{ الاستثمار السياسي في فلول نظام مبارك المخلوع وكل شباب الأقباط حتى الذين ينتمون منهم إلى المؤسسة العسكرية وكل من يتوجَّس من الإشاعات التي تتحدَّث عن أن الدكتور محمد مرسي الرئيس المنتخب سيقوم بإجراءات تطبيق الشريعة الإسلامية التي تهدم لهم اللذات الحرام، إن الاستثمار السياسي في كل هؤلاء جعل قيادة الجيش المصري تنجح في خيانة الدستور الذي تنص فيه المادة (150) على عملية الاستفتاء على بقاء الرئيس. ولذلك كان المفترض أن يحترم الجيش المصري هذا الدستور ويطبق بقدرته العسكرية على الرئيس المنتخب مرسي المادة (150) من الدستور بدلاً من أن يُعلن تعطيله. إن إعلان تعطيله يعني أن مصر دولة لم تنضج ديمقراطياً بعد، وأن النار الديمقراطية الهادئة التي يرقد عليها النظام السياسي هناك منذ إجراء أول انتخابات «سوية» في مصر بعد أن تحوّلت من ولاية إلى دولة قبل عقود قليلة، هذه النار الهادئة أخذت تخمد وقد انطفأت أخيراً ببيان خيانة الدستور الانقلابي الذي أذاعه قائد الجيش المصري دون أن يستلم هو السلطة، بل سلمّها لقاضٍ غير نزيه لأن المفترض فيه احترام الدستور الذي تنص فيه المادة (150) على الاستفتاء حول بقاء الرئيس المنتخب إذا كانت هناك تطورات في اتجاه لا يخدم مصلحة الشعب. لكن الحقيقة هي أن القوى السياسية المصرية المعارضة خشيت أن ينجح الإسلاميون في مصر وهم في سدة الحكم كما نجحوا في تركيا التي تُعرض فيها الداعرات في البترينات وتنُشر فيها ثقافة الدياثة «عدم الغيرة على العرض».. وهو ميراث الذئب الأغبر وأحد يهود الدونمة كمال مصطفى أتاتورك. وإذا كانت مشكلة الإسلاميين في تركيا هي اليهود، فإن مصر أيضاً مشكلتها ميراث اليهود. وقيل إن محمد علي باشا من اليهود الألبان، وقد تسمى باسم محمد علي لتضليل المسلمين المغفلين المغيبين في مصر، وأكثر ما يثبت أنه يهودي معاداته لأحكام الإسلام في كل شيء حتى في احتلال السودان عام (1821م)، وحملة صهره محمد بك الدفتردار الانتقامية. ورغم أن مشروع الإمام حسن البنا الدعوي قد أزال في المجتمع المصري جزءاً كبيراً من تراث اليهود والخديوية وكان ثمرته وصول مرسي إلى الحكم ليس بانقلاب كما فعل محمد نجيب وعبد الناصر وإنما بصناديق الاقتراع. إذن الديمقراطية في مصر محرّمة على فئة سياسية معنية بسبب التراث السياسي المعادي للإسلام هناك. إن اليهود الذين يحملون أسماء مسلمين للتضليل تفضحهم تصرفاتهم التي تنتهك حقوق الإنسان المسلم وتحارب الإسلام فمحمد علي باشا مثلاً أراد فتح السودان لضمه إلى خلافة إسلامية هو أكبر أعداءها هو محمد علي طبعاً فأهل السودان مسلمون والسودان فتحه سيدنا عثمان بن عفان من خلال والي مصر سيدنا عبد الله بن أبي السرح وأوّل من أسلم من السودانيين هم النوبيون في أقصى الشمال فلماذا يُعاد الفتح؟!. وفي تركيا حينما قطع أتاتورك رأس الدولة الإسلامية العثمانية من جسدها وأعلن تركيا دولة مستقلة قال قولته الشهيرة الحقيرة وهي «لن يحكمنا بعد اليوم كتاب يتحدّث عن التين والزيتون» ويقصد القرآن الكريم ويشير إلى سورة التين التي أقسم بها الله على إنه خلق الإنسان في أحسن تقويم ثم رده إلى أسفل سافلين. وإذا كان في مصر التراث الأخلاقي يهودياً فإن الجيش المصري الذين يحمي اتفاق الترتيبات الأمنية والمحلقات السرية في معاهدة كامب ديفيد قد خرج من هذا التراث... ولا بد من تطهيره من رجس هذا التراث.