ما ان ينقضي شهر رمضان حتى تبدأ التجهيزات للشهر القادم وهذه التجهيزات ليست بالتأكيد روحانية كتهذيب الذات وتقييم الاعمال وغيرها بل تنصب في وسائل الالهاء التلفزيونية التي تبدأ من برامج الطبخ والمسابقات وتنتهي بالمسلسلات التي لا تتوقف عن الانهمار طوال اليوم عبر كل القنوات، وحتى اعلانات رمضان تبدأ من شهر شعبان لعرض منتوجها الدرامي الذي يعد موسم الارباح الذي تسوق فيه الدراما وما زال السؤال المحير يطرح نفسه لماذا يرتبط شهر رمضان بالدراما وبرامج المسابقات مثل ارتباطه بالاكل والحلويات وكل ما هو بعيد تمامًا عن عظمة الشهر الفضيل.. البيت الكبير طرح السؤال على عدد من الجهات عله يحصل على نتيجة.. ارى ابنائي منبطحين على الارض طوال فترة الظهيرة الى أذان المغرب وبعضهم ممدد على الكنبة في قتل للزمن عبر المسلسلات التي لا تنتهي! بدت فهيمة «ربة منزل» غاضبة وهي تحكي عن تأثير التلفزيون السالب على ابنائها فيجعلهم يعرضون عن عظمة الشهر الفضيل وينتهي بلا قرآن او عبادة. وانتقدت هبة محمد «صيدلانية» ما تقدمه بعض الفضائيات والذي لا يليق بعظمة الشهر الفضيل فمثلاً القنوات التي تعرض الافلام الاجنبية لا تغير مفهومها فهي تواصل عرض الافلام بكل ما تحمله من عري ومشاهد ساخنة تخدش الصيام وتبطله احيانًا، والمشكلة انها تمثل اغراء كبيرًا فتجد الشباب يشاهدونها طوال النهار ولا تختلف قنوات الاغاني عن الافلام فهي تواصل عريها ومجونها حتى في الشهر الفضيل دون ايقافها في النهار على الاقل فهي تمثل شيطانًا لوحدها! ويتحدث معاوية «موظف» عن مسلسلات رمضان الغريبة التي تعرض وتلهي عن الصيام فزوجته مثلاً تطبخ وهي تراقب المسلسل بتوهان وتنسى ان تصلي لانشغالها بالأحداث وقد تجدها مسرعة مع الفاصل تتوضأ ورأسها بالتاكيد مشغول هناك، يتحسر «معاوية» على رمضان قبل غزو الفضائيات حيث كان الوقت منظمًا جدًا الآن اجد نفسي اصلي وحيدًا بعد الافطار لأن الأبناء والزوجة عيونهم على البرامج بعد الافطار! كيف يكون هذا صيامًا؟ يعترض عبد العزيز «محامي» على برامج التلفزيون التي تعرض مسلسلات تحكي سيرة ذاتية لراقصات واحيانًا قصصًا غريبة ونساء يلبسن ملابس غير محتشمة وصياح واغاني وكله يفسد الصوم ولا يتسق مع الروحانيات التي تعرض بصورة خجولة في قناة ام بي سي الاولى مثل خواطر التي اعتبرها من البرامج الهادفة جدًا بعيدًا عن المسلسلات التي لا تتحدث الا عن الحب والرومانسية. فعلاً هي مصيبة! تجلد نفسها بنفسها نفيسة وهي تتحدث عن نهارها الرمضاني وليلها الضائع في ادمان المسلسلات، تقول ما ان اعود من المدرسة التي اعمل بها حتى استلقى لأتابع المسلسلات التي لا تتوقف فأهملت قراءة الجزء الذي أداوم عليه سنويًا وأتنقل بين قناة الطبخ فتافيت التي لا أطبق شيئًا منها واصل الى قنوات الدراما ومساء اشاهد برنامج اغاني واغاني ومسابقات ام بي سي! وحسب مواقع الفتاوى فإنها لا تبطل الصوم لكن تُذهب اجره كله فمشاهدة المسلسلات المشتملة على المحرمات كالتبرج والاختلاط ونحو ذلك في نهار رمضان أو ليله لا يبطل الصيام بمعنى لا يطالب مشاهدها بالقضاء، ولكن مشاهدتها تُنقص أجر الصيام، بل قد تذهب بأجره بالكلية وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ. رواه ابن ماجة. والمعنى: أَيْ لَيْسَ لِصَوْمِهِ قَبُول عِنْد اللَّه فَلَا ثَوَاب لَهُ، ومشاهدتها دليل على أن مشاهدها لم يحقق الغاية التي فرض من أجلها الصيام وهي تقوى الله جل وعلا، فإن الصيام فرض لأجل تحقيق التقوى، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة: 183}. فمن شاهدها في نهار صومه أو ليله لم يحقق الغاية من الصيام، وقد قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ. رواه البخاري وأبو داود.