تجددت الخلافات داخل هيئة قيادة الجبهة الثورية عقب مطالبة حركة العدل والمساواة بمنصب رئاسة الجبهة، في وقت اعتبرت فيه قيادات أخرى داخل الجبهة مطالب العدل غير شرعية وغير ملزمة لقيادة الجبهة، فيما هددت حركة العدل حال رفض مطالبتها بالخروج نهائياً عن الجبهة. وفي ذات السياق بدأت حملة اعتقالات واسعة بدولة الجنوب وسط قيادات حركة عبد الواحد محمد نور الراغبة في التوصل إلى سلام في دارفور، حيث تم اعتقال القائد النشط عسكرياً نور الدين «فرانك» قائد قطاع «كافوري» بشرق جبل مرة مع عدد من القيادات. وأبلغ مصدر بحركة العدل داخل دولة الجنوب «الإنتباهة» أن الخلافات بين قيادة الحركة والجبهة الثورية تصاعدت خلال اليومين الماضيين، حيث طالبت قيادات الحركة بمنصب رئاسة الجبهة الثورية بعد التجاوزات التي وصفوها بالخطيرة من قبل القيادة الحالية، واتهمت الحركة قيادة الجبهة بتنفيذ أجندة دولة الجنوب إلى جانب أجندة قالت إنها عنصرية وجهوية. وأكد المصدر أن قيادة الحركة هددت بالكشف عن المثير والخطير من تاريخ الجبهة الثورية إذا لم توافق على رئاسة حركة العدل خلال الفترة المقبلة. وفي غضون ذلك أكد المصدر أن الجبهة الثورية بدأت حملة اعتقالات وسط قيادات فصيل عبد الواحد محمد نور بعد تصاعد موجة الانتقادات ورغبة العديد من قيادات الحركة في الحوار والسلام، وأشار إلى أن اعتقال القائد نور الدين كان من قبل قائد ثاني فصيل عبد الواحد محمد «ضرابة» الذي يعتبر القائد العام الفعلي للحركة. وفي السياق لوَّحت فصائل دارفور بالانسحاب النهائي من تحالف الجبهة الثورية بسبب تسلط نائب رئيس الجبهة عبد العزيز الحلو وتحامله عليها في خطوة تنذر بمزيدٍ من التصدعات داخل هيكل التحالف. وقال مصدر بحركة مناوي المتمردة ل «إس. إم. سي» إن بوادر الخلافات بدأت باستحواذ عبد العزيز الحلو على دعم كان مقدماً من الحركة الشعبية للتحالف أثناء معارك أبو كرشولا، وإصراره على حرمان فصائل دارفور من نصيبها بعد انتهاء المعارك التي شاركت فيها الأخيرة بشمال كردفان، مبيناً أن الخطوة دفعت مناوي لسحب بقية القوات التابعة له من جنوب كردفان وجبل مرة، وتبعتها مجموعات من العدل والمساواة. وأبان المصدر أن رئيس هيئة الأركان بفصيل عبد الواحد يوسف أحمد يوسف «كرجكولا» رفض مساندة مناوي في الانسحاب مما خلق صراعاً آخر بين الفصيلين اللذين اختلفا لتصفية الحسابات القديمة.