أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.. وأسوق هذا الحديث عن أهمية الحفاظ على سمعة تراثنا الذي بدأ يتبعثر هنا وهناك، وبين جنبات ما تسمى الأسواق التجارية والبازارات والأيام المفتوحة والدكاكين التي تقيمها بعض المؤسسات التجارية وتقديمه باسم الجالية السودانية وعرضه بشكل سطحي ومهلهل في طريقة عرضه، وسخيف في مكونه، ومبعثر في شكله مما يؤدي إلى نتيجة عكسية تظهر فطرية تراثنا الذي يتضاحك حوله الجمهور.. ويا ملحقنا الثقافي بالسفارة السودانية، يقع على عاتقكم الدور الأكبر في الحفاظ على الموروث الشعبي والفلكلور من خلال متابعتكم اللصيقة وإشرافكم المباشر على تكوين فرقة معروفة تشارك باسم السودان بدلاً مما نحن فيه، ويرى الكثير من المهتمين لأبناء الجالية في الرياض، أن هناك أشخاصاً يدعون العناية بالتراث وهم بعيدون عن ذلك كل البعد، مما يتطلب منكم المتابعة وتوحيد هذا الإرث برؤيتكم الثاقبة، لان مثل هذه المشاركات الضعيفة تسيء بالدرجة الأولى لمعتقداتنا من خلال وجود الجمهورالمتسوق ليس له رغبة في المشاهدة والتي تحط من قدر تراثنا العريق أمامهم، ويكون المتداول الشائع عبارة التراث والثقافة السودانية، وهي عبارة كاشفة ومضرة ومضللة، والإساءة له واضحة ، ففي ذلك تقليل من شأن التراث السوداني وحشره في زاوية وتقليصه بعد أن عملت عليها من قبل الأستاذة مريم محمد على، التي عظمت ثقافة العرض وبالشكل اللائق وسط العديد من المكونات، وبما تضمنته من موروثات وآداب وفنون شعبية ظاهرة حضارية تدل على مستوى وعي الأمة ورقيها الثقافي ونضوجها الفكري، حيث نجد أن الدول المتحضرة وما من أمة تعتز بمكونات ذاتها وتحرص على أصالة كيانها، ولكن من المظاهر التي يقف عندها الإنسان الغيور على تراثه ومندهشاً تمتلكه الحيرة والعجب، هذا التناقض بين ما تقوم به مريم محمد على، التي حملت التراث منذ العام97 على أكتافها، وبين التي تحتضن هذا المأثور وتختزله في مكون لا يمت للثقافة السودانية بصلة، وإذا كان برنامج ملحقنا الثقافي بالسفارة جاداً في تأكيده الثقافي وعلى ضرورة تأسيس قاعدة للمشاركة وتقديم البرامج التراثية من خلال المتخصصين والعارفين بمفهوم الثقافة، فلا بد من السعي الحثيث للملحق الثقافي للحد من المشاركة باسم السودان في مثل هذه البازارات التي تقيمه بعض الجهات التي لا صلة لها بالتراث.