جلست على الكرسي في استرخاء.. انشغلت بتصفح مجلة نسائية بينما انهمكت اختصاصية الحناء في الكوافير في تجميل قدميها استعدادًا لمناسبة عائلية مسائية.. جزء من تدليلها لنفسها زيارتها لمركز التجميل حيث غيرك يهتم بقدميك وشعرك وأظافرك.. اهتمت أخرى بالغة النحافة بشعرها المموج الكثيف لتبدو في غايه الجمال وهي تغادر حاملة مفاتيح سيارتها في يدها وتمنح العاملات ابتسامة امتنان.. تسربت رائحة حريق إلى أنفها تبعتها هزة عنيفة من زميلتها وصوتها الغاضب يقول «انتي مجنونة.. يعني ما حتبطلي أصلاً؟ لما تعملي لينا فضيحة عايزة تحرقي شعر الزبونة؟ المرة الجاية حاكلم ليك المدام ست الكوفير». احنت رأسها في أسى وهي تردد: «طبعًا ولو مارجعتا حا أعمل شنو؟ انتي بعدين ماتركزي في شغلك خليني انا مع أحلام زلوطي!!» طوحت يدها التي تحمل مقص المكوة عاليًا وعادت لتجميل شعر الزبونة من جديد وهي عاجزة عن إيقاف نهر دموع في ألم ممزوج باستنكار لعدم قدرتها على التكيف مع واقعها بشكل كافٍ لطالما طمحت إلى الخروج من هنا والعودة كزبونة لتملأ يديها أصباغ سوداء ولا حروق مكواة تتجدد كل يوم.. مسحت دموعها لتقترب من الزبونة التي دخلت لتأمرها بما تفعله لأجلها.