قطرة.. وهي طريقة انتقائية مبنية على التخير والاصطفاء.. وأظن أن الكندي كان من التقميشيين.. الذين يجمعون الأقوال وينتقون أفضلها ويضيفونها إلى مقولاتهم ونظرياتهم.. والإنقاذ غارقة في النظرية التقميشية إلى أذنيها وأصبحت لا تعرف أسلوبًا غيرها في اختيار القيادات أو في تبني الأفكار.. ففي الاتفاقيات.. وفي الدساتير وفي القوانين وفي التشكيلات الوزارية وفي البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تتبع الإنقاذ طريقًا أو أسلوبًا إلا طريق التقميش وأسلوب التقميش. والإنقاذ تقمش حتى في اختيار الرجال والقيادات حتى أوشكت التشكيلة الدستورية أن تصبح Habardashery كما يقول الخواجات والتي عُرِّبت إلى هبطرش والتي تعادل عندنا «خردوات» والتقميش لا يتيح للإنقاذ أن يكون عندها برنامج ولا أن يكون عندها رؤية مستقبلية ولا ميزات للإنجازات وكيف تعجز الإنقاذ والشورى والديمقراطية في برامج الإنقاذ تأتيان جنباً إلى جنب.. والعلماني والسلفي في التشكيل الوزاري.. في وزارة واحدة أو على أحسن الفروض في وزارتين.. إن سياسة التقميش هذه فتحت شهية كل مستوزر أيًا كان - قطاع خاص أو قطاع حزبي - للسعي للحصول على مقعد في الوزارة أو قل قطعة من الكعكة الوزارية ذلكم النصير المبتذل الذي يشي بنظرة المستوزرين الى الوزارة على أنها قطعة كعكة توخذ فتُزدرد وتُبلع ولا حسيب ولا رقيب. هذه السياسة التقميشية تجعل المزية التي على أساسها ينال المستوزر مقعده هي انتماؤه الحزبي ورضا رئيس الحزب أو مكتبه السياسي عنه.. أما العرض على شروط أو النظر في مؤهلات أو خبرات أو تجارب فهذا ليس من بينات التقميش لذلك حق لحزب مثل الاتحادي الأصل أن يصرح بأنه لن يكون ديكورًا للوطني في الحكومة.. يعني يريد الحزب الاتحادي الأصل أن ينفع ويضر.. فيا سبحان الله. وذات السياسة التقميشية هي التي جعلت الحزب الأكبر في الساحة السياسية والذي يمسك بمفاتيح وأزرار اللعبة السياسية وصدقوني لقد أصبحت العملية كلها لعبة هذه السياسة جعلت المؤتمر الوطني يصرخ «سنكون حكومة عريضة حتى إذا لم يشارك الآخرون» طيب يا سادة يا كرام.. أنا أفهم أن الآخرين هم كل الأحزاب الأخرى والمستقلون عدا المؤتمر الوطني، فإذا لم يشارك الآخرون فكيف تكون الحكومة عريضة؟ هل يقصد بالحكومة العريضة أنها حكومة فيها عدد من الأجانب من دول الجوار أو من الدول العربية أو الإسلامية أو حتى من أمريكا؟ طيب يا جماعة ما الحكومة الحالية فيها حَمَلَة جوازات غير سودانية، يعني الحكومة السودانية بدون أي مجهود هي حكومة عريضة؟ اللهم إلا مجهود الأفراد الذين حصلوا على جوازات أمريكية وزاروا بها أمريكا وهم في مناصب دستورية.. ٭ أي تقميش هذا؟ أي تبضع هذا؟ اي استيزار هذا؟ وأي بلد هذا الذي يستوزر هكذا لكي يقال إن القاعدة التي بنيت عليها الحكومة هي قاعدة عريضة؟ إن على الإنقاذ أن تعجم عيدان المستوزرين هؤلاء وتعرضهم على القواعد والأصول الثلاثة.. ولا تعرضهم على الالتزام الحزبي ولا الجهوي ولا الطبقي.. «قالت يا ابن استأجره ان خير من استاجرت القوى الامين». «قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم»، «قال ان الله اصطفاه عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم» الامانة والقوة - ثم الامانة والعلم - ثم العلم والقوة هذه هي الاسس التي يجري على اساسها الاستوزار حسب الظروف وحسب الحاجة... وقديمًا قال أهل الحديث: إذا كتبت فقمِّش.. وأذا حدّثت ِّ. ونحن نقول للانقاذ: إذا رشحت فقمش واذا وليت ففتش يا أهل الإنقاذ إذا أردتم أن تولوا احداً ففتشوا ولا تقمشوا.. فهي أمانة. عندما يزعل السفير بلغني أن السفير الإيراني غاضب لأنني كتبتُ عن المسدس الذي يقول عندما يطلق قو.. قو.. اضرب عائشة. وقلت بالرغم من أن التسجيل لم يكن شديد الوضوح إلا أن الأمر أزعج قطاعًا كبيرًا من الناس فكان لابد من التنبيه إليه وقلت إن هذا الحدث يوضح أن حساسية المواطن السوداني تجاه المنهج الرافضي في النَّيل من المسلمات الإسلامية قد بدأت تتنامى وتتزايد وتوجه ردود الأفعال.. وقلت إن الرافضة موعودون بكذا.. وكذا.. وأنا أقول له لا تغضب.. ولا تزعل.. اكتب لنا رأيك في السيدة عائشة وفي الصحابة وفي القرآن، ونحن على استعداد لنشره أما الصمت والانتظار لنرى الرفض والغلو يغزونا في عقر ديارنا فلن نرضى به وليبك من يبكي وليغضب من يغضب.