الناظر لأغلب الشوارع بجميع الأحياء يلحظ الكم المتكاثر يومياً لجموع الشباب وهم في جلوس متواصل تحت الأشجار وأمام الحوانيت التجارية نهاراً وبالنواصي وأركان المنازل وهم في مؤانسات ومضايقات للفتيات زائداً انشغالهم بهواتفهم المحمولة. الخلاصة فيما سبق تقول إن العطالة هي السبب الأساسي لما هم فيه من تبطل وتعطل. السؤال ألا توجد جهة حكومية من تلك الجهات التي تعنى بهؤلاء الشباب في توجيههم نحو إصلاح أنفسهم والاستفادة من طاقاتهم. حتماً توجد العديد من الجهات وأولها وزارة الشباب واتحاد الشباب الوطني اللذان بإمكانهما وضع خطة مستقبلية لجعل هؤلاء في مأمن من انجرافهم نحو ارتكاب الجرائم وإدمان المخدرات. شكراً لأزمة المواصلات أصبح مشهد المشي لأغلب المواطنين الذين يعانون من أزمة المواصلات من المشاهد الواضحة في أوقات الذروة وهو الأمر الذي نتمنى أن يعم بعض أوساط المجتمع وتحديداً الشباب ومرضى السكر وضغط الدم. غير أن اللافت في الأمر وخاصة عند الفترة المسائية منظر كبار السن وهم في حالة من الانبساط للبعض وضجر للبعض الآخر وكل بسببه. وهو ما جعل أحد هؤلاء من ممارسي هذه الرياضة الإجبارية يصرح بالقول: (شكراً لأزمة المواصلات) وحقاً ما أبلغها من عبارة. رائحة الحلومر بالشوارع ما أجمل هذه الرائحة التي تبعث في الأجيال القديمة معاني الجمال والتكافل وتسترجع ذكريات أيام ما زالت في الخاطر بدءاً من (زراعة الزِّرِّيعة) وطحنها (بطاحونة الحلة) وخلط العجين ومزجه بالعرديب وقليل من البلح. والبهارات وانتهاءً باجتماع النساء في يوم محدد للعواسة في منزل محدد مع دوران فناجين القهوة والاستعداد لليوم الذي يليه للعواسة في منزل آخر حتى يكتمل عمل هؤلاء النساء في جعل الحلومر موجوداً في كل منزل. مؤخراً انتشرت ظاهرة شراء الحلومر جاهزاً وهو ما يجعل المرء حين يتناوله شراباً يحس بأنه لا طعم له، فالطعم الحقيقي له هو طعم ذلك الذي تتم صناعته داخل المنازل بالطريقة التي أشرنا إليها. هذه الأيام وبعدد من المناطق التي تحتفظ بالقديم والأصيل من عادات سوداننا العظيم. تفوح رائحة الحلومر في استرجاع ومحافظة على تلك العادات الخالدة. ومن تلك المناطق منطقتي أبو سعد (الفتيحاب) وشمبات القديمة وغيرها.. وكل رمضان والسودان بخيره وجماله. الإذاعة ما زالت صامدة في زمان الفضائيات المستمع للإذاعة السودانية يلحظ رصانة مادتها المبثوثة وجودتها زائداً تغطيتها لجميع مناشط الحياة السودانية. وهو أمر لم يأتِ من فراغ فيكفي أنها المؤسسة الوحيدة في السودان التي حافظت على تقاليدها لثلاثة وسبعين عاماً. فما زالت نشرات الأخبار تجد كل متابعة من المستمعين. ما سبق يجعل المرء في سعادة طاغية بسبب سطوة الفضائيات على جميع أذواق المتلقين مما يجعل الإذاعة في مرتبة ثانية أو ثالثة في الاقتحام. رغماً عن ما سبق فهذه الإذاعة ما زالت صامدة صمودًا مدهشاً ببرامجها وأصوات مذيعيها وقبل ذلك جودة ما تقدِّمه وعبقها الخالد. (إن شاء الله يوم شكرك يا معتصم فضل ما يجي). الملابس المستعملة بالأسواق وهي من ضمن أنشطة التجارة الرائجة في الأسواق وتنقسم إلى ثلاثة أقسام الأولى هي تلك الملابس التي تكون آتية من بلدان أوربا والخليج العربي وهي واضحة الجودة والخامة ورغماً عن استخدامها من قبل إلا أنها تجد رواجاً وروادًا من الباعة.. الثانية هي المسروقة من المنازل وتباع بالأسواق الطرفية وأسعارها متدنية، أما الثالثة فهي التي أكل عليها الدهر ثم شرب وهي التي تخرج من المنازل ولها تجار يقومون بشرائها ثم بيعها من جديد.