دلفت إلى المنزل سعيداً وأنا عائد من العمل وهو حدث لا يتكرر كثيراً مثل خسوف القمر وكسوف الشمس، وحين لاحظت زوجتي ابتسامتي العريضة على غير العادة قالت لي إن شاء الله خير من مدة طويلة ما شفتك مبتسم؟ لانو في خبر كويس بعد الغداء وكباية الشاي بكلِّمك عنه. ++ كلمني هسه عشان تفتح نفسنا المقفولة دي. ** الزمي الصبر يا ولية خلينا ناخد نفسنا ونسترخي بعد الغداء وكباية الشاي بمزاج. ++ أنا خايفة بعد ده تطلع أي كلام ** يا ولية انت ما بتعرفي تتفاءلي خير ++ يعني من كترت الخير علينا عشان نتفاءل ** عشان تشاؤمك ده ربنا مضيِّقة علينا ++ مني أنا وللا من خيبتك؟ ** اضبطي ألفاظك يا ولية ++ انا قلت شنو هسه ما صاح وين النجاح بتاعك ما هو حالنا باين ** عليّ الطلاق عشان فقارتك دي أنا ما حا أكلمك بالمفاجأة. ** يعني حتكون شنو تلقاها حاجة اي كلام. ++ خلاص لمن تشوفيها بكرة. ** كويس خلاص الموية بتكضب الغطاس ++ هسه المفاجأة خليها اعملي لي غداء ** الليلة ما طبخته عندنا سلطة أسود ++ يا ولية سلطة شنو أنا خليت ليك خمستاشر ألف الصباح تقومي تشتري أسود بألفين. ** انت ما عارف السوق كيف بس تجدع لي الملوطش بتاعتك ديل وتمشي الشغل. ++ الخمستاشر هينة؟ اصلو اسود وللا تفاح؟ التفاحة ذاتها بقت بخمسمية ** يا راجل كيلو الأسود أربعة آلاف وعايز زيت ودكوة وليمون غير حق العيش والعشاء هي اصلها خمستاشر الف ولا خمساشر مليون؟! ++ خلاص كدي جيبه ناكل ان شاء الله ما يطلع مُر أصلو ما ممكن يطلع حلو ما دام حضرتك اشتريتيه. ** هسه عليك الله في مساخة ولا مرارة أكتر منك؟ ++ عاجبني لسانك البنقط عسل. ** طبعاً ما زيك. ++ خلاص أديتيني الجوع بنقتك دي. ** انت البتنق وانا برد بس. وفي اليوم التالي ذهبت إلى عملي وأنا منشرح القلب في انتظار كشف الترقيات، ولكن سرعان ما تعرضت إلى صدمة كبيرة عندما تبيَّن لي أنها تخطتني فقررت الذهاب إلى المدير فوراً لكن السكرتيرة منعتني من الدخول وقالت لي يمكنك كتابة تظلم وسنقوم بإدخاله له، فانسحبت على مضض وقررت مداهمته عندما يهم بركوب سيارته بعد انتهاء الدوام، وحين وجهت له التحية يبدو أنه كان يدري سبب لقائي به فقد قابلني ببرود، وعندما سردت له حيثيات احتجاجي قال لي: هناك لجنة هي التي اختارت المستحقين للترقية ونظرت لكل حالة وفق معايير منهجية ومتجردة.. وعندها أبنت له أن الترقية شملت موظفين ينقصوني كفاءة ومؤهلاً ونشاطاً وانضباطاً في العمل، فقال لي ستكون هناك فرصة للاستئنافات، فانصرفت إلى المنزل حزيناً متثاقل الخطى، وعندما رأتني زوجتي بهذه الحالة آثرت الصمت وعندما وضعت الغداء أمامي قالت لي طبعاً المفاجأة طرشقت مش كده؟ لزمت الصمت وحذرتها من إضافة أي كلمة بحسم، وكنت في غاية الغضب هنا انسحبت بهدوء عندما لاحظت مدى ثورة غضبي، لكنها قالت قبل أن تدلف إلى المطبخ «يعني انا الطرشقت ليك المفاجأة»؟