، من شعراء السودان البارزين وهو من أسرة يختلط في دمها العربي الدم المصري والإفريقي، ولد في الجنينة «السودان» نشأ في مدينة الإسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة وحفظ القرآن الكريم، درس بالمعهد الديني وتخرج في الجامع الأزهر بالقاهرة أو في جامعة القاهرة، محررًا أدبيًّا بالصحف المصرية والسودانية، وعمل رئيسًا لتحرير مجلة هنا أم درمان والتي كانت تصدرها وزارة الاستعلامات والعمل في عهد عبود وكان يسمى عموده الأسبوعي (أفكار لها سيقان) أسهم بقدر كبير في اكتشاف العديد من المواهب الشعرية السودانية، وعين خبيرًا للإعلام بالجامعة العربية، ثم عمل مستشارًا ثقافيًًّاً في السفارة الليبية بإيطاليا. كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية ببيروت. ثم مستشارًا سياسيًّاً وإعلاميًّاً بسفارة ليبيا بالمغرب. يعتبر الفيتورى جزءًا من الحركة الأدبية السودانية طبعت له دواوين بمصر والسودان مثل: «أغاني إفريقيا» و«سقوط دبشليم وديوان» «ثورة عمر المختار» و«ابتسمي حتى تمر الخيل» . حصل محمد الفيتوري على جائزة الوسام الرفيع «وسام الفاتح» وجائزة «الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب» . وتعد قصيدة «تحت الأمطار» من قصائد الشعر الحر بالعصر الحديث حيث يتحرر الكاتب من الأغراض القديمة كالوصف والغزل، بل ويتحرر أيضًا من الأوزان والقافية، ليعبر عن الشعر الوجداني والتجربة الشعرية الخاصة التي يشعر بها وغالبًا ما يلتزم الشعر الحر بالأوزان العربية الأصيلة. وغالبًا ما يتناول الشعر الحر الناحية التأملية، حيث يعكس الشاعر رؤيته الخاصة المجردة تجاه للأشياء من حوله، فتصف القصيدة ن كلاً منا سائق على نفسه وعلى جوارحه وأركانه فمن بين الناس من يكون رفيق بخيله ومنهم من يقسى عليها ناسيًا أن الموت قريب يرقب العربة وسائقها. فلينظر كل سائق إلى نفسه وليتدبر. يعتبر الشاعر الفيتوري من طلائع شعراء الحداثة وأسهم بقدر كبير في تثبيت شعر التفعيلة في وجدان الشعوب العربية، وهو من رواد هذا الشعر من أمثال السياب ونازك الملائكة وحيدر البلندي وصلاح عبد الصبور والبياتي، تفرد الفيتوري عن غيره من الشعراء العرب بأنه قد تناول الشأن الإفريقي وعكس الثقافة الإفريقية من خلال شعره وكان يدعو للثورة الإفريقية والنعاق من الاستعمار والظلم والديكتاتورية، والفيتوري تغلب على شعره النزعة الصوفية والتدين العميق، وهو ما يضح لنا جليًا في هذه الأبيات: في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق وزحمت براياتي وطبولي الآفاق عشقي يفني عشقي وفنائي استغراق مملوكك لكني سلطان العشاق ٭٭ كرّمه رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير، وقد أغضب قبوله لهذا التكريم عدد من المثقفين والأدباء والشعراء كونه يقبل تكريم من رئيس نظام له رأي سالب فيه، عاش الفيوري متنقلاً في عدد من المدن العربية واستقرّ أخيرًا في المغرب وقد تعرض لوكعة صحية قبل فترة من الزمن ولكنه عافى منها، تزوج من الممثله السودانية المعروفه آسيا عبد الماجد، وقد أثار زواجه منها في وقتها جدلاً كبيرًا، ومهما اختلف النقاد والقُراء في شعر الفيتوري ومواقفه السياسية والفكرية وتأييده لنظام القذافي والعمل معه إلا أنه يبقى علامة بارزة في الشعر العربي الحديث. ٭٭ دواوينه الشعرية أغاني إفريقيا 1955 وعاشق من إفريقيا 1964 اذكريني يا إفريقيا 1965 أحزان إفريقيا 1966 البطل والثورة والمشنقة 1968 سقوط دبشليم 1969 سولارا (مسرحية شعرية) 1970 معزوقة درويش متجول 1971 ثورة عمر المختار 1973 أقوال شاهد إثبات ابتسمي حتى تمر الخيل 1975 عصفورة الدم 1983 شرق الشمس... غرب القمر 1985 يأتي العاشقون إليك 1989 قوس الليل... قوس النهار 1994 أغصان الليل عليك يوسف بن تاشفين (مسرحية) 1997 الشاعر واللعبة (مسرحية) 1997 نار في رماد الأشياء عريانا يرقص في الشمس 2005.