اعتاد الناس فى شهر رمضان على احتواء المائدة الرمضان على كثير من اصناف الطعام خاصة فى وجبة الافطار التى يرأسها طبق العصيدة المحاطة ب«الملاح » صاحب اللون الجذاب الفاقع مثل التقلية او النعيمية وما يقابلها طبق القراصة بالدمعة فمن الملاحظ بعد تناولها يشكو كثيرون من التخمة التى تحدث بسبب تعرض البصلة «وهى الأساس فى الصنع» على النار مع الزيت لدرجة الاحتراق وبذا تتسبب فى الالم بالمعدة الذي ينتج عن عسر الهضم الامر الذى اكده د. عبد المحسن ابو العلا كبير استشاريي الباطنية والغدد الصماء والسكري، واضاف فى حديثه الذى خص به «الانتباهة» ان الكثيرين يأتون الى الحوادث خاصة فى اليوم الاول من شهر رمضان بسبب الافراط فى تناول المشروبات لا سيما الاطعمة الدسمة التى لا يراعى فيها النواحى الصحية مثل تعرض البصلة للاحتراق لكسبها اللون الأحمرالفاقع الذى يضر بالصحة، لتحول المواد الغذائية بها الى مواد مسرطنة بسبب وصولها لدرجة الكربونية او قريب منها وفقدنها كثيرًا من خواصها الغذائية، واضاف ان هذه المادة كلما ظلت لفترة طويلة فقدت قيمتها الغذائية ولا ينتهى الامر عند ذلك فحسب فالملاح توضع عليه كميات كبيرة من الصلصة والتوابل التى تضر بصحة الجسم خاصة الصائم الذى تخلو معدته طول اليوم من المشروب والمأكولات، واضاف د. ابوالعلاء ان المأكولات الحادقة جدًا «كالنعيمية» تتسبب فى قروح بالمعدة ان اكثر منها ولفترة طويلة غير ان الحوامض المعدية هى الأسرع فى الظهور نتيجة للحموضة العالية، السبب وراء اقبال مصابين بالحموضة لشرب السوائل الباردة التى تؤدى الى زيادة فى عسر الهضم. وعن سيد المائده الثانى طبق البليلة «العدسية» فهى مادة غذائية مفيدة للجسم لاحتوائها على فايتمين الحديد المفيد للطاقة، ومن الجيد الحفاظ على وجوده بشكل يومى فى المائدة الرمضانية، لكن قد يضيف اليها البعض مواد غنية بالدهون مثل «زيت السمسم» وتحليتها بكميات كبيرة من السكر تتسبب هذه المواد المضافة فى ارتفاع نسبة الحموضة والدهون فى الجسم وقد تسبب فى الاصابة بالسكرى ايضًا، وفى هذا الصدد وجه د. عبد المحسن بضروة تناولها خالية من اى اضافات حتى يستفيد الجسم من الفايتمين الموجود بها، واوضح انها تساعد فى زيادة كمية الدم فهى مادة توصف للذين يشكون من قلة الدم غير ان الكثيرين قد اعتادوا بدء افطارهم باحتساء المديدة «النشا» الدافئة او الشوربة فهى مفيدة للمعدة التى توقفت عن الاكل والشرب طوال اليوم لأنها تساعد فى تهيئة المعدة لاستقبال المأكولات والمشروبات الشيء الذى اكده د. ابو العلا في ختام حديثه موضحًا ان تناول الدافئ يمنع الإنسان من الافراط فى الشرب، ويمكنه من تناول ما يستطيع من وجبة كما ان الشوربة تمد الجسم بالطاقة الكافية فهى وجبة كاملة اذا روعي فى طبخها الابتعاد عن الدهون. اوصى بضرورة الابتعاد عن المواد الدسمة والعالية الحلاوة والمعرضة للنار لدرجة الكربونية حتى نجنب اجسامنا خلال شهر الصيام الإصابات بعسر الهضم او الحوامض وبالتالى القرحة و ألام الأمعاء «المصران» والسكري. خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا يزين الله في كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. حديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ». رواه البخاري ومسلم.